باسيل بعد اجتماع التكتل: «الأرثوذكسي» يؤمّن المناصفة الفعلية
اعتبر رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل «أنّ ملف سد جنة هو أبعد من سد، إنما يطال كلّ مشروع حيوي يتقدم به تكتل التغيير والإصلاح، فهذه حقوق استراتيجية في المياه، ولن نقبل بالمساس بها تحت أي حجة بيئية مختلفة».
وقال باسيل في تصريح بعد اجتماع تكتل التغيير والإصلاح برئاسة النائب العماد ميشال عون في الرابية: «لقد تداولنا في قانون الانتخاب، وأكدنا موقف التكتل الثابت من المطالبة بقانون اللقاء الأرثوذكسي، الذي يؤمن المناصفة الفعلية الكاملة».
وتابع: «طالبنا أكثر من فريق بإدراج ملف الإنترنت غير الشرعي على جدول أعمال جلسة الحكومة، إلا أننا أفدنا بأنه يتم إرجاؤه لما بعد الانتخابات البلدية».
من جهة أخرى، استقبل باسيل نظيره السويسري ديدييه بورخالتر، على رأس وفد يرافقه سفير سويسرا فرنسوا باراس وبحث معه التطورات في لبنان والمنطقة وأزمة النازحين.
وبعد اللقاء عقد الوزيران مؤتمراً صحافياً مشتركاً، استهله باسيل لافتاً إلى «أنّ ديبلوماسية سويسرا الموضوعة في خدمة السلام تحرص على الدفاع عن مجتمعاتنا وحضاراتنا. وقال: «إنّ المقاربة الواقعية تظهر أنّ الحيادية ليست جيدة للاستخدام أينما كان وفي كلّ الأوقات، والدليل أنّ عدداً قليلاً من الدول يعتمدها. إنّ الحيادية في الواقع هي خيار سياسي خارجي، لا يمكن أن يولد من العدم، وهذا الخيار يقوم على شرطين أساسيين:
أولاً: تفاهم واسع على المستوى الداخلي بين مختلف الأفرقاء السياسيين ومكونات الشعب.
ثانياً: مناخ جغرافي سياسي إقليمي ودولي مناسب».
وأضاف: «أما في لبنان فلطالما ارتبطت القوى السياسية بعلاقات مع قوى إقليمية وخارجية، وهذا ما أبعدها عن الحيادية وحجبت عن الشعب اللبناني ثقافة الحياد الحقيقي. كذلك فإنّ اللامركزية لم تطبق في معناها الواسع، ويصعب علينا في هذه المنطقة التي تشهد الصراعات، أن نكون حياديين وأن نقول إنّ الصراعات التي تحيط بنا لا تعنينا، كما أنّ لبنان واقع في منطقة مقلقة أصبحت مسرحاً لصراع القوى الإقليمية والدولية، ويصعب على بلد صغير مثل لبنان أن يعلن حياده من دون أن يكون هناك ضمانات ملائمة من القوى المؤثرة في الشرق الأوسط، من دون التوافق الداخلي».
ورأى أنّ «لبنان يواجه تحديات وجودية، ولا يمكنه تطبيق الحيادية بشكل أعمى، والتي قد تقوده إلى ذوبان هويته وحدوده»، لافتاً إلى «أنّ الإرهاب الأعمى يضرب من دون أي تفريق في بيروت وطرطوس وبروكسل وباريس وأنقرة ولندن وموسكو والقاهرة، والضحايا المدنية مهما كانت جنسياتها لا يمكن أن نعتمد إزاءها الحياد، فكيف نكون حياديين عندما تفكك الموجات المكيافيلية والإرهابية مجتمعاتنا؟ بل على العكس، فإنه في مواجهة إرهاب «داعش» و«النصرة»، علينا أن نعمل في وجه هذا الإرهاب لا أن نكون حياديين».
وأشار باسيل إلى أنّ «أزمة النازحين على أرضنا تشيع جوا من القلق والخوف، فلبنان يستقطب اليوم أكبر نسبة من النازحين، ولدينا هذا الانطباع المحبط أن الحالة في سورية، حتى مع تحسنها، لن تقود في شكل تلقائي إلى عودة النازحين إلى بلادهم».
وتابع باسيل: «نحن نشكر الأسرة الدولية لدعمها، لكننا نستنكر أنها فقدت معناها في ما يتعلق بالتضامن، ومبادئها الإنسانية كذلك. ونرى دولا تبحث بشكل آحادي عن النأي بنفسها عن الأزمة وتستفيد منها طالما لم يهاجر النازحون الى أراضيها، ولا تأبه بانتشار الإرهاب ما دامت أراضيها بمأمن. هذا التصرف غير مقبول أخلاقياً ولا إنسانياً، بل إنه أمر مؤسف، إذ تظن هذه الدول أنها تخمد النيران، وهي في الواقع توقظ بركانا في مكان آخر».
وختم باسيل: «نحن في لبنان نأمل أن يكون لدينا أدوات للحيادية الإيجابية والإستباقية والمؤثرة، وهي تحتاج الى حشد كل شبكات تعاوننا، والمساعدة المتبادلة على المستوى الدولي التي سوف تسلط الضوء على هذه القيمة المضافة للبنان، وعلى ملاذ السلام والتسامح والتعددية في عالم يغلي. نحن نعتمد على سويسرا لنقل هذه الرسالة والمحافظة على بلادنا، لكي يبقى لبنان رسالة للمجتمع الدولي».
وأكد بورخالتر، من جهته، «أنّ سويسرا ليست بلداً حيادياً في مواجهة الإرهاب، إنما لا تتدخل في حرب بين دولتين. في هذه الأيام، لدينا على سبيل المثال مساعدات إنسانية سترسل إلى أوكرانيا، وسويسرا هي الدولة الوحيدة التي سوف تقدم المساعدات والتقنيات بهدف حصول المواطنين فيها على المياه العذبة، في كلتا الجهتين القائمتين على خط التماس».
وأضاف: «نحن نحاول أن نترجم هذه الحيادية بشكل فعال، ونستخدمها لمصلحة السلام، وقد أردت ثانياً زيارة لبنان لأطلع على المشاريع الفعلية التي تدعمها سويسرا مع شركاء آخرين، ومنظمات لبنانية وغير لبنانية من أجل إنشاء الرابط بين القمة الإنسانية لا سيما بموضوع الشباب. نحن نود القيام بمشاريع خاصة بالشباب في المناطق التي تعاني توترات بشكل خاص، وهذا يعطي الأمل لهؤلاء. وفي هذا الإطار أودّ أن أحيي الإرادة اللبنانية لتعزيز العلاقات الثنائية مع سويسرا، وأن أشيد كذلك بالعلاقات المميزة والتعاون بين بلدينا، وقد وقعنا مذكرة تفاهم بين الدولتين، ويجب أن نترجم هذا الحوار السياسي بطريقة فعالة، على سبيل المثال، برامج لمكافحة الإرهاب».
وكان باسيل التقى كلاً من وزير شؤون اللاجئين السوريين في بريطانيا وشمال إيرلندا ريتشارد هارينغتون، وسفير فنلندا ماتي لا سيللا مع وفد من سفراء بلاده المعتمدين في دول المنطقة.