تقرير
تناولت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية في بروكسل، والذي ناقش الأزمة السورية، مشيرةً إلى أن الهدنة المعلنة في طريقها إلى الانهيار.
وجاء في المقال: تطرّق أعضاء مجلس الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية خلال اجتماعهم في بروكسل يوم 23 أيار الجاري إلى الأوضاع السورية، وأشاروا إلى أن الهدنة التي أعلنت في شباط الماضي مهدّدة بالانهيار بسبب «الإنذار» الذي وجّهه مَن يسمّون أنفسهم «متمرّدين» إلى القوات الحكومية.
وفي وقت تستمر المعارك بين الجيش السوري وهؤلاء «المتمردين» في سورية، تستعدّ القوات العراقية للهجوم على مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأعلنت فيديريكا موغيريني، الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، أن السلطات الليبية طلبت مساعدتها في إعداد وتدريب قوات الأمن وحرس الحدود، وقد وافق المجتمعون على هذا الطلب.
كما ناقش المجتمعون مشكلة الهجرة من العراق وسورية، وكذلك برنامج «الشراكة الشرقية» مع أذربيجان وأرمينيا، وبيلاروسيا، وجورجيا، ومولدوفا، وأوكرانيا .
ولدى مناقشة المشكلة العراقية والسورية، اتفق المجتمعون على أن دعم ومساندة التسوية السياسية فيهما، أمر لا بديل عنه في محاربة «داعش».
وأشار البيان الختامي، الذي صدر عن الاجتماع، إلى أن الحرب على سورية هي الكارثة الإنسانية الكبرى في العالم، التي لا مثيل لها في التاريخ الحديث. وبهدف وقف العنف وفسح المجال أمام الشعب السوري للعيش في وئام واستقرار في بلده، فإن الاتحاد الأوروبي سيستمر في دعمه العملية السياسية. وسيستمر في تقديم المساعدات الإنسانية والدولية للمدنيين وسيزيد الاعتمادات المالية لتنفيذ هذه البرامج. كما أعرب المجتمعون عن دعمهم الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ستيفان دي ميستورا.
إضافة إلى هذا، أكد الاجتماع على المسائل الواردة في استراتيجية مكافحة «داعش»، والتي تتضمن تقليص تدفق المسلحين الأجانب والأسلحة وحماية الحدود ودعم التحالف الدولي في حربه ضدّ الإرهابيين.
بيد أن مكافحة «داعش» في سورية تراوح في مكانها. وقد أعلن «المجاهدون» مسؤوليتهم عن العمليتين الإرهابيتين في طرطوس وجبلة، واللتين أودتا بحياة أكثر من 100 شخص.
وقد بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ببرقية تعزية إلى نظيره السوري بشار الأسد، أكد فيها استعداد روسيا للتعاون ومواصلة مكافحة الإرهابيين، معرباً عن ثقته بأنّ المجرمين الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء لن يفلتوا من العقاب.
وتشير وكالة «رويتر» إلى أن القوات الحكومية كانت قد أعلنت في أيار الجاري عن عدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، واتهمت «المتمرّدين» بخرق الهدنة وقصف الأحياء السكنية، التي يسيطر عليها الجيش السوري.
من جانبهم، أعلن «المتمرّدون» أنهم لن يلتزموا باتفاقية وقف إطلاق النار ما لم توقف القوات الحكومية المعارك في ريف دمشق. هذا ما جاء في البيان الصادر عن «الجيش الحرّ»، الذي وقّعه ممثلو 40 مجموعة من «المعارضة». هذا الإنذار الذي وُجّه إلى القوات الحكومية ومقاتلي حزب الله اللبناني يسري مفعوله مدة 48 ساعة فقط.
من جانبه، يقول الخبير آلِكسندر إيغناتينكو، رئيس معهد الدين والسياسة، إن الالتزام بالهدنة يثير عدداً من الأسئلة، ويضيف: «أنا شخصياً لا يمكنني القول بوجود التزام بالهدنة في سورية. لأن الهدنة عمليا تُخترق من مختلف الأطراف». وأبدى الخبير شكوكه بوجود بنية متكاملة قوية يمكن تسميتها «الجيش الحرّ»، الذي تقاتل تحت لوائه فصائل عدّة ومختلفة، مثل «جيش الإسلام». ولم يستبعد إيغناتينكو أن يكون هذا الإنذار قد وُجّه ليس من جانب «الجيش الحرّ»، بل من مجموعات مثل «جيش الإسلام».
هذا، وأعلن ممثلو «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الذي يتخذ من لندن مقراً له عن «خطورة» غارات الطائرات الروسية حيث تعرض للقصف الطريق الوحيد الذي يسيطر عليه «المتمرّدون» في حلب الأمر الذي يعرّض للخطر حياة 300 ألف شخص يقيمون في المنطقة.