ساحة النجمة: الصورة زيّ ما هي… من دون الحريري
هتاف دهام
خابت توقعات نواب 14 آذار بحضور رئيس تيار المستقبل سعد الحريري إلى ساحة النجمة. كلف الحريري بعض هؤلاء النواب الذين يزورون المجلس ومكاتبهم كل سنة مرة، عناء المجيء إلى المجلس النيابي من أجل لا شيء.
في بهو المجلس الصورة زيّ ما هي. تكرر سيناريو الجلسات السابقة. خلت الشوارع المؤدية إلى ساحة النجمة من الإجراءات الأمنية المشددة التي كان يتخذها الجيش وشرطة المجلس عند حضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام، ما أوحى للنواب والوزراء والصحافيين الذين توافدوا باكراً لمواكبة حضور الحريري، أنه لن يأتي الذي كحال بري وسلام ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط.
كالعادة استعيض عن الجلسة ببعض المشاورات الجانبية. النواب عباس هاشم، نقولا فتوش، نواف الموسوي وقاسم هاشم أجروا أحاديث على الواقف، فيما تجمع نواب 14 آذار، اللقاء الديمقراطي، والتحرير والتنمية في القاعة العامة التي توافد اليها نواب ثورة الأرز «إجر لقدام إجر لورا» استباقاً لاحتمال وصول الحريري الذي فاجأهم بعدم حضوره. وبفعل عدم اكتمال النصاب الذي لم يتعد 60 نائباً أرجأ رئيس المجلس الجلسة الى 2 أيلول المقبل.
السلسلة غابت أيضاً. استمرت بعيدة عن المجلس. لم يشفع لها وجود الرئيس فؤاد السنيورة ووزير المال علي حسن خليل، بينما كانت تواصل الصراخ في الاعتصام الذي نفذته هيئة التنسيق النقابية أمام وزارة التربية للتأكيد أن لا تصحيح للامتحانات الرسمية قبل إقرارها، لكن صوتها لم يصل إلى قبة بيت الشعب.
قاعة الصحافة استعادت المؤتمرات الصحافية. لكن لم تكن كثيفة ومنصات للراجمات الكلامية. اقتصرت على النواب إيلي كيروز، إيلي ماروني، بطرس حرب وجورج عدوان الذين أجمعوا كل على حدة على تحميل رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون مسؤولية الفراغ في سدة الرئاسة. نواب التيار الأزرق باتوا يخضعون لرقابة مع عودة الحريري، فالتزم غالبيتهم الصمت، أو تجنب توجيه نيران سهامه نحو حزب الله، بغض النظر عن موقف السنيورة الذي أثناء وصوله، ألقى التحية بفتورعلى النائب الموسوي الذي كان يدردش مع النائب هاشم على مقربة من مدخل Lobby.
وحده النائب نقولا فتوش خرق الروتين في ساحة النجمة، بتقدمه للمرة الثانية باقتراح قانون معجل مكرر من الأمانة العامة لمجلس النواب يطلب فيه التمديد للمجلس النيابي سنتين وسبعة أشهر، ويورد فيه الأسباب الموجبة. وقال إنه «لا يهوى التمديد، ويعرف الدستور جيداً ويعرف أحكامه»، لكن بحنكته كمحام، رأى «أن هناك ظروفاً استثنائية أمنية وسياسية، تولد شرعية استثنائية وتعطي المجلس شرعية التمديد لنفسه في حال الخطر الداهم».
سأل فتوش هل هناك إمكانية لإجراء الانتخابات النيابية في هذا الظرف؟ فأتاه الجواب من السنيورة قبيل مغادرته المجلس « أننا نريد الانتخابات، وهذا القرار مبدئي وإذا كان ذلك متعذراً فلنكن واقعيين ونتحمل مجتمعين موضوع التمديد، لا أن يزايد كل واحد على الثاني، ونعتقد أن الأولوية هي لانتخاب رئيس الجمهورية وإجراء الانتخابات النيابية، وعندما يكون ذلك متعذراً الآن، قد يقتضي الوضع أن نلجأ إلى أسلوب التمديد مع عدم محبتنا له، ولكن يجب أن نكون واقعيين».
وافق تيار المستقبل على التمديد. جاهر حزب القوات حفظاً لماء الوجه تجاه شارعه برفض ذلك، بعدما أعلن حليفه الكتائبي أول من أمس ممانعة ذلك. أعلن النائب عدوان الاستعداد لحضور جلسة التمديد لمجلس النواب، لإبداء الرأي بمعارضة هذا الموضوع، مع علم عدوان أن الأمر سيمر.
على المقلب الآخر قال النائب ياسين جابرعن كتلة التحرير والتنمية إذا أرادوا التمديد للمجلس فعلى الأقل يجب إعادة عمله التشريعي. وحده حزب الله لم يعلن موقفاً من الموضوع، واكتفت مصادره بالقول لـ«البناء» إن التمديد حالة استثنائية في ظروف استثنائية، وعلى المؤسسات أن تسعى لتأدية دورها بشكل طبيعي، وإذا تعذر ذلك فلكل حادث حديث. وأشارت المصادر إلى أن الحزب لم يناقش مح حلفائه التمديد ولم يتخذ موقفاً من ذلك.
وإذا كان السنيورة آخر مغادرين ساحة النجمة من نواب 14 آذار، فإن زملاءه سارعوا إلى الانصراف فور سماعهم الجرس معلناً انتهاء الجلسة. توجهوا إلى المقاهي المجاورة. النائبان معين المرعبي ونضال طعمة إلى مطعم كرم، لحق بهما زملاؤهما في كتلة المستقبل رياض رحال، عاطف مجدلاني وسيرج طورسركسيان، إلا أنهم لم يتشاركوا الغداء مع زميليهما في ظل الخلاف الحاصل حول موضوع الجيش، فيما اختار نائبا اللقاء الديمقراطي مروان حمادة وعلاء الدين ترو والنائب روبير غانم الجلوس في L ETOILE.
ترك النواب ساحة النجمة على يقين أن الجلسة الحادية عشرة في الثاني من أيلول لن تكون أفضل من الجلسة العاشرة، لأن الطبخة الرئاسية كما أجمع نواب ساحة النجمة لم تنضج بعد، وأن مشاهدة الرئيس الحريري في المجلس مرهونة بالتوافق على مرشح ينهي الفراغ الرئاسي في بعبدا. وحده النائب عباس هاشم كان متفائلاً بامكان الاتفاق قريباًعلى الشخصية التوافقية لاعادة إنتاج السلطة.