جولييت المير سعاده تَحْضُر مُكرّمةً في الشوير
بعضُ الناس حاضرونُ ولو غابوا، وآخرونَ يغيبونَ حتّى وأعينهم مفتوحة، عملاً بقول الشاعر:
«الناس صِنفان: صِنفٌ لا حياة له
وآخرون ببطنِ الأرض أحياءُ».
من هؤلاء بالطبع جولييت المير سعاده زوجة الزعيم الخالد، المعروفة في القاموس القومي الاجتماعي بلقب «الأمينة الأولى» التي كان يحلو لسعاده أن يناديها «ضياء». ولعلّ قيمة هذه المرأة التي تسكن أفئدة رفقائها كامن ليس فقط في كونها مناضلة تحملت الآلام والعذابات وبقيت صلبةً مرفوعة الرأس، بل أيضاً في كونها جعلت التزامها شأناً حياتياً وجودياً كُليّاً. وهو التزامٌ يعرفهُ كلّ الذين انتموا إلى مدرسة الحياة الجديدة، النهضة القومية الاجتماعية، التزاماً بقضيةٍ عُظمى، وعملاً صراعياً نضالياً من أجل تحقيق المبادئ وترجمة الفكر الخلّاق الذي وضعهُ باعثُ النهضة ليكون منارةً وخريطة طريق إلى الإنسان الجديد والنظام الجديد. وقد كرّمت ضهور الشوير في حضن عرزال سعاده ونُصُبه التذكاري الأمينة الأولى بحضور جمعٍ من مسؤولي الحزب وأمنائه ورفقائه وأصدقائه. بدايةً، ألقى الكاتب سليمان بختي نصّاً نوعيّاً دبّجه قلم الناقدة خالدة سعيد التي لم يسمح لها وضعها الصّحي بالحضور من الخارج للمشاركة شخصياً. وخالدة كانت من رفيقات الأمينة الأولى في سجن 1955، كما رافقتها لسنوات أخرى جعلت منهما توأماً روحياً ونفسياً. بعدها ألقت الأمينة أليسار سعاده كلمةً تضمّنت خواطرها ومشاعرها كإبنةٍ رأت أنّ الظرف السياسي الحالي أسوأ من الظرف الذي اغتيل فيه والدها كما اغتيلت في ما بعد والدتها سياسياً وصحيّاً من دون وجه حق أو عدالة أو رفّة وجدانٍ حي. وقبلَ أن يُختتم الاحتفال بأناشيد تُرافقها الموسيقى، ألقت العضو في مجلس الشعب السوري ماريا سعاده كلمةً من وحي المناسبة. ثمّ جالَ الحاضرون على معرض الصّور النادرة لصاحبة الذكرى التي يليقُ بها التكريم.