السيسي يدشّن مرحلة جديدة من العلاقات مع روسيا
في ثاني زيارة خلال ستة شهور، والأولى بعد توليه رئاسة الجمهورية، بحث الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عدداً من القضايا الثنائية والإقليمية، تقدمها ملف «الحرب على الإرهاب»، ومشروع قناة السويس.
وعقد الرئيسان بوتين والسيسي اجتماعاً على مستوى القمة في منتجع «سوتشي» بروسيا الاتحادية أعقبه مؤتمر صحافي مشترك، كشفا فيه عما دار بينهما من مناقشات، كما تحدثا عن مشاريع صناعية وبرامج تجارية وعسكرية مستقبلية مشتركة بين البلدين.
وقال بوتين، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع السيسي، إن «روسيا تدعم مصر في حربها على الإرهاب، لا سيما على ضوء تنامي الخطر الإرهابي في الشرق الأوسط»، وكرر الرئيس الروسي تشديده على أن «روسيا تشاطر مصر موقفها إزاء قضية مكافحة الإرهاب.»
وبينما تطرق بوتين إلى الملف العسكري، قائلاً إن «روسيا ومصر اتفقتا على تطوير وتوسيع التعاون العسكري الفني بينهما»، من دون الكشف عن مزيد من التفاصيل، فقد أكد الرئيس المصري أنه تم الاتفاق، خلال الاجتماع، على إقامة منطقة صناعية روسية بمشروع قناة السويس.
كما أشار الرئيس الروسي إلى أنه تم أيضاً الاتفاق على تسهيل دخول السلع المصرية إلى الأسواق الروسية، ودراسة إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين البلدين، لافتاً إلى زيادة الكميات التي يحصل عليها الجانب المصري من القمح الروسي إلى ما لا يقل عن 5 ملايين طن هذا العام.
في المقابل، تحدث الرئيس المصري عن تدشين مرحلة جديدة للعلاقات مع روسيا، قائلاً: «نسقنا مع بوتين للعمل على تسوية القضية الفلسطينية وفق المرجعية الدولية … واتفقنا على ضرورة وحدة الأراضي الليبية وعدم التدخل الخارجي في شؤونها … وفي الشأن السوري كان تأكيد على العمل على تنفيذ مسار جنيف 2 للحل السياسي … وفي العراق، جددنا دعمنا وحدة العراق والعملية السياسية فيه وإقامة حكومة وفاق وطني جامعة لمكافحة الارهاب».
ووصل السيسي إلى روسيا في وقت مبكر من صباح أمس، وبمجرد دخول طائرته الرئاسية المجال الجوي لروسيا الاتحادية، قام سرب من المقاتلات الروسية بمرافقتها حتى الهبوط في مطار سوتشي، حيث كان في استقباله وزير الخارجية سيرغي لافروف.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إيهاب بدوي، في بيان إن عقب مراسم الاستقبال، تفقد الرئيس المصري عدداً من المعدات والتقنيات العسكرية، من بينها الدبابة «تي 72»، إضافة إلى عدد من العربات ناقلة الجند، داخل ساحة المطار.
كما تفقّد الرئيسان بوتين والسيسي المدمرة الصاروخية الروسية «موسكفا» في ميناء سوتشي.