السعودية متمسّكة بتعنّتها… وموسكو بسعيها إلى الحلول

يبدو أنّ المملكة العربية السعودية لا توفّر جهداً أو مناسبة من أجل بثّ سمومها، وتأكيد تعنّتها إزاء ما يجري في الشرق الأوسط. وهي التي كانت ـ إلى الآن ـ خلف فشل أيّ مفاوضات تؤدّي إلى إنهاء الحرب المستعرة منذ سنوات.

وجديد مملكة الرمال، استغلالها اللقاء الذي عقده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظرائه من دول مجلس التعاون الخليجي في 26 أيار الحالي، للتعبير عن رفض الدول الخليجية نهج السياسة الخارجية الإيرانية، ولتسمية «وفد الرياض» وفداً وحيداً للنطق بِاسم «المعارضة السورية».

هذا ما أشارت إليه صحيفة «إيزفستيا» الروسية، التي قالت إنّ طرح عادل الجبير ـ وزير الخارجية السعودي ـ هذه الأمور خلال الاجتماع، قابله ردّ ناجع من لافروف، الذي قال إنّ لكل بلد الحقّ في تطوير علاقاته مع الدول الأخرى، وإقامة علاقات حُسن جوار معهم. ومن حقّ إيران أن تسعى إلى تعزيز نفوذها خارج حدودها. طبعاً، على أساس احترام مبادئ القانون الدولي، وبصورة شرعية.

وفي ما يخصّ الأزمة السورية، الموقف الروسي لم يتغيّر: يجب أن تشارك جميع الأطراف بمن فيهم الأكراد في المفاوضات. وقد سبق أن أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ضرورة أن يشمل وفد «المعارضة» أكبر عدد من مكوّناتها، لإجراء المفاوضات مع الحكومة السورية.

وفي ما يخصّ التنظيم الإرهابي «داعش»، ذكر تقرير إعلامي أن «زعيم» تنظيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي أصيب بجروح خطيرة السنة الماضية، ولم يعلم بالحادث سوى مجموعة من المقرّبين له، وفريق من الأطباء سهروا على علاجه والعناية به. وقالت صحيفة «غارديان» البريطانية إن البغدادي تعرّض لهجوم في بلدة الشرقاط التي تبعد 190 ميلاً عن بغداد عاصمة العراق في 18 آذار 2015 استند إلى مصادر أمنية كردية وعراقية وغربية من داخل التنظيم.

كما أعدّت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريراً على صفحتين عن أجواء الرعب التي يشيعها تنظيم «داعش» الإرهابي في أوساط الناس في ليبيا. وروى معدّ التقرير أنتوني لويد، حكاية فتى في التاسعة عشرة يدعى أمجد محمد بن ساسي، مثل أمام محكمة تابعة لتنظيم «داعش»، فطلب منه القاضي «التوبة عن الكفر».

إلا أنّ الفتى قال لجلاده: «اسمي سيبقى فترة أطول من اسمك»، فأجاب الجلاد: «سنرى»، ثم أطلق رصاصتين على مؤخرة رأسه.

«غارديان»: أبو بكر البغدادي… «قطّ بسبع أرواح»!

ذكر تقرير إعلامي أن «زعيم» تنظيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي أصيب بجروح خطيرة السنة الماضية، ولم يعلم بالحادث سوى مجموعة من المقرّبين له، وفريق من الأطباء سهروا على علاجه والعناية به.

وتقول صحيفة «غارديان» البريطانية إن البغدادي تعرّض لهجوم في بلدة الشرقاط التي تبعد 190 ميلاً عن بغداد عاصمة العراق في 18 آذار 2015 استند إلى مصادر أمنية كردية وعراقية وغربية من داخل التنظيم.

وقضى البغدادي 6 أشهر في بلدة الباعج شمال العراق الحدودية مع إقليم كردستان حتى يتعافى من جراحه، حيث كان يعلم بحالته طاقمه الطبي وبعض الممرضات وعدد محدود من المقرّبين منه.

وتقول الصحيفة إنها تواصلت مع حامد خليلوف أحد المقاتلين الذين كانوا مع أمير الحرب، أبو عمر الشيشاني، وقال إنه ذهب معه لمقابلة البغدادي في باعج حيث كان يتلقى العلاج.

ويبيّن التحقيق أن البغدادي عاد إلى نشاطه من جديد بعد سنة من إصابته، وتولى مسؤولياته بصفته «زعيماً» لتنظيم «داعش» الإرهابي ضمن منطقة ضيقة تقع ما بين شمال غرب العراق وشمال شرق سورية.

ونقلت «غارديان» عن الجنرال خالد حمزة، قوله إن البغدادي في حركة دائمة ويذهب إلى الموصل، ويتحرك في المنطقة التي ما بين بيليج وباعج وتلعفر.

وأكد حمزة زيارة البغدادي بلدة باعج قبل شهرين، ويقول: لدينا معلومات دقيقة من داخل المدينة أنه زار واليها، مشيراً إلى أن البغدادي يحظى بدعم من القبائل هناك.

وكشفت المقابلات التي أجرتها الصحيفة على مدار سنة، أن الجراح التي تعرض لها البغدادي ظلّت سرّاً، فيما رفضت الولايات المتحدة الاعتراف بالغارة أو الكشف عن محاولة قتله لأن البغدادي لم يكن المقصود بعملية الاغتيال، بل كان المقصود شخصاً آخر.

وفي ختام تقريرها، أكدت «غارديان» أن الشهادات التي حصلت عليها تؤكد أن البغدادي يتحرك في الوقت الحالي في شمال العراق وشمال شرق سورية، وشوهد في الأشهر الستة الماضية في مدينة الشدادي السورية والمدينة الحدودية البوكمال، وتقول إن هناك أدلة قوية على زيارته إلى الباعج وتلعفر والعباسية، إضافة إلى الموصل.

«إيزفستيا»: سورية تعترض طريق الصداقة بين موسكو والرياض

تناولت صحيفة «إيزفستيا» الروسية لقاء لافروف نظراءه من دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرة إلى الاتفاق على إعداد خطة للعمل المشترك في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.

وجاء في المقال: التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في موسكو يوم 26 أيار الجاري، نظراءه وزراء خارجية المملكة السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر والكويت وعُمان. وكان هذا أول لقاء يُعقد في موسكو.

واتفق الجانبان على بذل جهود مشتركة لمواجهة تحديات الإرهاب والتطرّف و«داعش» و«القاعدة» و«جبهة النصرة» وغيرها من المجموعات غير الشرعية.

وكان الاتفاق الرئيس في هذا اللقاء على إعداد خطة عمل في قطاعات النفط والغاز والطاقة ومن ضمنها الطاقة النووية، والاتصالات والأبحاث الفضائية والطبّ وبنى النقل التحتية. ويجب أن يكون إعداد هذه الوثيقة مع المقترحات والمشروعات الملموسة جاهزاً عند الاجتماع المقبل الذي سيعقد في أيلول المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقد أعلن لافروف عن تكليف الخبراء وضع خطة العمل في شأن ذلك، لإمكان الاطلاع عليها وإقرارها خلال اللقاء المقبل.

ونظراً إلى الأحداث، التي يشهدها الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لم يقتصر النقاش على المسائل التجارية الاقتصادية والاستثمارات والمسائل الإنسانية.

بيد أن بعض القضايا الإقليمية بقيت من دون حلّ، على رغم التأكيدات الرسمية في شأن الشراكة المتبادلة والصداقة. أي أن لقاءات وزراء الخارجية الدورية واجتماعات لجان العمل الوزارية المشتركة لم تساعد في التوصل إلى حلول وسط في شأن سورية وإيران.

فمثلاً، أبدى وزير خارجية السعودية عادل الجبير رفض الدول الخليجية نهج السياسة الخارجية الإيرانية، خصوصاً تدخّلها في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.

وردّ لافروف على ذلك، بأن لكل بلد الحق في تطوير علاقاته مع الدول الأخرى، وإقامة علاقات حُسن جوار معهم. وقال إن من الحق الطبيعي لكلّ دولة أن تسعى إلى تعزيز نفوذها خارج حدودها. طبعاً، نحن نشدّد على أن يكون ذلك على أساس احترام مبادئ القانون الدولي، وبصورة شرعيـة، ومـن دون محاولـة التدخـل فـي الشـؤون الداخليـة لهذه الدول.

وأضاف: وبما أن روسيا تعمل على تطوير علاقاتها مع إيران ومع دول مجلس التعاون الخليجي، فإن بمقدورها المساعدة في خلق ظروف ملائمة للحوار المباشر بينهما.

وأكد لافروف أن روسيا تعلم بالخلافات التاريخية القائمة، التي تتّصف بـ«طبيعة موضوعية بحتة»، ولكنها لا ترحّب بالمحاولات الرامية إلى إظهارها وكأنها انعكاس لانقسام العالم الإسلامي.

وأضاف: نحن نعتقد أن إثارة الموضوع في هذا الاتجاه غير مقبول. لأنه من مصلحة الإسلام ضمان وحدة جميع مذاهبه.

أما المشكلة الأخرى، التي شكّلت حجر عثرة، فهي الأزمة السورية. إذ، على رغم تنويه الجبير بأهمية دور روسيا في تسوية الأزمة، فإنه صرّح بأن من المحتمل أن تصبح المجموعة التي شكّلت في الرياض وحدها ممثلة لـ«المعارضة السورية».

بيد أن الموقف الروسي لم يتغيّر ـ يجب أن تشارك جميع الأطراف بمن فيهم الأكراد في المفاوضات. وقد سبق أن أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ضرورة أن يشمل وفد المعارضة أكبر عدد من مكوناتها، لإجراء المفاوضات مع الحكومة السورية.

من جانبه، أشار الجبير إلى أن عدم تنفيذ «نظام بشار الأسد» التزاماته كان سبباً لقرار «المعارضة» تعليق مشاركتها في مفاوضات جنيف.

فأجاب لافروف أنه من الضروري للإسراع في تسوية الأزمة السورية بذل الجهود اللازمة، وعدم رفض الحوار المباشر مع الطرف الآخر. لافتاً إلى أن روسيا تعتقد بضرورة العمل وفق قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 2254، الذي يتضمّن تشكيل هيئة تأخذ على عاتقها صوغ دستور جديد للبلاد، وتنظيم انتخابات رئاسية تحت إشراف دولي، حتى في معسكرات المهاجرين خارج سورية.

كل هذا يجب أن يتم خلال 18 شهراً. ولكن دمشق و«المعارضة»، وعلى رغم بدء العدّ التنازلي ترفضان الدخول في حوار مباشر. وهذا ما يهدّد بعدم توصل الجانبين إلى اتفاق في شأن صوغ الدستور الجديد حتى نهاية المدّة المقرّرة في آب المقبل.

«تايمز»: إرهاب تنظيم «داعش» في ليبيا

أعدّت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريراً على صفحتين عن أجواء الرعب التي يشيعها تنظيم «داعش» الإرهابي في أوساط الناس في ليبيا.

يبدأ معدّ التقرير، أنتوني لويد، تقريره بسرد حالة فتى في التاسعة عشرة يدعى أمجد محمد بن ساسي، مثل أمام محكمة تابعة لتنظيم «داعش»، فطلب منه القاضي «التوبة عن الكفر».

شهدت عائلة أمجد جلساته الثلاث، ورفضه «التوبة»، لأنه، كما يصف معدّ التقرير «شاب ذو كرامة وغاضب من الأوضاع». في اليوم الرابع ظهر أمجد أمام الجلاد مقيداً وجاثياً على ركبته. تلت المحكمة «تهمة الكفر» على الحاضرين، ثم سئل المتهم إن كان لديه ما يقوله، فقال: «اسمي سيبقى فترة أطول من اسمك»، أجاب الجلاد: «سنرى»، ثم أطلق رصاصتين على مؤخرة رأسه.

وقال صلاح بن ساسي عمّ الفقيد إن ابن شقيقه أعدم في كانون الأول الماضي، لكن عائلته لم تستلم جثمانه حتى الآن. قال له التنظيم إنه كان كافراً ولا حق له في دفن إسلامي.

حصل هذا في مدينة سرت، كما يقول معدّ التقرير، حيث أصبحت مشاهد القتل والصلب والإعدام في الأماكن العامة مشاهد مألوفة.

هجر الآلاف المدينة في الشهور الماضية، وتحوّلت إلى مدينة أشباح. وتفيد تقارير الأمم المتحدة والاستخبارات الليبية أن هناك حوالى 6500 مسلح في المدينة، 70 في المئة منهم من غير الليبيين وخصوصاً العرب، والباقي ليبيون.

وقد سنّ التنظيم قوانين شبيهة بتلك المطبقة في الرقة في سورية والموصل في العراق، منها تحريم الموسيقى والتدخين وبيع أدوات التجميل النسائية وفرض النقاب على النساء.

وأصبحت الإعدامات العامة حدثاً أسبوعياً ينفّذ في ساحة الزعفران أو في الميدان الرئيس في المدينة. وتُترك جثث الذين ينفّذ فيهم حكم الإعدام في العراء أو تربط بحبال وتدلّى من الجسر.

«روسيسكايا غازيتا»: من مُزارع إلى رئيس وزراء!

تناولت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية ترؤّس أردوغان الجلسة الأولى للحكومة التركية الجديدة، مشيرة إلى انقسام المجتمع التركي إزاء رئيس الحكومة الجديد.

وجاء في المقال: ترؤّس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجلسة الأولى، التي عقدتها الحكومة الجديدة في أنقرة، أصبح مفاجأة سياسية لأن رئيس الحكومة الجديد بن علي يلديريم كان يجب أن يترأس هو الجلسة ما أثار النقاش في المجتمع التركي حول دور رئيس الحكومة وازدياد صلاحيات رئيس الدولة.

وعلّقت صحيفة «حرييت» التركية على هذا الأمر بالقول: إن هذا أول تأكيد على أن دور يلديريم كرئيس للحكومة لن يكون كبيراً. ذلك، على رغم أنه أعلن أن حكومته ستركّز اهتمامها على زيادة عدد الأصدقاء وتقليص عدد الأعداء.

والموقف في تركيا من رئيس الحكومة الجديدة متضارب جدّاً: فبعضهم يشير إلى أن يلديريم هو قبل كل شيء صنيعة أردوغان، وهذا يعني أن يلديريم سيدعمه حتى في مسائل حساسة لتركيا، مثل قضايا إصلاح الدستور باتجاه تعزيز دور رئيس الدولة، والقضية الكردية، والرقابة على حرية التعبير.

وآخرون يعترفون بأنه تكنوقراطي ذو خبرة كبيرة، وأنه سيعمل على ازدهار اقتصاد البلاد. وكثيرون يبدون إعجابهم برئيس الوزراء ذي الستين سنة، الذي تحوّل بفضل كدّه وعناده من ابن مُزارع إلى أحد ساسة البلاد البارزين.

فيلديريم ولد في عائلة مُزارع تركي كثيرة الأولاد، لم تكن تهتم بالسياسة. وكان في شبابه يساعد والده في عمله، وفي الوقت نفسه، لم يتخلّ قط عن دراسته. وبعد إنهائه الدراسة في الجامعة التقنية للعلوم البحرية، عمل بنجاح في تنظيم النقل بالعبّارات في اسطنبول، حيث تم لقاؤه مع أردوغان الذي كان حينذاك عمدة المدينة، والذي شكّل نقطة تحوّل في مصير يلديريم، المشهور الآن بأنه من أنصار الرئيس الحالي المخلصين وهذا ليس غريباً. فالسياسيان تربطهما 15 سنة من الصداقة، وهما كانا من مؤسّسي حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا منذ عام 2002.

غير أن يلديريم لم ينجُ من فضائح الفساد. ففي عام 2013 برزت شكوك بضلوعه في مخطّطات فساد. حينذاك قامت الشرطة بحملات تفتيش منازل مسؤولين كبار في تركيا خلال التحقيق بقضية سوء استخدام المال العام، حيث كان يلديريم على رأس القائمة. ولكن التحقيق لم يأخذ مجراه الطبيعي، وأُغلقت القضية بعد إجراء تعديل وزاري.

بيد أن تصريحات يلديريم تثير القيل والقال. فمثلا اتُهم بدعم مسألة الفصل بين الجنسين وانتهاك حقوق المرأة حين قال إن الشبان والفتيات الذين يجلسون جنباً إلى جنب في حديقة الجامعة، يسلكون طريقاً خاطئة. كما أنه دعم تشديد الرقابة على وسائل الإعلام.

وبعدما عُيّن رئيساً للوزراء بدأت الصحف تسمّيه «سكرتير» الرئيس، والذي ستكون مهمته إدخال تعديلات على دستور البلاد لمصلحة أردوغان. وويلديريم نفسه لا يخفي أن الأولوية في مهماته ستكون للتحول إلى النظام الرئاسي، وهذا ما صرح به خلال حملة الانتخابات البرلمانية. يلديريم أعلن أيضاً أن من مهماته تطبيع العلاقات مع روسيا وإيران والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

وأشار كذلك إلى أن تركيا ستسعى إلى الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، بغضّ النظر عن الخلافات القائمة.

وإضافة إلى ذلك، فهو يدعم جهود المنظمة الدولية في شأن تسوية المشكلة القبرصية. أما كم من هذه الوعود ستنفَّذ؟ فهذا ما سيكشفه المستقبل.

«ناشونال إنترست»: تركيا تدعو الأميركيين إلى ارتداء زيّ «بوكو حرام»

قال الكاتب بول بيلار في مقال نشرته مجلة «ناشونال إنترست» الأميركية إن الولايات المتحدة بدأت تتورط بشكل متزايد في الحرب التي تعصف بسورية منذ سنوات، وأشار إلى أن الجنود الأميركيين ارتدوا شارات فصائل كردية أثارت غضباً تركيا.

وأوضح أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق أن أرسلت خمسين عسكرياً إلى سورية، وقالت إنهم لن يشتركوا في القتال مباشرة، لكن عدد العسكريين الأميركيين سرعان ما ارتفع ليصل إلى ثلاثمئة الشهر الماضي.

وأضاف أنه صار يصعب تصديق التصريحات الأميركية التي تقول إن الجنود الأميركيين لن يتورطوا في القتال مباشرة في سورية، خصوصاً أن بعضهم ارتدى أخيراً شارات عسكرية خاصة تعود إلى وحدات حماية الشعب الكردية التي تقاتل ضدّ تنظيم «داعش» في شمال سورية.

ونسب بيلار إلى متحدّث بِاسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون القول إن قوات العمليات الخاصة عادة تفعل ما بوسعها لتنسجم مع البيئة الجديدة عندما تعمل في مناطق معينة، وذلك لتعزيز الأمن والحماية الخاصة بها.

وقال إن مسؤولاً عسكرياً أميركياً آخر قدّم تبريراً مختلفاً عندما قال إن من عادة القوات الأميركية الخاصة تبادل الشارات مع نظرائها في العمليات الخاصة، وذلك من أجل بناء الثقة المتبادلة، وأن هذا يعدّ قراراً تكتيكياً ولا يعكس سياسة الحكومة الأميركية بالضرورة.

وأضاف الكاتب أن متحدثاُ أميركياً ثالثاً صرّح من بغداد بأن ارتداء الجنود الأميركيين شارات وحدات حماية الشعب الكردية يعدّ عملاً غير مخوّل، وأنه تم تصحيح هذا الإجراء الخاطئ من طرف الجنود الأميركيين.

وقال الكاتب إن ما فعلته القوات الأميركية في سورية لم يَرُقْ للأتراك، وأن مسؤولين أتراكاً عبّروا عن غضبهم إزاء ارتداء الجنود الأميركيين شارات وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لحزب «العمال الكردستاني»، وهو الحزب الذي يشنّ حملة مسلّحة ضدّ تركيا منذ سنين.

من جانبه، ردّ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على تفسيرات البنتاغون غاضباً وساخراً بالقول إنه إذا كان الجنود الأميركيون يرتدون هذه الشارات من باب الأمن والحماية، فإننا ننصحهم بارتداء شارات تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» وتنظيم «القاعدة» إذا كانوا منتشرين في سورية، وأن يرتدوا شارات «بوكو حرام» إذا ذهبوا إلى أفريقيا.

وأضاف الكاتب أن ما قامت به القوات الأميركية في سورية يدلّ على أن الولايات المتحدة تخضع نفسها لإرادة أطراف في النزاعات المحلية، خصوصاً في الحرب على سورية التي تتّسم بالتعقيد والفوضى.

من جانبها، أشارت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية إلى غضب المسؤولين الأتراك الذي أثاره ارتداء القوات الأميركية شارات وحدات حماية الشعب الكردية في سورية، ما جعل وزير الخارجية التركي يقول: فليضع الجنود الأميركيون رايات تنظيم «داعش» على أكمامهم!

«تلغراف»: انكشاف اسم الإرهابي المسؤول عن تهريب آلاف إرهابيي «داعش» الجدد من تركيا إلى سورية

كشفت وثائق مسرّبة عن تنظيم «داعش» الإرهابي اسم أحد متزعّمي التنظيم المسؤول عن تجنيد الآلاف من المتطرّفين الأجانب وتهريبهم من تركيا إلى داخل سورية للانضمام إلى «داعش».

وذكرت صحيفة «تلغراف» البريطانية أن صحيفة تابعة للمجموعات الإرهابية تدعى «زمان الوصل» حصلت على وثائق خاصة بـ«داعش» وشاركت معها هذه المعلومات التي جاء فيها أن المدعو طراد محمد الجرابة الذي يحمل الجنسيتين السعودية والعراقية والبالغ من العمر37 سنة قام بترتيب دخول أكثر من ستة آلاف إرهابى إلى سورية خلال السنتين الماضيتين.

وأظهرت الوثائق أن ثلث الإرهابيين الأجانب الذين التحقوا بصفوف التنظيم بين عامَي 2013 و2015 ويبلغ عددهم نحو 18 ألف إرهابي كتبوا في استماراتهم اسم الجرابة الذي يطلق عليه اسم «مسؤول الحدود» على أنه الوسيط في دخولهم إلى الأراضي السورية.

كما أشارت الوثاق إلى أن الجرابة ساعد عدداً من الإرهابيين الذين نفّذوا تفجيرات باريس بالدخول إلى سورية والخروج منها من أجل تنفيذ عملياتهم الإرهابية.

وأضافت إن معظم عمليات التهريب التي تمت بإشرف الجرابة جرت عبر المدينتين الحدوديتين أعزاز وجرابلس.

ووفق الصحيفة يعتقد أن الجرابة والملقب أبو محمد الشمالي كان على علاقة وثيقة بأبي بكر البغدادي متزّعم تنظيم «داعش» خلال فترة تواجدهما في بغداد وكان قد التحق بتنظيم «القاعدة» الإرهابي عام 2005 ثم انضمّ لاحقاً إلى «داعش».

وأشارت «تلغراف» إلى أن كتيّباً جديداً أصدره التنظيم يظهر كيفية التكيف مع الظروف وتغيير أسلوب تهريب عناصره الجدد من تركيا إلى سورية وينصّ على أن على هذه العناصر ارتداء ملابس عادية لا تظهر انتماءاتهم الوهابية لدى العبور كما يقابل الأشخاص الوسطاء من «داعش» العناصر الجدد في فنادق بمدينة اسطنبول التركية ويسافرون معهم إلى بلدة شانلي أورفة في الجنوب التركي ويعبرون الحدود ليدخلوا إلى تل أبيض التي يسيطر عليها التنظيم حيث يسلكون هذا الطريق الذي يعد الأقرب إلى مدينة الرقة.

وكانت هيئة الأركان الروسية قد أكدت في الحادي عشر من الشهر الماضي أن النظام التركي يواصل مساعدة تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ويزوّده بالأسلحة والإرهابيين. وقال الجنرال سيرغي رودسكوي رئيس إدارة العمليات في الهيئة: إن الجانب التركي لا يزال يورّد المسلحين والأسلحة لتنظيمات تابعة لـ«جبهة النصرة». مشيراً إلى أنه تم رصد وصول مجموعتين مسلحتين يزيد عدد أفرادهما على 100 إلى مخيم حندرات شمال حلب بينما وصلت مجموعات قوامها نحو 200 مسلح إلى بلدة تل هدية في ريف حلب الشمالي.

«فورين بوليسي»: واشنطن أوقفت سرّاً توريد القنابل العنقودية إلى السعودية بعد انتقادات واسعة

كشف الكاتب في مجلة «فورين بوليسي» الأميركية جون هادسون أن الإدارة الأميركية أوقفت سرّاً توريد القنابل العنقودية إلى النظام السعودي بعد انتقادات واسعة وُجّهت إليها بسبب ارتفاع أعداد الضحايا الذين يُقتلون يومياً بهذه الأسلحة من جرّاء استخدام النظام السعودي لها في اليمن.

وقال هادسون في مقال نشرته المجلة إن واشنطن تحرّكت أخيراً لوقف المذبحة في اليمن حيث أسفرت الحرب الجوية التي تشنّها السعودية هناك عن مقتل وإصابة مئات المدنيين. مشيراً إلى أن مسؤولين أميركيين أكّدوا أن وقف توريد القنابل العنقودية إلى النظام السعودي هو الخطوة الحقيقية الأولى التي تتخذها الولايات المتحدة الأميركية للتعبير عن عدم ارتياحها وقلقها إزاء الحرب السعودية على اليمن.

ولفت هادسون إلى أن الخطوة الأميركية الجديدة جاءت بعد تصاعد الانتقادات من قبل نواب أميركيين لدعم بلادهم النظام السعودي على رغم الانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها والتقارير التي توثّق استهدافه المدنيين في اليمن بأسلحة محرّمة دولياً، بما فيها القنابل العنقودية.

وأوضح هادسون أن الدعم الأميركي للنظام السعودي لا يقتصر فقط على تزويده بالأسلحة وبيعه قنابل عنقودية بملايين الدولارات في السنوات الماضية فقط، بل يشمل أيضاً تقديم التدريب والدعم اللوجستي وتزويد الطائرات السعودية التي تقصف اليمن بالوقود جوّاً.

بدورها، أكدت منظمات حقوقية أن الإجراء الأميركي الجديد ليس كافياً على الإطلاق. حيث دعا مسؤول قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية سانجيف بيري الولايات المتحدة إلى القيام بفعل المزيد في هذا المجال. مبّيناً أنّ جميع المحاولات التي قامت فيها المنظّمة لوقف صفقة بيع قنابل ذكية أميركية الصنع بقيمة 1.3 مليار دولار إلى النظام السعودي باءت بالفشل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى