أنقرة: لا توجد بين تركيا وروسيا قضايا لا يمكن حلها
أعلن نعمان كورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي، أنه لا يرى في العلاقات مع روسيا قضايا لا يمكن حلها، معرباً عن أمله في تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين قريباً.
وقال كورتولموش في مؤتمر صحفي في أنقرة أمس، «لم تكن لدينا نية في إسقاط الطائرة الروسية القاذفة الروسية التي أسقطها الطيران التركي في أجواء سوريا العام الماضي . ونعوّل على تصحيح العلاقات مع روسيا خلال فترة قصيرة. لا يمكن لروسيا أو لتركيا التضحية بها. ولا توجد بين البلدين قضايا لا يمكن حلها».
وأضاف المسؤول التركي أنّ أنقرة أعلنت بعد حادث إسقاط الطائرة الروسية، أنه لا يمكن لتركيا وروسيا تجاهل بعضهما البعض، فهما جارتان تاريخياً، قائلاً «كنا نتنافس في بعض المراحل، و نتعاون بشكل وثيق في مراحل أخرى».
من جانبه دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إلى تشكيل فريق عمل خاص بتطبيع العلاقات، مشيراً إلى خبرة تركيا و»إسرائيل» في تطبيع العلاقات الثنائية. وقال الوزير التركي إنّ أنقرة أجرّت لقاءات مع الجانب «الإسرائيلي» من أجل مناقشة شروط الخطوات التي يمكن القيام بها في المستقبل، مضيفاً أنّ أنقرة اقترّحت ذات الطريق لروسيا. وأكد أنّه يمكن إجراء لقاءات رسمية وغير رسمية من أجل التوصل إلى حل وسط. من جهته قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف رداً على اقتراح وزير الخارجية التركي إنّ أيّ فريق عمل لا يمكن أن يحل المشكلة في العلاقات مع روسيا، مؤكداً أنّ موسكو تتوقع من القيادة التركية تقديم اعتذار ودفع تعويضات عن إسقاط القاذفة الروسية. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن مؤخراً أنّ روسيا تود استئناف العلاقات مع تركيا وتنتظر خطوات محددة من قبل أنقرة في هذا الاتجاه، لكن أنقرة لم تقدم بعد على هكذا خطوات.
وأضاف «نسمع تصريحات حول الرغبة في استئناف العلاقات. نحن أيضا نود استئناف العلاقات، لكن ليس نحن من قوضها. نحن قمنا بكل ما بوسعنا طوال عقود لنقل العلاقات الروسية التركية إلى مستوى غير مسبوق للشراكة والصداقة، صداقة الشعبين الروسي والتركي وصلت بالفعل إلى مستوى عال».
في غضون ذلك، قالت صحيفة «ستار» التركية المؤيدة للحكومة ووسائل إعلام محلية أخرى أمس، إنّ الرئيس رجب طيب إردوغان اتهم روسيا بإرسال أسلحة وصواريخ مضادة للطائرات إلى مقاتلي حزب العمال الكردستاني المحظور.
وذكرّت الصحيفة أنّ إردوغان اتهم موسكو في كلمة للصحفيين، على متن طائرته بعد زيارة لإقليم ديار بكر في جنوب شرق البلاد خلال مطلع الأسبوع، بنقل أسلحة إلى حزب العمال الكردستاني عن طريق العراق وسوريا.
ونسبت الصحيفة إلى أردوغان قوله «في هذه اللحظة يستخدم الإرهابيون مدافع وصورايخ مضادة للطائرات أرسلتها روسيا. المنظمة الانفصالية الإرهابية لديها هذه الأسلحة التي سلمت لهم عن طريق سورية والعراق».
وتستخدم الحكومة التركية مصطلح «المنظمة الانفصالية الإرهابية» للإشارة إلى حزب العمال الكردستاني الذي بدأ تمرداً منذ ثلاثة عقود على الدولة سقط خلاله أكثر من 40 ألف قتيل معظمهم من مسلحي الحزب في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه غالبية كردية.
ورغم أنّ إردوغان سبق أنّ انتقد روسيا بسبب دعمها للمقاتلين الأكراد في سورية، فإن التصريحات الأحدث تبدو وكأنها المرة الأولى التي يتهم فيها موسكو بتقديم أسلحة لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.