إبراهيم: لبنان لن يكون مكسر عصا أو حقل رماية

رأى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم «أنّ لبنان عانى الكثير ليستحق وجوده المميز والخلاق بين الأمم والشعوب»، مشدّداً على أنه «لن يكون مكسر عصا، ولا حقل رماية، أو مدى للمناورات والمخططات التي تطل برأسها من وقت لآخر، تنبئنا بمشاريع لا تخدم إلا العدو الإسرائيلي، لا قدرة للبنان عليها، ولا إمكانية لشعب أن يقبل بها بعد أن دفع الكثير الكثير ليحافظ على وطنه كياناً ورسالة. وليس أمام الدولة والشعب إلا حماية لبنان مهما غلت التضحيات وكبرت امامهما الصعوبات».

كلام ابراهيم جاء خلال افتتاح مبنى الوصول الجديد في مركز أمن عام العبودية الحدودي، الذي تمّ إنشاؤه وتجهيزه بدعم من المنظمة الدولية للهجرة وبتمويل من دولة الكويت، في حضورممثل السفير الكويتي القائم بالأعمال محمد الوقيان، نائبة مدير المكتب العام للمنظمة الدولية للهجرة السفيرة لورا طومبسون، وشخصيات ديبلوماسية وعسكرية وممثلين عن مؤسسات الأمم المتحدة في لبنان.

وقال ابراهيم: «نقف اليوم أمامكم لنفتتح مبنى الوصول الجديد في مركز الأمن العام نقطة العبودية الحدودية، في هذه المنطقة العزيزة والغالية التي أعطت ولم تأخذ، ضحت ولم تبال، له معان ودلالات كثيرة وهو أن نعلن، قولا وفعلاً، حضور مؤسسات الدولة على امتداد مساحة الوطن من دون استثناء، أنى كانت طبيعة الخطر، خصوصاً في ظلّ الأوضاع الراهنة على المقلب الآخر من الحدود حيث النيران يشتد سعيرها».

ولفت إلى أنّ «تدشين القاعة الجديدة في هذا المركز، رسالة واضحة بأنّ الدولة ستقف بوجه كلّ مقايضات الأمم لاسقاط دول وحدود، لنحفظ لبنان وكيانه بالعرق والدم والجهد مهما غلت التضحيات. ووجود المؤسسات الرسمية هنا لنثبت للعالم أن لا تراجع عن الحق في تأكيد حضور الدولة على اراضيها، وذلك من ضمن مهماتها في فرض سلطتها لحماية مواطنيها وأداء واجباتها أمامهم».

وأشار إلى أنّ «المركز ليس عين الدولة على نقطة عبور بقدر ما هو قرار لبناني بأنّ الدولة لن تسمح ولن تقبل بسيادة منقوصة ولا بسلطة مبتورة. فسواعد أبنائها في القوى العسكرية والأمنية ستبقى قلعة عصية على اي خطر يواجه لبنان أنى كان المخطط والمنفذ له، وما من شيء على الإطلاق سيهدد وطن التنوع والتعدد والرسالة، ولن يعبر من أي منفذ إلى أرضنا أي إرهابي أو أي فكر إلغائي همجي وتحت أي مسمى من المسميات».

وأوضح أنّ «تحديث هذا المبنى الجديد يأتي ضمن خطة من مرحلتين لتوسيع المركز وتحديثه بهدف ضبط الإجراءات الامنية وتطويرها وسد كلّ الثغرات التي قد تسمح بعمليات تهريب الأشخاص والاتجار بالبشر، وتالياً تسهيل المعاملات الإدارية للوافدين إلى لبنان». أضاف: «إننا ملتزمون الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي ترعى معنى ورمزية النقاط والمعابر الحدودية، لأنّ لبنان ليس ساحة سائبة للرهانات والمغامرات، وبلدنا ليس سوقاً للنخاسة وتجارة الرقيق ولن يكون كذلك، وهذا أمر لا تساهل فيه ولا تهاون. فلبنان أرض الشرائع، لن تسفح فيه حرية الإنسان أو كرامته. وشعبنا الجدير بالحياة، سنحمي حقه بحياة آمنة ومستقرة. فهذه المنطقة، بناسها الطيبين الأوفياء، يستحقون كلّ خدمة وكلّ تضحية، فعلى أرضهم الممر إلى لبنان القوي بوحدة شعبه في جهاته الأربع».

وأشار إلى أنّ «افتتاح مبنى الوصول الجديد في هذه النقطة الحدودية الذي نفذته المنظمة الدولية للهجرة بتمويل من دولة الكويت، المشهود لها بوقوفها الدائم إلى جانب لبنان وفي مختلف المحطات الصعبة، هدفه الاهتمام بآفاق التوسع المستقبلية لكي يستطيع استيعاب طاقات كبيرة وخلق آليات عمل متطورة وسريعة وشفافة لإنجاز المعاملات. ولكون هذا المعبر مدخلاً إلى وطن الأرز، فإننا نريده بأفضل حال وبأفضل وضع، خصوصاً أنّ عناصر المديرية العامة للأمن العام الأشداء على الإرهاب والمخلين بالأمن، مشهود لهم باحترامهم المواطنين والعابرين وبمواكبتهم لكلّ آليات التحديث التي تتطلبها الحداثة والتطور تحت سقف القانون وسيادة لبنان».

وشكر ابراهيم «دولة الكويت الشقيقة وعلى رأسها سمو الأمير صباح الاحمد الجابر الصباح، على مبادراتها تجاه لبنان بشكل عام، وعلى تمويل بناء هذا المبنى بشكل خاص، كما أتوجه بالشكر إلى المنظمة الدولية للهجرة على كلّ ما قامت به من جهد ومتابعة، وما ستقوم به في المستقبل من أجل ايجاد التمويل اللازم لاستكمال المرحلة الثانية من تحديث هذا المركز»، مؤكداً أنّ «لبنان بحاجة للمزيد من الدعم الدولي ومن الأشقاء العرب جراء ما تحمله خلال السنوات الخمس الماضية من أعداد نازحين فاق تعدادهم ثلث الشعب اللبناني، وما ينتظر أن يتحمله في المستقبل في شتى المجالات الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والأمنية والبيئية».

وأشار إلى أنه «إذا لم يتنبه المجتمع الدولي الى واجباته ويمنع عن لبنان المخططات الخبيثة، فإنّ الوضع سيتفاقم ويضع وطننا في عين العاصفة التي تجتاح الإقليم، وسيجعل من شطآنه موانىء إبحار نحو كلّ دول المتوسط ولن يكون أحد بمنأى عن تداعياتها»، شاكراً «من ساهم في إنجاح هذا الحفل»، آملاً «أن نلتقي قريباً للمباشرة في وضع حجر الأساس لمشروع تحديث مبنى المغادرة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى