كرامي في ذكرى استشهاد الرشيد: سيبقى ترشيح قاتله للرئاسة وصمة عار
وجّه الوزير السابق فيصل كرامي كلمة إلى اللبنانيّين والطرابلسيّين لمناسبة الذكرى 29 لاستشهاد الرئيس رشيد كرامي، فقال: «بعد اغتيال رشيد كرامي، أدرك القتلة أنّ المطلوب محاصرة قِيَم رشيد كرامي وتحجيمها، وهو ما فعله كثيرون من حيث يدرون أو لا يدرون».
وتابع: «رشيد كرامي بذل دمه الطاهر في معركة الوطن والأمة، وعمر كرامي وقف سدّاً منيعاً في هذه المعركة، ونحن لن نخلف عهداً في الوفاء للدم، ولن نخلف عهداً في إعلاء وتمتين السدّ، ولن يكون لبنان إلّا لبنان الواحد العربي المستقل، ولكي يكون لنا هذا اللبنان، علينا أن نواجه الوقائع الراهنة بمنتهى الوضوح:
أولاً، إنّ كل يوم يمر من دون رئيس جمهورية، هو تكريس لفشل النظام اللبناني، والأخطر لفشل لبنان كوطن. ويكفينا ما حصل على مدى سنتين من ترشيح قاتل رشيد كرامي للرئاسة، وهذا الترشيح سيبقى إلى الأبد وصمة عار في سجلّ هذه الدولة، وفي تاريخ كل من دعموه في الداخل والخارج . إنّ المرشحين المطروحين اليوم للرئاسة، هما عزيزان وصديقان وحليفان ومستحقان، ولكن موقفنا من أيّ شخص يصل إلى سدّة رئاسة الجمهورية، رهن بقدرة ورغبة هذا الرئيس في إطلاق ورعاية ورشة إصلاح سياسي ودستوري تبدأ بالتنفيذ الحرفي لاتفاق الطائف.
ثانياً، لإجراء الانتخابات النيابية حق دستوري وشعبي، لكنّه مغتصب، والتذرّع بأسباب واهية لعدم إجرائها هو دجل سياسي. وللخائفين على التوازنات والمناصفة عليهم أن يدركوا أنّ القانون القائم على النسبية هو الوحيد الذي يؤمّن التوازن والمناصفة، بدون منّة من أحد. وهذا القانون العصري لم يعد مطلباً عاديّاً في لبنان، إنّه شأن إنقاذي يتيح للّبنانيين إعادة ترميم وطنهم ودولتهم ومجتمعهم.
ثالثاً، من يعتقد أنّ الحكومة القائمة حالياً هي صمّام أمان أخير لبقاء الدولة، نقول له إنّ هذه الحكومة العاجزة والضعيفة ليست هي من يحكم، وإنّ السلطة التي تدير الحكومة ليست مجلس الوزراء، وإنّما مجلس أمراء الطوائف والمذاهب.
يجب أن تكون هذه الحكومة هي آخر حكومة موظّفين يشهدها لبنان، وهنا أيضاً يجب الالتزام باتّفاق الطائف الذي وضع السلطة في مجلس الوزراء مجتمعاً، ولكن شرط أن يكون مجلس وزراء وليس مجلس موظفين».
وتابع: «أهنّئ المجلس البلدي الجديد في طرابلس بالفوز، وأقول لهم إنّ انتصارهم الحقيقي يكون بانتصار الإنماء على السياسة، وبانتصار المدينة على محاولات توظيفها في الصراعات الإقليمية والدولية، وبانتصار العقل والحكمة والعمل على الشعارات والغرائز. ولا أنكر على الإطلاق أنّ النتائج التي خرجت من صناديق طرابلس لها دلالات سياسية، وستكون لنا قراءة شاملة وصريحة لكل هذه الدلالات وأبعادها في وقت قريب، ولكن على المجلس البلدي أن يفيد من الربح الذي حقّقته له السياسة، وأن يرمّم الخسارة التي تسبّبت بها السياسة، ولا شك أنّ الخسارة الأكبر للمدينة كانت في غياب التمثيل المتنوّع لنسيجها الاجتماعي والطائفي، وهو ما يتطلّب الكثير من الوعي لتعويض هذا الغياب المؤقّت الذي فرضته معركة أحزاب الأحجام والأوزان حساب وجه الطرابلسي المنفتح والحضاري بل واللبناني، يدنا ممدودة لخير طرابلس وأهلها».
وأجرى مُفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اتصالاً بالوزير كرامي، مواسياً ومستذكراً مزايا الرئيس الشهيد رشيد كرامي في ذكرى استشهاده، وقدّم له ولعائلته خالص العزاء.
وأكّد دريان، «أنّ الرئيس الشهيد كان صوت الحق والوحدة والعيش المشترك، ورائداً من روّاد الوحدة الإسلامية، ونموذجاً للانفتاح والحوار، ورمزاً وطنياً لا يُنسى، وسيبقى في قلوب اللبنانيين الذين لا ينسون مواقفه الوطنية التي ضحّى من أجلها لخدمة وطنه الذي ما زال يعاني من أزمات تستدعي من الجميع التعاون والوحدة لإنقاذ لبنان».
واتصل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن بكرامي مواسياً ومستذكراً مزايا الرئيس الشهيد رشيد كرامي، وقال الخازن في هذه المناسبة: «نتذكّر الرئيس الشهيد رشيد كرامي، ونقف بهيبة واحترام إجلالاً لهذا الكبير الذي ترك بصمات دامغة وعلامات فارقة في تاريخ لبنان. كان مدرسة وطنية متميّزة في جمع الصف وتوحيد الكلمة والتعالي عن التجاذبات السياسية».
أضاف: «لن ينساه اللبنانيون الوطنيون، وسيبقى ماثلاً في ذاكرتهم لِما كان له من إنجازات وطنية وحرص دائم على العيش المشترك، وسعيٍ دؤوب للحفاظ على عروبة لبنان».