اكتشفت نظام العمل الدماغيّ لأمراض الأعصاب بشرى دليلة… طالبة سوريّة متفوّقة تكرّم في السويد
ستوكهولم ـ جودي يعقوب
تبيّن الدراسات أنّ نسبة الجامعيين السوريين الشباب في المهجر أعلى من نسبتهم بين المقيمين، وهي في تصاعد مستمرّ. ما يعني أنّ هجرة الأدمغة والكفاءات بين الشباب تفوق هجرة الشباب الأقلّ علماً وتتزايد مع الوقت. والجدير ذكره أنّ شهادات التعليم السورية معترَف بها في السويد. وعلى هذا الأساس، تمنح السلطات السويدية اللاجئين السوريين الحاصلين على شهادات جامعية، تصاريح إقامة وعمل في البلاد فوراً، وذلك في إطار سعي ستوكهولم إلى تدارك العجز التي تعاني منه، خصوصاً في مجال الأيدي العاملة.
ومن الأمثلة الحيّة على ذلك، الطالبة السورية بشرى دليلة، التي كُرّمت من قبل وزارة الخارجية السويدية والمعهد السويدي تقديراً لبحوثها في مجال علم الأعصاب المعرفيّ، ومنحتها لقب سفيرة لجامعتها «خوفدة» في إطار تقدير الطلاب الأجانب المتفوّقين في السويد.
أقيم الاحتفال وتقديم الشهادات والدروع التقديرية في مبنى وزارة الخارجية السويدية بحضور شخصيات أكاديمية وسياسية وأعضاء السلك الدبلوماسي.
وشاركت رئيسة البعثة في الاحتفال، ثمّ دعت بشرى إلى مقرّ السفارة لتقديم التهنئة لها بإنجازها العلمي وتفوّقها.
تجدر الإشارة إلى أنّ مجال البحث الذي نالت على أساسه لقب سفيرة لجامعتها هو تحليل عمل الوظائف المعرفية النفسانية على أساس الدارسات العصبية في الدماغ، وإيجاد الأجوبة حول عملها. علماً أنّ علم الأعصاب المعرفيّ هو فرع من فروع علم النفس وعلم الأعصاب.
أما مشروع الماجستير فكان: كيف يعالج الدماغ الأخطاء من الناحية الفيزيولوجية، بالنظر إلى موجة في الدماغ تدعى «errer-related negativity»؟
وكانت دليلة قد شاركت أيضاً في سلسلة من المؤتمرات العالمية التي تهدف إلى تعريف الأفكار الجديدة والمتميّزة ونشر للعالم، وكان اختصاصها في مجال التعليم الذاتي.
وعلى الصعيد الشخصي، تحبّ بشرى تعلّم اللغات، وتجيد الإنكليزية والألمانية والسويدية إضافة إلى الإيطالية والقليل من الفرنسية والإسبانية، كما تحبّ الموسيقى وتجيد العزف على البيانو والكمان.
فلا نعلم إنْ كان يتعيّن علينا أن نشكر السويد وغيرها من الدول الأوروبية على صحوة الضمير التي أصابتها فجأة، ودفعتها لنصرة اللاجئين السوريين في أسوأ محنة يتعرّضون لها، وهم يفتحون لهم المعابر والملاجئ، أو إنْ كان يتعيّن علينا بدلاً من ذلك، أن نلعن الغرب على أنانيته المفرطة وتفانيه في ممارسة لعبة سياسة المصالح التي تمنحه فرصة الظهور بمظهر «إنساني متحضّر»، بينما هو يسعى إلى تفريغ بلادنا من كوادرها الكفوءة المتميّزة وشريحة الشباب التي يعوّل عليها في بناء سورية وإعادة إعمارها.