مؤتمر العرب وإيران واصل أعماله والجلسات تناولت استراتيجية محاصرة الإرهاب

واصل مؤتمر «العرب وإيران في مواجهة التحدّيات الإقليمية: الفرص، وآفاق الشراكة» أعماله في أوتيل «رمادا بلازا»، بحضور عشرات الباحثين والمفكّرين والخبراء، وعقد عصر أول من أمس وأمس أربع جلسات.

وترأّس الجلسة الثالثة، سماح إدريس الذي اعتبر «أنّنا نعيش في أزمة حقيقة تطال وجودنا، لكن بعد انتصار المقاومة في 25 أيار 2000 تراجع خطاب الأزمة ليحل محلّه خطاب الثقة بالذات والأمل بالنصر، الذي لم يعد مستحيلاً»، مشيراً إلى «تصاعد الخطاب المذهبي منذ انتصار المقاومة على العدو عام 2006، وصولاً إلى الأزمة السورية حتى الآن».

ثمّ ألقى الدكتور سعد الله زارعي كلمة، تحدّث فيها عن «الدور الأميركي والغربي في خلق التيارات الإرهابية في المنطقة من أجل تشويه حركات التحرّر الصادقة»، كاشفاً عن «تصدّي إيران لمحاولة زرع التيارات التخريبيّة من خلال العمل على إصلاحات اجتماعية، والاستفادة من البرامج الدينيّة».

وأشار إلى «دور إيران الفعّال في دعم الدول العربية في محاربة «داعش» و«النصرة» اللذين باتا في مرحلة الزوال».

ثمّ ألقى أمين اسكندر من مصر كلمة، شدّد فيها على أنّه «لا يمكن إبعاد العامل «الإسرائيلي» عن أحداث المنطقة»، لافتاً إلى أنّ «التعاون «الإسرائيلي» المصري هو في أعلى مستوياته الآن»، وقال: «إذا أضعنا البوصلة ونسينا قضية فلسطين، سنجد أنفسنا في مستنقع اسمه الصراع المذهبي الذي يستعيدونه من الماضي لإشعال المنطقة بأسرها».

ثمّ ألقى الدكتور حبيب فياض كلمة، قال فيها: «نحن أمام كمٍّ هائل من المشاكل مقابل القليل من الفرص التي يمكن أن تُخرج المنطقة من حالة الظلام التي تعيشها. إذاً، لا بُدّ من وجود حل بين إيران والعرب وبالتحديد بين إيران والسعودية، ولا بُدّ من البحث عن العوامل التي تجمع بين الطرفين. إذا أردنا معالجة الخطاب السلبي بين الطرفين يجب تأكيد أنّ المدخل الوحيد الصالح هو تعويم عالم المصالح، التي هي متوفّرة بكثرة، وليس الاعتماد على عامل المبادئ التي لم تعدْ حالة مشتركة».

وترأّس الجلسة الرابعة وزير الدولة لشؤون مجلس النوّاب محمد فنيش، حول «قضايا التباين والنقاش»، فأكّد أنّ «من يشنّ حروباً على دول وشعوب عربية، ويتحالف مع قوى دولية وإقليمية، لا يقنع أحداً بالحديث عن التدخلات الخارجية. ومن لا يحترم إنسانية مواطنيه وحقوقهم في التعبير والمشاركة لا يلقينّ بأسباب أزمته خارج بلده. ومن يمدّ يد التعاون ويقدّم التنازلات للمحتل الصهيوني، ويتهرّب من دعم الشعب الفلسطيني والمقاومة بذريعة الخلل في موازين القوى، لا يحوِّل وجه الصراع ولا يستسهل شنّ الحرب وإثارة النزاعات».

ثمّ قدم الدكتور موسى الغرير من سورية مداخلة حول «تأثير الملف النووي الإيراني في العلاقات العربية الإيرانية»، فرأى أنّه «إذا ما أريدَ تعميم نتائج التجربة الإيرانية في التفاوض والاتفاق، وتحويل التحدّيات إلى فرص، فلا بدّ لأطراف العلاقات العربية – الإيرانية من تبديد المخاوف التي يتوجّس ويشعر بها كل طرف اتجاه الطرف الآخر».

وألقى الدكتور علي رضا مير يوسفي كلمة، أكّد فيها أنّ «إيران دولة حديثة تريد الاستقرار في المنطقة ولا تريد السيطرة على أحد، ولا أن تكون بديلاً عن النفوذ الأميركي. كما أنّ قادتها الإمام الخميني، والإمام الخامنئي لم يتحدّثا يوماً عن الشيعة، وإنما كان الخطاب موجّهاً دوماً إلى الأمة الإسلامية». وقال: «صحيح أنّ في إيران أصواتا متعدّدة، لكن لديها أكثر سياسة خارجية يمكن توقّعها في المنطقة بخلاف بعض دول الجوار».

ثمّ قدم الدكتور محمد عبد الشفيع عيسى مداخلة حول «العلاقات العربية – الإيرانية بين شواغل الماضي وتطلّعات المثالية السياسية»، فرأى «ضروة تكوين حزام فعّال من الدول الإقليمية الكبيرة في المنطقة العربية – الإسلامية المركزية، وهي أربع: مصر وإيران وتركيا والسعودية أو ربما مجلس التعاون الخليجي بقيادة سعودية . ولا بدّ من تكامل الأدوار في ما بينها، من أجل خدمة العالم العربي – الإسلامي في قلبه المركزي بالذات».

وترأّس الجلسة الخامسة نصري الصايغ، الذي أشار إلى «نقطة مشرقة في منطقتنا وهي محور المقاومة الذي أنقذ الأمة من الخسارة المتمادية ونصب للقوة نماذج، أهم نماذجها المقاومة الإسلامية في لبنان والمقاومة في فلسطين».

ثمّ تحدّث الشيخ جواد الخالصي من العراق، فدعا إلى «تقارب الكيانات الموجودة»، مشدّداً على «عدم السماح بتفكّكها بأيّ حجة».

ثمّ تحدّث الدكتور حسين أكبري من إيران، فرأى أنّ «إيران والعرب هما مدرستان مكمّلتان لبعضهما، وإن كان لديهما خلافات في البعد الطائفي والمذهبي»، مشيراً إلى أنّ «المصالح الكبرى بين الطرفين أهم من الخلافات السياسية».

ثمّ تحدّث أنيس النقاش، فرأى أنّ «فشل المشروع الجامع هو الذي أدّى إلى الاقتتال في المنطقة»، معتبراً أنّ «الدول التي يستقيم فيها الأمن، ليس بسبب التعدّدية والحرية، إنّما بسبب تحقيقها للأمن الاجتماعي والاستقرار السياسي والرّفاه»، مشيراً في هذا الإطار إلى الولايات المتحدة كنموذج».

وقال: «ربما تشكّل الفوضى الكبيرة القائمة في منطقتنا حالياً، فرصة تاريخية لخروج فكر سياسي متقدّم»، داعياً إلى «عقد مؤتمر يدعو مثقّفي المنطقة ككل للبحث عن مشروع حضاري لإخراج المنطقة من عناء الاقتتال».

واختُتمت الجلسة بمداخلة للدكتور معن الجربا من السعودية، فقال: «إنّ الوحدة الإسلامية بين العرب وإيران على سبيل المثال، لا يمكن أن تتحقّق إلّا بجهود من أعلى قمّة الهرم إلى أسفله ومن أسفل الهرم إلى قمته في الوقت نفسه، على أنّ جهود التقريب والتوحيد لن تُجدي إذا لم يكن هناك قرار سياسي يأتي من قمّة الهرم».

وترأّس الجلسة السادسة الدكتور عبد الله بوحبيب، بعنوان «الجماعات المتطرّفة: توظيف العنف أم ملء الفراغ؟».

ثمّ ألقى الدكتور كمال الهلباوي من مصر كلمة، حول «مشروع مواجهة العنف والتكفير»، مقترحاً «استراتيجية لمحاصرة خطاب العنف ومصادره، في مقابل خلق وعي مضادّ وفكر تنويري».

ورأى أنّ «مصر ولبنان هما من أصلح البيئات لتنفيذ هذين المشروعين، والاستراتيجية، ولو ضمن إطار واحد أو إدارة واحدة، بعيداً عن بيئات وأطراف الصراع المباشر أو الأزمة في الأمة، مصر بإمكاناتها العلمية الكبيرة وثقلها الإعلامي، المنحرف أحياناً، ولبنان بانفتاحه على الجميع وتجاربه في تعايش التعدديّة المذهبيّة والطائفيّة».

وألقى الدكتور عبد الحسين خسروبناه كلمة، شدّد فيها على «ضرورة أن تلتفت الدول العربية وإيران إلى أنّ العدو الأساسي هو إسرائيل».

وألقى الشيخ إبراهيم الصالح مداخلة، خلص فيها إلى أنّ «حالة الفوضى والعنف التي تسود المنطقة اليوم، هي نتاج تطلّع قواها للشراكة مع القوة الدولية النافذة، فبدلاً من تفاهم دول الإقليم في ما بينها، تلجأ إلى الدولي الذي يختزلها ويضعفها عبر إطالة النزاعات».

ثمّ ألقى الدكتور حسن رحيم بورزاده كلمة، أكّد فيها أنّ «إيران لن تسمح لأيّ جيش غربي أن يحتل أي بلد إسلامي، وسنساعد هذا البلد».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى