البرلمان الألماني يعترف بإبادة الأرمن… أرمينيا ترحِّب و تركيا تسحب سفيرها من برلين
تبنّى البرلمان الألماني، أمس، قراراً وصف الجرائم التي ارتكبت بحق الأرمن في الحقبة العثمانية بالإبادة الجماعية.
وشارك في إعداد مشروع القرار، كلّ من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، وحزب الديمقراطي الاجتماعي، وهي أحزاب الحكومة الإئتلافية، إضافة إلى حزب الخضر المعارض، والحزب اليساري.
وقبيل بدء عملية التصويت قال، نوربرت لامرت، رئيس البرلمان الألماني «البرلمان الألماني ليس محكمةً، إلا أنّه من غير الممكن أنّ يتهرب من مسؤولياته، والحكومة التركية ليست مسؤولة عمّا حدث قبل مئة عام، إلا أنها مسؤولة عمّا سيحدث في المستقبل».
وأوضّح نواب البرلمان الألماني، الذين سنحت لهم فرصة الخطاب في قاعة التصويت، أنّ هدفهم من التصويت لهذا المشروع، ليس تجريم تركيا، إنما تشجيع أنقرة ويريفان على متابعة مسيرة السلام بينهما، فيما أجمع النواب على وجوب إلقاء اللوم للإمبراطورية الألمانية القديمة، بسبب تقاعسها عن منع وقوع المجازر في تلك الحقبة الزمنية».
وفي أول رد فعل من الجانب التركي، اعتبر الرئيس رجب طيب أردوغان أنّ مصادقة البرلمان الألماني على القرار، ستؤثر بشكل جدي على العلاقات بين البلدين.
هذا و استدعت تركيا سفيرها لدى برلين للتشاور بعد ساعات من قرار البرلمان الألماني، في حين قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إنّ أنقرة استدعت سفيرها من ألمانيا للتشاور، مشيراً أنّ «جماعات الضغط الأرمينية العنصرية» تقف وراء القرار البرلماني الألماني الذي وصفه بالخاطئ.
يلدريم أضاف في كلمة وجهها لمسؤولي حزب العدالة والتنمية الحاكم، أنّه سيكون من غير المنطقي أن يقر البرلمان الألماني قراراً رمزياً باعتبار مذبحة الأرمن التي ارتكبتها القوات العثمانية في عام 1915 إبادة جماعية، مؤكداً أنّ إجراء التصويت سيمثل اختباراً للصداقة بين البلدين الحليفين.
الى ذلك، قال نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، إنّ موافقة البرلمان الألماني على المشروع، تعتبر في حكم العدم بالنسبة لتركيا، مؤكداً أنّ الإبادة الجماعية، استناداً إلى ادعاءات أرمنية «مزيفة» تفتقر إلى أدلة ومستندات، يُعدّ خطأً تاريخياً، لافتاً أنّ تركيا سترد على هذا القرار بالشكل المناسب في جميع المحافل.
وأضاف قورتولموش، أنّ مصادقة البرلمان على مشروع القرار، لا يتلاءم مع علاقات الصداقة القائمة بين أنقرة وبرلين، مشيراً أنّ البحث في هذه المسألة، من اختصاص المؤرخين، ولا يمكن للسياسيين والبرلمانيين، التباحث في شأنها.
وفي السياق، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنّه «ينبغي عدم تشويه تاريخ دول أخرى عبّر إصدار قرارات برلمانية غير مسؤولة ولا أساس لها من الصحة».
جاويش أوغلو أضاف في تغريدة له على حسابه الرسمي في موقع تويتر «إنّ التستر على الصفحات المظلمة في تاريخهم – يقصد الألمان – لن تتم عبّر تشويه تاريخ دول أخرى، بإصدار قرارات برلمانية غير مسؤولة ولا أساس لها من الصحة».
من جهتها، رحبّت أرمينيا بالقرار الألماني، وقال وزير خارجية أرمينيا إدوارد نالبانديان في بيان إنّه «مازالت السلطات التركية ترفض بعناد حقيقة الإبادة الجماعية التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية، في حين أنّ ألمانيا والنمسا الحليفتين السابقتين للإمبراطورية العثمانية أقرتا بتحمل مسؤوليتهما عما اقترفتاه فيما يتصل بالإبادة الجماعية للأرمن».