أردوغان حَيْران: كيف أُرضي بوتين؟!
يبدو أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتلقى في هذه الأيام الضربة تلو الأخرى. فبعد التعقيدات التي تشوب علاقته بالدول الأوروبية وتعيق طريق انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، وبعد الصفعة الألمانية الموجعة من خلال اعتراف برلين بالمذبحة الأرمينية، وسحب تركيا سفيرها من ألمانيا، وبعد التوتر في العلاقات مع روسيا. ها هو أردوغان اليوم يقف في حيرة من أمره، يريد مصالحة موسكو ولا يريد، يهمّ بالخطوة ثمّ يتراجع.
وفي هذا الصدد، اعتبرت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمعن في الآونة الأخيرة في البحث عن مخرج من الأزمة التي أدخل بلاده فيها مع روسيا، فيما هو لم يدرك بعد، أو يتجاهل سبل التسوية. وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة ما انفكت تعرب عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع موسكو، وأعادت إلى الأذهان ما صرح به مؤخراً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حديث أدلى به إلى وكالة «رويتر» حيث قال: يصعب عليّ فهم التضحية بالعلاقات بين البلدين بسبب خطأ ارتكبه طيار! واللافت في تساؤل أردوغان، بحسب الصحيفة، إضافة إلى جهله ماهية الخطوة الأولى التي تطالب بها موسكو، أن الطيار المخطئ، هو الطيار الروسي، الذي انتهك الأجواء التركية بحسب رؤيته.
وفي تحليل الموقف التركي، ومساعي أنقرة إلى رأب الصدع في العلاقات مع موسكو، نقلت الصحيفة عن سيميون بوغداساروف رئيس مركز بحوث الشرق الأوسط وآسيا الوسطى قوله، إن تركيا عموماً لا ترفض تحسين العلاقات مع روسيا من حيث المبدأ، إلا أنه لا يمكن التعويل على أنقرة في أن تقوم بأيّ خطوات في هذا الاتجاه. وأضاف أن أردوغان يريد أن تشيد شركة «روس آتوم» الروسية محطة كهرذرية في بلاده، وأن تعيد روسيا فتح أبوابها أمام المنتجات الزراعية التركية، كما ينشد عودة السياح الروس إلى ارتياد المنتجعات التركية وتشغيل السياحة.
«روسيسكايا غازيتا»: الناتو سيحلّ مكان الاتحاد الأوروبي
تطرّقت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية إلى تحضير قيادة الناتو «وسادة أمان» لأوروبا الموحّدة، في وقت تنظر قيادة أوروبا الموحّدة بتشاؤم إلى المستقبل.
وجاء في المقال: تُحضِّر قيادة الناتو «وسادة أمان» لأوروبا الموحّدة، بينما تنظر القيادة الأوروبية بتشاؤم إلى المستقبل، بسبب ازدياد عدد المتشكّكين، لا بل المتشائمين في أوروبا، في حين يعلن مقرّ الناتو في بروكسل عن انبعاث الحلف.
أدلى سكرتير عام الناتو ينس ستولتينبرغ بتصريح إلى صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، أشار فيه إلى أن شبح «العدوان الروسي» ساعد كثيراً في رصّ صفوف الحلف، وأجبر أعضاءه عام 2016 على زيادة نفقاتهم الدفاعية. ويعني ذلك عملياً العودة إلى المؤشرات، التي كانت إبان الحرب الباردة حيث كان أعضاء الناتو يخصصون 3.1 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي للميزانية العسكرية. ولكن هذه النسبة انخفضت منذ عام 2008، وهي تعادل حالياً 1.43 في المئة في المتوسط، وهذا لا يرضي ستولتينبرغ.
وقد أُدرجت مسألة النفقات الدفاعية في جدول أعمال قمة الناتو التي ستعقد في وارسو، فيما وافق خمسة أعضاء: الولايات المتحدة، بريطانيا، بولندا، اليونان، وإستونيا فقط، من مجموع 28 عضواً، على تخصيص 2 في المئة من الناتج الإجمالي المحلي للنفقات الدفاعية، وعلى الأعضاء الآخرين حذو حذوهم.
ويقول رئيس وزراء إستونيا تافي رويفاس عن الاستراتيجية الجديدة تجاه موسكو: يجب ألا تحصل فجوات. والخوف يجب أن يصبح طبيعتنا.
بيد أن فرض زيادة النفقات العسكرية على غالبية بلدان الناتو بحجة أسطورة الغزو الروسي، يهدّد قبل كل شيء بقاء أوروبا الموحّدة.
ويؤكد ستولتينبرغ لـ«فايننشال تايمز» أنّ حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي يعملان وفق مبدأ الثنائية. ولكن، وبينما تواجه القارة العجوز تحدّيات مختلفة تحتاج إلى اعتماد أموال إضافية، فإن سعي الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة إلى فرض زيادة النفقات العسكرية، يزيد من تفاقم أوضاع الاتحاد الأوروبي.
في هذا الصدد، قال رئيس وزراء السويد السابق كارل بيلدت في تصريح إلى صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية إن سياسة الإيديولوجيا السياسية انطفأت، وسياسة الهويات القومية تعزّز مواقعها.
وتقول «واشنطن بوست» إن «الثقة في المستقبل بدأت تضعف بسبب الصعوبات الاقتصادية، وأصبح من السهل انتشار الأساطير القومية، وكسب المناصرين تحت راية إغلاق الحدود والقيم القديمة. وتضيف الصحيفة أن واشنطن قلقة من نتائج استطلاعات الرأي ونتائج الانتخابات في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إذ إن كثيرين من الأوروبيين يعدّون الولايات المتحدة «عدوانية وغريبة»، وبروكسل بيروقراطيا فقط. وهذا ليس في مصلحة واشنطن التي تنوي إنشاء منطقة تجارة حرّة مع الاتحاد الأوروبي.
وكان رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك قد أشار، في خطابه أمام سياسيي «حزب الشعب الأوروبي» في لوكسمبورغ، إلى أنّ شبح الانهيار يحوم فوق أوروبا. وهو يرى السبب في ذلك سياسة توسع الاتحاد الأوروبي، من دون ملاحظة سخط بسطاء المواطنين عليها. أي أن فرض واشنطن مسألة تعزيز دول الناتو في أوروبا، قد يكون ردّاً مسبقاً، على غرار «وسادة الأمان» في حالة انهيار الاتحاد الأوروبي، أو تحوّله من اتحاد سياسي ـ اقتصادي إلى اتحاد اقتصادي صرف تحت ضغط أوضاع، مثل وصول الأحزاب القومية إلى السلطة في بلدان الاتحاد الرئيسة، أو خروج بريطانيا من الاتحاد بنتيجة الاستفتاء الذي سيُجرى نهاية الشهر الجاري.
إن تحقيق واشنطن زيادة النفقات العسكرية في الدول الأعضاء بالناتو، يقلص عمداً أو بصورة عفوية إمكانات الاتحاد الأوروبي في مواجهة الأزمة، ما يساعد في إضعافه إلى المستوى، الذي تصبح فيه بروكسل غير قادرة على منع انهياره. وعندئذٍ لن ينقذ أوروبا سوى الناتو كبديل للبيروقراطية الأوروبية.
«موسكوفسكي كومسوموليتس»: واشنطن تحذّر من عمليات إرهابية محتملة في بولندا وفرنسا
نشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية مقالاً عن تحذير الخارجية الأميركية من احتمال وقوع عمليات إرهابية في بولندا وفرنسا وازدياد خطر الإرهاب في عموم أوروبا.
وجاء في المقال: إذا أخذنا موقف الولايات المتحدة بالحسبان، فإن على مواطني روسيا ألا تطأ أقدامهم أوروبا في الفترة القريبة. ولا يكمن السبب في أحابيل السياسة والعقوبات المالية الاقتصادية المفروضة على روسيا.
فقد ذكرت وكالة «رويتر» في 31 أيار المنصرم، أن الخارجية الأميركية حذّرت مواطني الولايات المتحدة من ازدياد خطر العمليات الإرهابية في أوروبا عموماً، وفي بولندا وفرنسا خصوصاً. وتؤكد الوزارة أن هذا الخطر سيستمر على امتداد موسم الصيف أي إلى نهاية شهر آب.
ويرى الخبراء الروس في هذا التحذير، اهتماماً مبالغاً فيه من صناع القرار الأميركيين بمواطنيهم، أكثر مما هو إشارة إلى خطر فعلي.
وعلى أيّ حال، فقد جاء في بيان الخارجية الأميركية: نحن نحذّر مواطني الولايات المتحدة من عمليات إرهابية محتملة في أوروبا، تستهدف أماكن التجمعات الكبيرة: الأماكن السياحية، المطاعم، المراكز التجارية ووسائط النقل. كما يشير البيان إلى أن أولئك السياح الذين يجازفون بسفرهم إلى أوروبا في فصل الصيف، سيكونون أهدافاً سهلة للإرهابيين.
وبحسب صحيفة «صن» البريطانية، فإن من بين الأهداف المفضلة لدى «داعش»، ستكون الجماهير في ملعب كرة القدم، الذي ستُجرى فيه المباراة بين منتخبَي روسيا وبريطانيا يوم 11 حزيران الجاري. وهذا ما حصلت عليه الشرطة من كمبيوتر صلاح عبد السلام، منظّم هجمات باريس.
ومع أن صلاح عبد السلام يقبع حالياً في السجن، وليس بإمكانه تفجير أحد فإن لدى الشرطة ما يجعلها تتخوّف من قيام شركائه من الإرهابيين بتنفيذ هذه الخطط. أي أن السيّاح معرضون للخطر. وهنا، يجب ألا ننسى أن 129 شخصاً قتلوا وأن 352 آخرين جرحوا نتيجة للأعمال الإرهابية يوم 14 تشرين الثاني الماضي.
وفي هذا الصدد، ينفي رئيس مركز دراسة آلية السياسة الخارجية للولايات المتحدة في معهد الولايات المتحدة وكندا سيرغي صموئيلوف وجود أي خطر استثنائي. ويقول إن كل ما هنالك، هو اهتمام الحكومة الأميركية، خصوصاً وزارة الخارجية بأمن مواطنيها الموجودين خارج البلاد. وبحسب اعتقادها، فمن الأفضل المبالغة في الوقاية لمنع وقوع الخطر الحقيقي، أي الامتناع عن السفر إلى ألمانيا أو فرنسا عند وجود خطر محتمل. وبالمناسبة، هذا ما أصبحت تقوم به الخارجية الروسية أيضاً في السنوات الأخيرة فقد حذرت من السفر إلى مصر وإلى تركيا وغيرها من البلدان.
ويتذكر صموئيلوف أن السياسة الرسمية لبيل كلينتون، رئيس الولايات المتحدة في تسعينات القرن الماضي، تمثلت في العمل على تفكيك رابطة الدول المستقلة، وإبعاد هذه الجمهوريات عن روسيا حيث احتلت أوكرانيا حينذاك المرتبة الثالثة في العالم في قائمة الدول التي تحصل على المساعدات الأميركية بعد «إسرائيل» ومصر ، وكانت تتلقى 300 مليون دولار سنوياً. ولكن الأميركيين اكتشفوا أن هذه الأموال تسرق من قبل المسؤولين وأن الجريمة تزدهر في البلاد بحيث أن بعض رجال الأعمال الأميركيين حاولوا بدء أعمالهم في أوكرانيا. ولكنهم سرعان ما أدركوا أن من السهل سرقتهم أو حتى قتلهم. عندئذ، اضطرت الخارجية الأميركية إلى وضع تعليمات خاصة لهم تتضمن توصيات بعدم كشف عنوان إقامتهم وأرقام هواتفهم وغيرها من المعطيات الشخصية.
وبالمناسبة، من المثير للفضول أن نعلم: هل لا تزال هذه التعليمات سارية بين الأميركيين الموجودين في أوكرانيا حالياً؟
«أرغومينتي إي فاكتي»: أردوغان حائر للخروج من أزمته مع موسكو
اعتبرت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يمعن في الآونة الأخيرة في البحث عن مخرج من الأزمة التي أدخل بلاده فيها مع روسيا، فيما هو لم يدرك بعد، أو يتجاهل سبل التسوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أنقرة ما انفكت تعرب عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع موسكو، وأعادت إلى الأذهان ما صرح به مؤخراً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حديث أدلى به إلى وكالة «رويتر» حيث قال: يصعب عليّ فهم التضحية بالعلاقات بين البلدين بسبب خطأ ارتكبه طيار!
واللافت في تساؤل أردوغان، بحسب الصحيفة، إضافة إلى جهله ماهية الخطوة الأولى التي تطالب بها موسكو، أن الطيار المخطئ، هو الطيار الروسي، الذي انتهك الأجواء التركية بحسب رؤيته. واستذكرت «أرغومينتي إي فاكتي» في تحليل، ما أدلى به الرئيس التركي، تصريح الرئيس الروسي فلاديمير مؤخراً في هذا الصدد حيث قال: نحن أيضاً نريد بعث العلاقات مع تركيا، ولسنا نحن من دمّرها. لقد بذلنا كل ما من شأنه أن يرتقي بالعلاقات الروسية التركية إلى مستوى غير مسبوق من الشراكة والصداقة، فيما الصداقة بين الشعبين الروسي والتركي قد وصلت فعلاً إلى أوجها، وكنا نغالي بذلك كثيراً. أعجز حتى الآن عن إدراك السبب من وراء ما حدث، أي استهداف الطائرة الحربية الروسية.
وأضاف: الإعراب عن الرغبة في تجديد العلاقات مع بلادنا، لا يكفي. نحن على اتصال مستمر مع ممثلي الجانب التركي، ويتصل بنا الشركاء عبر مختلف القنوات، وهم على علم تام بجوابنا. نحن نعول على الأتراك في أن يقوموا بخطوات واضحة من جانبهم، وهو ما لم يحدث حتى الآن.
وعادت الصحيفة في الوقوف على المسوّغات التركية، إلى ما أكده وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي قال: بوتين أعلن أنه يعوّل على الجانب التركي القيام بخطوات محدّدة على هذا المسار. نحن من جهتنا نقترح تشكيل فريق عمل مشترك يعكف على بحث خطوات الجانبين المستقبلية، بما يخدم بدء المباحثات على المستويين الرسمي وغير الرسمي لصوغ حلّ وسط، وهذه مسألة قابلة للحل.
الكرملين بدوره، رفض بشكل قاطع بحسب الصحيفة، المقترح التركي للحلّ الوسط، وأوردت في هذا الصدد مقتطفات لحديث أدلى به دميتري بيسكوف الناطق الرسمي بِاسم الرئيس الروسي جاء فيه: أرى أنه من الأهمية بمكان التذكير بالتصريحات المتكرّرة ذات الشأن، والتوضيحات الصادرة عنّا على مختلف المستويات. الرئيس الروسي أكد وبعد بضعة أيام على قتل طيارنا أن الجانب الروسي، وبعد هذه الممارسات العدوانية والخيانية ينتظر الاعتذار وتوضيح أسباب ما حدث، وتعويضنا عن الطائرة التي أسقطت، وتعويض ذوي الطيار الذي قتل. نأسف بشدة حيال أن الجانب التركي لم يحرّك ساكناً على هذا الصعيد.
وفي تحليل الموقف التركي، ومساعي أنقرة إلى رأب الصدع في العلاقات مع موسكو، نقلت الصحيفة عن سيميون بوغداساروف رئيس مركز بحوث الشرق الأوسط وآسيا الوسطى قوله، إن تركيا عموماً لا ترفض تحسين العلاقات مع روسيا من حيث المبدأ، إلا أنه لا يمكن التعويل على أنقرة في أن تقوم بأيّ خطوات في هذا الاتجاه.
وأضاف أن أردوغان يريد أن تشيد شركة «روس آتوم» الروسية محطة كهرذرية في بلاده، وأن تعيد روسيا فتح أبوابها أمام المنتجات الزراعية التركية، كما ينشد عودة السياح الروس إلى ارتياد المنتجعات التركية وتشغيل السياحة. إلا أن معظم الأتراك، وبحسب ما تظهره استطلاعات الرأي العام، يؤيدون طرح رئيسهم القاضي بأن عسكرييه كانوا على حق حينما أسقطوا الطائرة الروسية، ما يعني أن إقدام أردوغان على الاعتذار من روسيا وتعويضها، سوف يقلل من هيبته داخل بلاده.
أردوغان يعتبر نفسه سلطاناً، فيما لا بدّ من الإشارة هنا إلى أن تصريحاته حول رغبته في تحسين العلاقات مع روسيا، ليست إلا مناورة تندرج في إطار اللعبة التي تديرها أنقرة مع الاتحاد الأوروبي، لا سيما بعد تدهور العلاقات بينهما في الآونة الأخيرة، ومن هنا فإن أردوغان يحاول اللعب على حبل التناقضات.
واستبعد بوغداساروف تحسّن العلاقات بين موسكو وأنقرة في المستقبل المنظور، نتيجة للأوضاع في سورية حيث قال: الضباط الأتراك منخرطون فعلاً في قتال القوى المعادية لـ«داعش»، بما فيها روسيا نفسها، فيما يستمرّ أردوغان بكيل الاتهامات لروسيا بتوريد السلاح إلى الأكراد، رغم أن قطع إمداد السلاح عنهم من الخارج سيفضي إلى تقليص قدراتهم بشكل جدّي في مواجهة «داعش».