السفارة الإيرانية أحيت الذكرى الـ27 لرحيل الإمام الخميني وكلمات أشادت بنهجه وأكّدت التصدي للعدوين «الإسرائيلي» والتكفيري

أحيت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الذكرى السنوية السابعة والعشرين لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الإمام السيد روح الله الخميني في قصر الأونيسكو.

حضر الاحتفال: رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي ممثّلاً بالوزير علي حسن خليل، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ممثّلاً بالوزير غازي زعيتر، الرئيس حسين الحسيني، الرئيس أمين الجميّل والنائب سامي الجميّل ممثَّلين بالمهندس عبدالله ريشا، رئيس كتلة التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ممثَّلاً بالمحامي رمزي دسوم، وزير الثقافة ريمون عريجي ممثّلاً النائب سليمان فرنجية، نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، والنوّاب محمد رعد، نوار الساحلي، علي المقداد، ونوّاب ووزراء سابقون، السفير السوري في لبنان الدكتور علي عبد الكريم علي، سفير فلسطين أشرف دبور، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ممثَّلاً بالمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ممثَّلاً بالأب كميل مبارك، ممثّلا شيخي عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن الشيخ سامي أبي المنى ونصر الدين الغريب الشيخ نزيه أبو إبراهيم، كاثوليك الأرمن الأرثوذكس آرام الأول كيشيشيان ممثَّلاً بالأرشمنديت هوسيك مار ديروسيان، راعي أبرشية جبل لبنان للسريان الأرثوذكس المطران جورج صليبا، حامد الخفّاف مدير مكتب السيد السيستاني في لبنان، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثَّلاً بالعميد غسان الطفيلي، مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم ممثَّلاً بالعميد صلاح حلاوي، وممثّلون عن الأجهزة الأمنية، أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، عضو هيئة الرئاسة في حركة «أمل» خليل حمدان على رأس وفد من القيادة في الهيئة التنفيذية والمكتب السياسي، وفد من «تجمّع العلماء المسلمين» برئاسة الشيخ حسين غبريس، وممثّلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وحشد من الفعاليات والشخصيات السياسية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والاقتصادية.

وألقى السفير فتحعلي كلمة، قال فيها: «إنّنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي ظل القيادة الحكيمة للوليّ القائد الإمام السيد علي الخامنئي دام ظلّه وحكومة فخامة الرئيس الدكتور حسن روحاني، نؤكّد وقوفنا الدائم إلى جانب لبنان الشقيق شعباً ودولة، وإلى جانب مقاومته الشريفة الباسلة التي كلّلت جبين لبنان والأمة العربية والإسلامية بالعز والفخار ورسمت بالدم مقاومة لبنانية هزمت «إسرائيل» وأعطت للحرية معناها الحقيقي. مؤكّدين دعمنا الكامل لكل ما يجمع ويوحّد بين اللبنانيين على قاعدة وحدة لبنان وشعبه العزيز، لأنّ جوهر وجود لبنان هو بوحدته، وغنى هذا الوطن الكبير بإنسانه. هو بهذا التنوّع الثقافي والحضاري لأبناء شعبه، آملين أن نشهد في القريب العاجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية بما يحقّق للبنان مزيداً من الاستقرار والأمن والثبات».

كما أكّد «أنّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ستبقى إلى جانب كل الشعوب المظلومة في هذا العالم وفي طليعتها الشعب الفلسطيني، داعمةً حقّه في الحرية والاستقلال، ومؤكّدة وحدة هذا الشعب بكافة قواه الحية لمواجهة المؤامرات التي تعمل على إثارة الفتن الطائفية والمذهبية وحرف وجهة المعركة عن فلسطين … إلى فتن ومؤامرات داخل بلداننا وبين أبناء أمتنا الواحدة».

وتابع: «ستبقى فلسطين قضيّتنا الكبرى ومعركتنا الحاسمة مع العدو الصهيوني، الذي يدعم ويحرّك الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي تشكّل خطراً على الجميع من دون استثناء، ومن واجبنا جميعاً مواجهتها بشتّى الطرق والوسائل».

وألقى الوزير حسن خليل كلمة، قال فيها: «في ثلاثين عاماً، صنعت الجمهورية الإسلامية الإيرانية قوة عظمى تهرع إلى أبوابها دول وحكومات. إنّ ما زرعه الإمام الخميني في عصره، حصده شعبه اليوم نصراً يجاور المجد».

وأضاف: «أنّ تحدّيات المنطقة التي فرضتها وقائع توسّع الإرهاب وممارساته على دول أساسية، تُلزمنا أن نُعيد تصويب الصراع باتجاه المستفيد الأول من انقسامنا وحروبنا «إسرائيل» ونظيرها المكمّل لدورها، الإرهاب التكفيري، ويفرض أن نكرّر الدعوة الى إعادة الدول العربية تنظيم علاقاتها مع إيران على قاعدة حسن الجوار، وفتح قنوات الحوار المسؤول للوصول إلى تفاهمات تحسم المعركة ضدّ الإرهاب من جهة، وتُعيد تنظيم الجبهة في مواجهة العدو الصهيوني، الذي سنبقى كلبنانيين ملتزمين بمقاومتنا وجيشنا وشعبنا خيار المواجهة معه حمايةً وتحصيناً لسيادتنا وحريتنا».

وختم: «على مستوانا الداخلي ومن منبر الإمام الذي آمن بالوحدة الإسلامية، نشدّد على ضرورة تحصين وحدتنا على هذا الصعيد، ومدّها على المستوى الوطني، والعمل الجادّ نحو جعل الحوار فرصة للخروج من مأزق انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة إطلاق عمل المؤسسات السياسية».

ثمّ تحدّث المُفتي قبلان، الذي رأى «أنّ الأزهر والنّجف وقم، وكلّ المراكز الدينية، مسؤُولة بكلّ إمكاناتِها وطاقَاتِها عن إعادة تظهير الإسلام، وتوحيد الخطاب، وبناء الثّقة، ومَنع التكفير، ومواجهة مَوجَات التطرّف الفكري والديني، لأنّ الله تعالى يقول: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ، شهداء على النَّاس، وليس تَبَعَاً للنَّاس أو لعبةً بِيَدِ النَّاس».

واعتبر «أنَّ ما يجري في سورية واليمن والعراق وليبيا وغيرها، أكَّد أنَّ الأُمَّة أُمَم، وأنَّ العرب تحوَّلت تَبَعَاً للتبعيَّات، لدرجة أنّ «إسرائيل» تحوَّلت جزءاً مِن محور «نحر العرب للعَرَب». وما أكثَرَ العرب يوم تتحوَّل الفتنة إلى مشروع خصومة ومذَابِح ودمار أوطان». وقال: «وأخيراً، حين أراد الإمام الخميني للعرب ألّا تختلف أو تتنازع أمرَهَا قال: «حرّروا القدس، وأعيدوا فلسطين»، وحِيْنَ أرادَ لهذه الأمَّة وحدتَهَا، قال: «عودوا إلى القرآن وسُنَّة نَبِيِّكم»، وحتَّى لا تختلف الأمَّةُ فيما بينها قال: «الأمة أمة بتراثها الصحيح، وإلّا مزّقتها الأكاذيب»، وعن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قال: «هي بلد العرب والمسلمين وكلّ المستضعفين، لهم وليست ضدّهم، ولن تكون يوماً ما تبعاً للصهاينة أو الأميركان».

وألقى كلمة البطريرك الراعي الأب كميل مبارك، فقال: في مثل هذه المناسبة الكريمة يسترجع المتأمّل في شؤون هذا العالم ومساره، وبخاصة في هذه الأيام العجاف التي تهدد فيه طبول الحرب أبواب السلام، كلّ ما قاله وما علّمه آية الله الخميني قدّس الله ذكره، لأنّه من نخبة الرجال الذين رأوا أنّ العقل، إذا ما استقلّ في تدبيره عن تعاليم الديانات قد يتوه عن الحق ويغرق في الباطل، وخطره أنّه يعتقد دائماً أنّه على حق، من هنا دعوة آية الله الخميني إلى تنوير العقل بالقيَم الروحية كي ما يُسهم إسهاماً فاعلاً وبنّاءً في تدبير شؤون الناس والسهر على خيرهم العام، الذي إن كان سليماً سلم المجتمع واستقامت النظم».

وختم: «باسم صاحب الغبطة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك إنطاكية وسائر المشرق وصاحب السيادة المطران بولس مطر رئيس أساقفة بيروت، أحيّي القيّمين على هذا الاحتفال التكريمي المميّز، وأستمطر عليهم وعلى جميع الحاضرين بركات الله ومحبّته من الآن وإلى الأبد».

بدوره أكّد الشيخ قاسم في كلمته، أنّ «الإمام الخميني كان أوّل من دعا إلى الوحدة في العالم الإسلامي»، وأضاف: «الإمام الخميني وضع حدوداً للتبعية وللاستكبار، وإيران هي اليوم بلد حر وتأتي الدول إليها لتفاوضها وتعمل معها»، ولفتَ إلى أنّ «الإمام الخميني نقل المعادلة من «إسرائيل» والأسرلة إلى خط المقاومة».

وأضاف: «في وجود الإمام الخميني تحرّك الناس ضدّ الأنظمة المستبدّة، وتحرّك الناس على امتداد عالمنا العربي والإسلامي»، موضحاً أنّ «الإمام الخميني قدّم الاسلام برؤيته الصحيحة، وإذا رأيتم اليوم فضائح «داعش» والمنحرفين باسم الإسلام، فإنّه من بركة نور الإمام الخميني».

وأعلن قاسم أنّه «انتهينا من خطر الإمارات التكفيرية في لبنان بفضل معادلة الجيش والشعب والمقاومة»، وأضاف: «لولا وجودنا في سورية لكانت الجماعات التكفيرية تتواجد في كل لبنان»، وأشار إلى أنّ «إسرائيل ليست مع أحد والجماعات التكفيرية وبال على الجميع، وواجبنا أن نتصدّى لا أن نتنصّل»، ولفتَ إلى أنّه «علينا الاستفادة من الاستقرار الحالي في لبنان لكي نتقدّم إلى الأمام».

وألقى الشيخ ماهر حمود كلمة، جاء فيها: «ليس هناك من خطر على مذهب أهل السنة والجماعة كما تزعمون، وليس هناك من خطر على مذهب كافة المسلمين، الخطر على مذهب أهل السنة هو منكم أيها التكفيريّون وأيّها المذهبيّون وأيها الملوك والبتروليون، أنتم تشوّهون إسلام محمد، وتشوّهون إسلام عمر بن الخطاب، كل هؤلاء لو وجدوا في زماننا هذا لكانوا خمينيين، ولن يكونوا إلّا على هذا الطريق، وكفى أوهاماً ومؤامرات».

وختم: «اليوم يوم المستضعفين ويوم الوحدة الإسلامية، ولا عدوّ لنا إلّا العدو «الإسرائيلي»، والبوصلة الأساس والهدف هي فلسطين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى