الحسن: سقوط المليحة ستتبعه انتصارات
دمشق ـ سعد الله الخليل
إنجاز جديد يضاف إنجازات الجيش العربي السوري في مسيرة عملياته العسكرية على امتداد الأراضي السورية، بفرض سيطرته على بلدة المليحة والقضاء على المجموعات المسلحة في عدد من المناطق المحيطة بالمليحة في المزارع الشرقية والشمالية الشرقية، وهي جهة الدخول الوحيدة للمسلحين إلى داخل البلدة والتي حاصرها الجيش السوري ونفذ انقضاضاً على كافة المحاور سمحت له بالسيطرة على المليحة.
المليحة الطريق إلى دوما
تؤمن سيطرة الجيش السوري على المليحة جرمانا ومناطق اخرى غيرها من سقوط قذائف الهاون وينعكس على مسار العمليات العسكرية في مختلف مناطق الغوطة الشرقية.
ويأتي إنجاز المليحة ضمن عملية عسكرية في الغوطة الشرقية فاقت أربع أشهر من المعارك لفصل المناطق الجغرافية بعضها عن بعض، وفصل الغوطة الشرقية عن دوما وحرستا وخسارة طرق الامداد والتي تعتبر صلة الوصل بين المجموعات المسلحة، وعقب القضاء على هجوم المسلحين الذي حصل على الجزء الشمالي الشرقي، وكان الهدف منه كسر الحصار عن الشمال عبر جسرين بالتوازن مع سقوط سيناريوات كسر الحصار عن كامل الجبهات الشرقية التي عملت لأشهر على هذا الأمر.
واعتبر الخبير الاستراتيحي حسن الحسن سيطرة الجيش على المليحة إنجازاً تاريخياً يؤكد أن الجيش العربي السوري، وحده القادر على حماية الجغرافيا السورية وفرض كلمته لتطهير الأرض من رجس الجماعات الإرهابية،
ورأى الحسن في حديث لصحيفة «البناء»: «أن تجمع المدارس الذي تحصن به الارهابيون يعد مركز عمليات منيعاً لتلك المجموعات، ونقطة انطلاق للهجوم على الجيش العربي السوري وتوجيه القذائف نحو جرمانا»، وأضاف: «اليوم لم يعد بإمكان هذه المجموعات إلا القتال التراجعي لتغطية انسحابها وتراجعها ولم يعد لها أي أمل بالمواجهة وليس أمامها إلا الاستسلام». ولفت الحسن إلى «أن المجموعات المسلحة قد تلجأ لضرب بعض قذائف الهاون في مسعى لإثارة الفتنة ولكن ذلك لن يؤثر في سير المعركة».
استكمال الطوق حول دمشق
ولفت الحسن إلى إحكام الجيش السوري طوقاً على المجموعات المسلحة من خان الشيح إلى المعضمية إلى داريا، والاوتستراد الدولي وطريق درعا وطريق المطار وصولاً إلى دوما، وبالداخل من طريق اوتستراد دمشق حمص وبدأ القضم التدريجي للمناطق، وبالوقت ذاته بالتعامل مع ما يظهر على سطح الارض من هذه المجموعات المسلحة سواء من الآليات أو العربات، والتي مصيرها التدمير بمن فيها، وأمام القضم والتحكم بالوقت وعدم الانجرار وراء الانتصارات الإعلامية والتركيز على العمليات الميدانية.
واعتبر الحسن أن سقوط المليحة ستتبعه انتصارات في باقي الغوطة الشرقية والتي تشهد انهيارات دراماتيكية للجسد المسلح، والانهيار التدريجي ينتقل إلى دوما وعربين وجوبر وتابع: «يمكن اعتبار سقوط المليحة نقطة انطلاق لتطهير باقي المناطق في الغوطة».
ويؤكد الحسن أن إنجاز المليحة يمتاز بأن الخصم مستعد للمواجهة وسط حصار قوي، والفرق بين أن يكون مستعداً ويواجه بتكتيك يتوقعه الخصم، وبين ابتكار تكتيكات جديدة عبر الهجوم على أكثر من محور بعد معركة على أطراف المليحة اي استهداف تجمعات ومراكز قيادة ومحاور تحركات رئيسية، وهو ما أفقد الخصم القدرة وهذا يعود للتنسيق بين أسلحة المدفعية والطيران وسلاح الهندسة بتفكيك العبوات وأضاف: «ما يميز القتلة أن كل ما هو موجود هدف قابل للتفخيخ من قبضة الباب إلى الشجرة، ووصلوا الى تفخيخ القرآن الكريم بأكثر من مكان وأمام هذا العقل الإجرامي لا بد من التعامل بحذر لضمان تحرك القوات بأمان».
واعتبر الحسن أن الهجوم على أكثر من محور يعني أن الجسد المسلح قابل للإنهيار مجرد سقوط أي جهة لأنه مجبر على تشتيت جهوده، فأي خرق يسقط المنطقة.
الأنفاق والأنفاق المواجهة
واجه الجيش العربي السوري تكتيك الأنفاق بحفر أنفاق مقابلة، وقال الحسن: «للمرة الأولى في تاريخ العمليات العسكرية أن يفاجأ قادة ميدانيون في مقر عمليات تحت الأرض بمقاتل مواجه له وهو المقاتل العربي السوري ويشتبك معه»، وأضاف ربما يبقى هناك بعض الأنفاق، ولكن السؤال «ما مدى القدرة على الفعل والمواجهة وكل ما يسعون له الحفاظ على الحياة لا على إستعادة السيطرة أو تغير المعادلات».
يرى الحسن أن كل عملية خاضها الجيش السوري فيها تقديرات وتكتيكات حول التوقيت والآليات والخطط وبالتالي القائد الميداني هو من يتخذ القرار ولا يجوز لمن يؤكد الحسن أن المعارك التي يقوم بها الجيش العربي السوري بالتعاون مع الدفاع الوطني تعد علماً جديداً في العلوم العسكرية عبر التنسيق بين جيش مدرب على عمليات مفتوحة وجيوش تقليدية يمكنه أن يتجاوب ويكيف ذاته وينسق بسرعة مع جماعات غير مدربة كفاية كالدفاع الوطني وهذا يعني أن يمتلك المواطن العادي القدرة على حمل سلاح يتقدم على أرض معركة لمساندة الجيش وبالتعاون معه عبر اسناد ناري وهذا ما يرعب قادة تل أبيب وهذا ما يضيف للفكر العسكري الشيء الكثير.