مقدمات نشرات الأخبار ليوم الأحد، 05 حزيران، 2016

مقدمات نشرات الأخبار ليوم الأحد، 05 حزيران، 2016

المنار

خمسة عقود والقدس في سجن الاحتلال والتخاذل والتآمر، في مثل هذا اليوم من العام 67 أمس أولى عواصم العرب وأقدسها، سقطت أسيرة وما منحت شرف الدفاع عنها إلّا لمخلصين بايعوها بالوعد والدم والعهد بالتحرير. أمّا أكثرية الحاكمين المتحكّمين بأمة العرب، فخرج منهم ما كانوا يضمرون ويسترون إجهاراً بالتخلّي عن القدس وإعلاناً للتعامل مع الاحتلال في محاور المصالح المشبوهة، والمؤامرات المشتركة.

على مدى خمسة عقود، كحّلت القدس عينيها بانتصارات يفيض من عمقها الإيمان بالتحرير الكامل، ومن امتدادات أرض الرباط والقداسة جاء الانتقام مدوّياً في جنوب لبنان انتصاراً كسر شوكة الاحتلال، وذلّ جيشه في أيار العام 2000، ثمّ تموز 2006، وفي محطات العزّة في غزة التي تغذّت على صمود واندفاع الأجيال القابضة على الحجر والسكين انتفاضة تلو الانتفاضة.

في ذلك اليوم من حزيران سُمّيت هزيمة العرب بالنكسة، ولكن كم مرة بعد ذلك انتكس العدو وانهزم باعتراف قادته وجنرالاته، فيما بعض العرب ينكر ذلك وينوب عن «تل أبيب» في دعم وتمويل وإدارة المجازر والحروب التي تطوف في المنطقة تكفيراً وتقطيعاً للحدود، وحزّاً للرقاب.

أن بي أن

أراحت نهاية الأسبوع اللبنانيين من صخب الرسائل الانتخابية التي امتدّت في شهر الاستحقاق البلدي، وخصوصاً ما حملته نتائج الشمال. غابت المواقف اليوم أمس ، لكن الجمر السياسي تحت الرماد ينتظر كل محطة لتصعيد الخطاب في سياق غير بعيد عن انتخابات الرئاسة المجمّدة واستعراض الأحجام. اللبنانيون اليوم أمس يستعدّون لشهر كريم، فهل يريح السياسيون المواطنين من عبء الأزمات على الأقل شهراً واحداً؟

أمّا مواجهة الإرهاب المفتوحة في لبنان فلا راحة لها وهي تسطّر يومياً إنجازات في مداهمات تبيّن ما يبيّته الإرهابيون، وآخر ما سُجّل في هذا الشأن عملية دهم نفّذها الجيش اللبناني في مجدل عنجر حيث عُثر على أحزمة ناسفة.

مع بداية شهر رمضان المبارك تجدّدت الدعوات ليفلح الخير شعوباً ترزح تحت ثقل الحروب والتهجير والنزوح، بدءاً من سورية والعراق وصولاً إلى لبنان الذي يتطلّع بنوه إلى خير ملء سدّة الرئاسة.

أبعد من لبنان، وعند الحدود الشمالية والشرقية للرقة السورية، يزداد الخناق على «الداعشيين» مترافقاً مع قلق تركي من تمدّد المساحة الكردية وضياع حلم الأتراك بالمنطقة العازلة، حتى الآن تلتزم صمتاً يبدو أنّه سيرتدّ حتى معرفة ما سيحمله الميدان على حدودها مع سورية.

بعيداً من الميدان الحربي، شكّل هبوط طائرة تشيكية قريباً في سورية إشارة بارزة أقل ما فيها من مدلولات أنّها كسر للحصار الأوروبي يؤسّس لمرحلة أوروبية جديدة انطلاقاً من ميدان الطيران المدني، هذا التطور يلتقي مع معلومات للـ»أن بي أن» تُفيد أنّ الأيام المقبلة ستشهد انفتاحاً مصرياً على دمشق عبر السفارة في العاصمة السورية، مع ما يحمله من مؤشّرات على قاعدة أنّ أمن سورية من الأمن القومي المصري.

في إقليم مجاور، تواصل القوات العراقية معركتها المفتوحة لتحرير مدينة الفلوجة من «داعش» في ظل تقدّم الجيش العراقي من الجبهة الجنوبية.

أو تي في

جميل جداً أن يتّفق البطريرك الراعي والمفتي دريان في موقفين منفصلين من مكانين مختلفين، ولمناسبتين متمايزتين. البطريرك من بكركي في عظة الأحد، والمفتي من دار الفتوى في بيروت في رسالة بداية رمضان، لكن الرجلين التقيا على أنّ أزمة بلادنا الأولى، بحسب تعبيرهما، هي شغور الرئاسة، وأنّ الحل لها هو بالتوافق بين اللبنانيين، ما يعني أنّ معظم الحل المذكور قد أُنجز بمجرد اتفاق المسؤولين الدينيّين. لكن قبل يومين، كان ثمّة مشهد لبناني آخر، في سياقٍ آخر مناقض كلياً… كان هناك ملعب رياضي وفريقان رياضيان وجمهوران مفترضان رياضيين أيضاً، وكرة وسلة. فجأة انقلب هذا المشهد بالذات حرباً دينية ومعركة سماوية مطلقة بين إلهين استُخدمت فيها كل الأسلحة النابية من الأعيرة ما فوق البذيء، حتى أنّ البلد الذي يتحدّث المفتي والبطريرك عن توافقه الرئاسي، كاد ينفجر بسبب أزمة رياضية ومواجهة كروية ونهائي سنوي. ماذا يعني هذا التناقض في المشهدين؟ أكثر من احتمال ممكن: مثلاً، أن يكون البطريرك والمفتي لا يمونان على شعبيهما، أو أن يكون خلف كل كلام تسووي من باب الضحك على الذقون، أو أن تكون كل حروبنا الطائفية مجرد شماعة يعلق عليها الزعماء أحقاد الناس المعتّرين وغرائزهم، ليظل الزعماء حاكمين إلى الأبد! إنّها إشكالية عالقة منذ قرن على الأقل، إشكالية نتكاذب حولها بشكل مزمن، وحين تنفجر في وجهنا نسمّيها حروب الآخرين على أرضنا. الأمر الوحيد المؤكد اليوم، أنّ الأرواح التي سقطت في حادث سير في البقاع هذا الأحد أمس ، لا علاقة لها بحروب الآخرين، ولا بحروب الآلهة ولا بمعارك الرياضة ولا بروحها طبعاً.

أل بي سي

هكذا بكل بساطة سقط يوسف وحيد أمه جريحاً يصارع الموت أمام عينيها، ودّعها قائلاً: «ماما أنا متت» انظروا جيداً إلى يوسف، واعلموا أنّ كل من أطلق النار احتفالاً بزفاف أمس أول أمس في بريتال مجرم مجرم، علّق حياة يوسف وأحلامه ودمّر عائلته، «كيف بتفهموا؟» سؤال يطرح على مجانين الرصاص وأشباه القوى الأمنية والحزبية والشرعية، سلطات سأل أحد نوّابها في ندوة هذا الأسبوع «رح يصير عيب بعد شوي الواحد يصير نائب ويدافع عن حقوق يلّي بمثّلن»، ليس العيب أن تصبحوا حكّاماً، بل العيب كلّه في أن تتركوا من تمثّلون معلّقين بين الحياة والموت على وقع رصاصة طائشة وفقر مدقع وفوارق اجتماعية هائلة، انظروا جيداً إلى يوسف فبوجودكم وبغياب عملكم كل منّا مشروع يوسف، «كيف بتفهموا؟».

أم تي في

عشيّة رمضان يستعد المؤمنون للصوم، ويبدو أنّ السياسيين اصطفوا خلفهم ساعين إلى صيام عن الكلام الموتور، علّهم ينجحون في التوصّل إلى وقف للاقتتال العبثي بعدما أوصلوا البلاد إلى حافة الفوضى الشاملة، والغرابة في الهدنة الرمضانية المفترضة أنّها تجري بين حلفاء الأمس مع إبقاء خلافات على نيران خافتة مع الأعداء التقليديين، لكن احتمالات النجاح ضعيفة بعدما صارت الشروخ كبيرة بين هذه القوى وعصيّة على الترقيع.

الدافع العملي لهذه الطحشة التهدوية ينبع من النصائح التي تلقّتها القيادات من أنّ التشققات ستساعد المخلّين بالأمن على التسلّل للتخريب، لكن التهدئة تبقى هشّة بسبب التعارض الحادّ في الخيارات وغياب الرغبة لدى أي فريق في التراجع عمّا ذهب إليه من خيارات، ولا ننسى الخلافات الحادّة حول كل الملفات من السدود والنفايات والاتصالات وصولاً إلى قوانين الانتخاب، يترافق كل هذا مع انحسار قدرة طاولة الحوار على ردع المتهوّرين وقرب نفاذ الجواكر من جيب الرئيس بري، هذا في رمضان السياسيّين، أمّا رمضان الـ»أم تي في» فلا إماتة للنفس ولا حرمان للعين، بل مسلسلات عابقة بالإثارة والتشويق، وبرامج تسلّي الصائمين واللبنانيين بأجمل الإنتاجات وأجودها.

الجديد

ما خلا جرائم القتل من الحازمية إلى زقاق البلاط فعلي النهري وبضعِ رصاصٍ في بريتال وشغب الملاعب الرياضية، فإن رصاصاً غيرَ طائشٍ تنزِل زخّاتُه على الرئيس سعد الحريري سياسياً ومالياً لتضعه في أسوأِ مراحل العمر. فبعدَ أحدِ طرابلس الذي أسقط الحريري من الشمال، جاء الأحدُ الثاني من اليمين باقتحام مبنى سعودي أوجيه الرئيسي في العاصمة السعودية، وتحطيمِ مكاتب الشركة بينها مكتب الحريري بالذات، واللافت أنّ هذا التحرّك الغاضب هو الثاني في أسبوعٍ واحد، ويجري على مسمعِ ومرأى الأمن السعودي الذي انحاز هذه المرة إلى الحرّيات وترك الناس تعبّر عن رأيها وإنْ بالطريقة العنفية، لكنّه تدخّل بعد أربع ساعات متواصلة من الغضب، واشتكى المحتجّون عدمَ دفعِ رواتبهم للشهر الثامن، فيما وعد الحريري بتأمين جزءٍ من المبالغ المستحقة قريباً، وقد بات زعيمُ المستقبل لا يعرف من أين تأتيه الضربات. خذلته الشمال من طرابلسِها إلى عكار، ونَبَتَ له ماردٌ سنيٌ خرج من ضِلعه، وخساراتُه بدأت من بيروت مع التمثيل الواهن في عاصمة لبنان والذي تعكّز فيه على خصوم سابقين، وتبرعّ له فؤاد مخزومي بعضو بلدي رافضاً أن يسمّي تحالفه مع الحريري بزواج المتعة، وتصحيحاً لتوصيف المخزومي فإنّ العقد الموقّع مع الحريري لن ينطبق عليه سوى زواج «الونَاسة» لكون الشريكين غير فعّالين.

المستقبل

مع حلول شهر رمضان المبارك، انطلق كلامُ المرجعيات الروحية قوياً لتحفيزِ السياسيّين على ضرورة انتخابِ رئيسٍ للجمهورية، وإعادةِ إحياء المؤسسات الدستورية.

فمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف، حذّر من أنّ الوطن في خطر بِسبب غياب رئيسٍ الجمهورية وتعطيل المؤسسات، وشدّد على أهمية التوافق، لافتاً إلى أنّ عقلية التوافق ضرورية للاستقرار والاستمرار.

أمّا المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، فحذّر بأنّ لبنان الوطن والدولة معرّض في أي لحظة للسقوط، وأكّد أنّ المعيار الوطني يساعدنا على الخروج من نمطية تعطيلِ الدولة وإفراغ المؤسسات، وبخاصة في سدّة الرئاسة.

البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وفي عظةِ الأحد، أكّد أنّه لا يمكن بناءُ الدولة ومؤسساتِهَا إلّا بدءاً برأسها وبانتخاب رئيسها.

وإلى هاجس انتخاب الرئيس الذي يشغل بال اللبنانيين، فإنّ الأمن بقي في الواجهة مع الإعلان عن مداهمة للجيش اللبناني في بلدة مجدل عنجر، تمّ العثورُ خلالها على أسلحة وحزام ناسف بالتزامن مع تسجيل سلسلة حوادث أمنيّة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى