«الفكر العاملي» زار مطرانَي صور: لمراجعة دينية وسياسية شفّافة وجريئة
دعا رئيس «لقاء الفكر العاملي» السيد علي عبد اللطيف فضل الله المرجعيات الدينية والسياسية إلى «مراجعة نقدية ذاتية ووطنية شاملة على المستويات كافة لتحصين الوضع الديني والسياسي وحماية الاستقرار والتنوع اللبنانيين أمام هول الأخطار المحدقة بوطننا، وفي ظل الحديث عن عودة التهديد الإرهابي التكفيري وسعيه إلى تعويض خسائره في سورية والمنطقة من الساحة اللبنانية».
كلام السيد فضل الله جاء خلال جولة على مطرانَي صور للروم الملكيين الكاثوليك ميخائيل أبرص وللموارنة شكرالله نبيل الحاج يرافقه المسؤول الإعلامي للقاء الصحافي علي ضاحي وأعضاء اللجنة الإعلامية.
المحطة الأولى للوفد كانت في كاتدرائية مارتوما للروم الملكيين الكاثوليك، حيث كان في استقباله المتروبوليت أبرص ونائبه الأب أنطوان عمّار.
وأكد أبرص «أهمية حماية التنوع اللبناني لحماية الاستقرار مشيداً بالتعايش الإسلامي – المسيحي الحقيقي والفعلي الذي تعيشه منطقة الجنوب عموماً ومدينة صور وقضاؤها خصوصاً»، كما نوّه بـ «الانفتاح والاعتدال الذي يمثله خط المرجع المجدِّد السيد محمد حسين فضل الله والذي يسير على نهجه لقاء الفكر العاملي».
بدوره أسف فضل الله لـ «عدم كشف مصير مطراني حلب المخطوفين بولس اليازجي وحنّا إبراهيم رغم مرور ثلاثة أعوام ونيِّف على اختطافهما على أيدي الجماعات الإرهابية».
كما دان «الاستهداف الإجرامي الممنهج للمسيحيين ومقدساتهم في أماكن تواجدهم في سورية من قبل العصابات التكفيرية، التي تخدم في توجهاتها العدو الصهيوني الهادف إلى تهجير الأقليات من المسيحيين والعلويين وتفتيت المنطقة على أساس عرقي ومذهبي».
وختم فضل الله بإبداء رغبته في التعاون مع أبرص في شتى المجالات ولا سيما في المجال الإنساني والتنموي والمجتمع المدني.
سيدة البحار
وانتقل الوفد إلى دار مطرانيّة سيّدة البحار المارونية حيث كان في استقباله المطران الحاج وعدد من الكهنة والشمامسة.
وتحدث الحاج عن «أهمية الحوار في حلّ الخلافات السياسية»، داعياً إلى «إجراء الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت لأن الشغور الرئاسي يعقِّد الأوضاع وينتقص من الدولة ومؤسساتها ويُفقد ثقة المواطن بهما». ورأى أن «التعايش بين الطوائف على أسس وطنية يعزِّز الوحدة والتنوع».
من جهته أبدى فضل الله «رغبته في التعاون والشراكة مع المؤسسات والجمعيات التابعة للرهبنة المارونية والمنتشرة في الجنوب المحرر، لما فيه من فائدة لتثبيت الجنوبيين في أرضهم وعلى تنوع طوائفهم ومذاهبهم».
«مجموعة يا صور»
وختم الوفد جولته بزيارة «مجموعة يا صور الإعلامية والاجتماعية» حيث أبدى رئيسها هيثم شعبان رغبته في التعاون المشترك بين المجموعة واللقاء «لما فيه خير ومصلحة المدينة ومجتمعها المدني وعنصرها الشاب»، بينما شدّد فضل الله على «ضرورة الإصغاء الجاد لمطالب الشباب وهمومهم وهواجسهم في ظل التحديات والصعوبات الجمّة التي يواجهها الوطن».