مطر: نعوّل على موقف المسلمين من مستقبل الشراكة

لفت رئيس أساقفة بيروت واللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر إلى أنّ تهجير المسيحيين يتعلق بـ»مستقبل العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين، لا في لبنان فحسب بل في العالم العربي والإسلامي كله».

وخلال ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام عقدت أمس بعنوان «لقاء تضامني مع مسيحيي الموصل عرض لحقيقة ما يحصل من تهجير للمسيحيين»، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، قال مطر: «إن كانت بعض الفئات المتطرفة تقوم بمثل هذه الأعمال التي لا يرضاها إنسان، فإننا نعول الكثير الكثير على الإخوة المسلمين جميعاً في العالم العربي والعالم الإسلامي ليقولوا كلمتهم الفصل في هذا الموضوع ويكون لهم موقف من مستقبل هذه الشراكة التي نعول عليها جميعاً». وأضاف: «إنّ هؤلاء المسيحيين الذين هجروا من سهل نينوى بعد الموصل وبخاصة أهل قاراقوش وأنقوش، هم عراقيون منذ مئات السنين، بل منذ ألفي سنة، نحن هناك في بلاد ما بين النهرين، هي أرضهم وهو ترابهم وهم ساهموا في الحضارة الإسلامية والعربية ونقلوا التراث الإسلامي المسيحي والعالمي إلى العربية».

السماك

بدوره، اعتبر الأمين العام للجنة الوطنية الإسلامية-المسيحية للحوار محمد السماك «أنّ الجريمة التي تعرض لها مسيحيو العراق معروف من ارتكبها، وكيف ارتكبها ولماذا، ولذلك يجب أن يحاسب وأن يعاقب، خصوصاً أنها جريمة ضدّ الإنسانية بما تتضمنه من اعتداء على حرمة الحياة وعلى قدسية الدين وحرية الاعتقاد». سائلاً: «من هو صاحب سلطة المحاسبة؟ ومن يملك الحق في المعاقبة؟».

واعتبر مطر أنه «لا بد من مساعدة مسيحيي العراق على استعادة ما سلب منهم عبر تأصيلهم وتجذيرهم في وطنهم وبكسر اليد التي آذتهم»، لافتاً إلى «أنّ للإسلام مصلحة أساسية وجوهرية في التصدي للتطرف المتمثل في الحركة الداعشية بسلوكها الإرهابي وفي تثبيت أقدام المسيحية في عقر دارها من حيث أشرقت قبل الإسلام بقرون».

شهاب

وقال الأمين العام الثاني للجنة حارث شهاب: «لن نسمح بأن يقتلع المسيحيون المشرقيون من أرض أجدادهم ليصبحوا ضحايا مشروع تهجير شامل، تمهيداً لتحويلهم إلى لاجئين جدد وتذويبهم في الخارج، وتغيير ديموغرافيا العالم العربي وتفتيته، وعلينا أن نعمل يداً بيد للحؤول دون تحقيق هذه المآرب الصهيونية».

أبو كسم

وسأل مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم: «هل أنّ المسيحيين المشرقيين في خطر؟ إلى أين مسيحيو العراق؟ هل سيعودون يوماً إلى الموصل، إلى أرضهم وبيوتهم وتراثهم أم أنهم سيهاجرون إلى أراضي الله الواسعة؟». وأضاف: «هل هذا يكفي لبلسمة الجراح ومعالجة هذه القضية الكبرى والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا بعد؟ ماذا عن مسيحيي سورية ولبنان وفلسطين ومصر؟ هل هم أيضاً في صميم مشروع الشرق الأوسط الجديد؟ ماذا يجب أن نفعل لمواجهة ما يحدث وما يتعرض له المسيحيون؟».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى