الكرملين يحذِّر ألمانيا من الدخول في مواجهة

أعرّب الكرملين عن قلقه من تعديلات أجرتها ألمانيا على عقيدتها الدفاعية، بما في ذلك إدراج روسيا على قائمة الخصوم.

وقال دميتري بيسكوف، الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي، أمس، إنّه إذا تأكدت صحة التسريبات عن مضمون التعديلات الجديدة على العقيدة الدفاعية، فإنّه أمر مثير للأسف والقلق في آن واحد.

وتابع أنّه إذا كانت المعلومات التي نقلتها صحيفة «دي فيلت» الألمانية صحيحة، فإنّ هذه التعديلات على العقيدة الدفاعية المعروفة بـ «الكتاب الأبيض»، تدل على عدم التفهم المطلق لجوهر مواقف موسكو والتي لا ترمي إلى المواجهة إنّما إلى خلق جو من التعاون متبادل المنفعة في القارة الأوروبية.

وحذّر المسؤول من أنّ مثل هذا الموقف الألماني قد يؤدي إلى خطوات ما تطلق دوامة المواجهة، ولا يمكنه أن يصب بأيّ شكل من الأشكال في تعزيز العلاقات متبادلة الثقة والتعاون الكامل.

وكانت «دي فيلت» قد ذكرت أنّ الحكومة الألمانية تخطط لإدخال تعديلات محورية، بما فيها في الشأن الروسي، في «الكتاب الأبيض» الوثيقة الخاصة بسياسة الدولة في مجال الأمن القومي ، وذلك لأول مرة منذ العام 2006.

ويُعتقد مؤلفو «الكتاب الأبيض»، حسب الصحيفة، أنّ «موسكو تمرر مصالحها عن طريق القوة، وتغير الحدود التي يضمنها القانون الدولي، وبذلك تمثل تهديداً للنظام في أوروبا الذي تشكل بعد انتهاء الحرب الباردة».

في غضون ذلك، أفادت وكالة «تاس» الروسية، بانطلاق مناورات « Anakonda-16» لقوات حلف شمال الأطلسي في بولندا، وهي أكبر تدريبات في تاريخ البلاد. ونقلت وزارة الدفاع البولندية أنّ هذه التدريبات ستشهد رقماً قياسياً من حيث عدد الدول والعسكريين المشاركين فيها، وأنّ الجزء العملي منها سيبدأ اليوم الثلاثاء، بمشاركة نحو 31 ألف عسكري من 24 دولة، بمن فهم 12 ألفاً من بولندا، و10 آلاف من الولايات المتحدة، إضافة إلى ألف جندي بريطاني، سيشاركون في هذه المناورات التي ستجرى في جميع حقول الرماية البولندية.

بالإضافة إلى ذلك، ستشارك في مناورات «Anakonda-16» نحو 3 آلاف آلية عسكرية، بما في ذلك دبابات وناقلات جنود مدرعة، وأكثر من 100 طائرة ومروحية، إضافة إلى 12 سفينة حربية.

وبحسب الدفاع البولندية، فإنّ «الهدف من هذه التدريبات هو تعزيز تعاون الوحدات والقيادات التحالفية والوطنية في إطار عملية دفاعية موحدة في ظروف ظهور تهديدات مختلطة».

ويخطط، في إطار مناورات «Anakonda-16» الكبرى، لإجراء مناورة بعنوان «Swift Response»، يتم خلالها نقل عسكريين أميركيين إلى أوروبا. ومن المفترض أن العسكريين الأميركيين، من ولاية ساوث كارولينا، سيتم إنزالهم في حقول رماية بولندية، وسينفذون مهامهم في بولندا والدول المجاورة.

وفي سياق متصل، وتزامناً مع تدريبات «Anakonda-16»، ستجرى مناورتان تحت اسم «Saber Strike» و»Baltops». وتهدف الأولى منهما إلى إتقان عمل خاص بنقل المعدات العسكرية والأفراد عبّر ألمانيا وبولندا إلى دول بحر البلطيق ورومانيا وبلغاريا. أما «Baltops» فترمي إلى تحسين عمل إنزال مشاة البحرية على الشواطئ البولندية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى