بروح رياضية الأكثرية… ليست دائماً على حق

إبراهيم موسى وزنه

وكأنه كتب على لعبة كرة السلة في لبنان أن تعيش في دوامة من المشاكل والهواجس نتيجة الاختلاف الدائم في وجهات النظر بين أهلها الاتحاد والأندية واللاعبون ، وآخرها، تلك الناتجة من رغبة تسعة أندية باعتماد ثلاثة لاعبين أجانب مع فرقها على أرض الملعب.

وهنا لا بدّ من لفت النظر الى أنّ سياسة التعنّت و«النكايات» الضيّقة السائدة هي التي دفعت البعض إلى أن يعمل ضدّ قناعاته لجهة المطالبة بتغيير أنظمة البطولة المحلية التي سبق أن أوصلتنا إلى مونديال السلة العالمي لثلاث مرات.

عجيب أمر هؤلاء الذين قلّما خلا موسم من سماع صرخاتهم المستنجدة بدعم من هنا أو إعلان من هناك، والجدير ذكره في هذا السياق أنّ هناك أندية سبق أن انسحبت من الساحة السلّوية لعدم قدرتها على تأمين موازنة المشاركة! وربما غاب عن البال أيضاً أن غالبية الأندية الرياضية في لبنان تشارك في البطولات من منطلق المبادارات الفردية المتأتية من أشخاص متموّلين وصِفوا تارة بالمغاوير وأخرى بالمجانين، وبناء عليه، تعلّقت مصائر الأندية في بلدنا بجيوب المتموّلين وأمزجتهم.

وبالعودة إلى الصراخ القائم حول اللاعبين الأجانب، فحسناً فعل الاتحاد اللبناني لكرة السلة بردّ طلب الأندية التسعة، والثناء ينسحب على وقفة اللاعبين المطالبة بعدم رفع عدد الأجانب لما في ذلك من انعكاسات سلبية على وضع اللاعب المحلي وارتداد الأمر سلباً على المستوى الفني للمنتخب الوطني.

إزاء ذلك يتوجّب على اللاعبين المحليين خفض سقوف مطالبهم المادية العقود والرواتب والمكافآت ، إذ تجاوزت في بعض الحالات تكلفة أحدهم على الأجنبي!

وتعود بنا الذاكرة إلى حقبة التسعينات وما تلاها، وتحديداً إلى الاجتماع الذي توافقت فيه الأندية والخبراء والمدرّبين على ضرورة إعطاء الفرصة أمام مشاركة الواعدين من المحليّين على حساب إنقاص عدد الأجانب على أرض الملعب، وللتذكير فإنّ بعض الدول العربية تمنع مشاركة أيّ أجنبي في بطولاتها، وهذا «البعض» عدل عن رأيه لاحقاًً على أمل رفع مستوى المنافسة في بطولاته المحلية.

ختاماً، وبما أننا تابعنا أجمل مواسمنا وإنجازاتنا السلّوية في السنوات الماضية، فلا داعي لتغيير المشهد طالما أنّ معطياته ونتائجه جاءت إيجابية. وبالمناسبة، ليس من الضروري أن تكون الأكثرية محقّة في ما تطالب به، فلطالما كان أهل الحق والمنطق أقلية، والتاريخ حافل بأحداث ومواقف تؤكّد ما نقوله. لذلك نرى أنّ النادي الرياضي على حق و»التسعة» الآخرون يغرّدون خارج السرب.

صحافي وناقد رياضي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى