الجيش السوري يحرّر المليحة ويصدّ محاولة تسلّل إلى حقل الشاعر
بعد فترة طويلة من الركود السياسي على الساحة السورية، وفي غياب أي تطورات على الصعيد الدبلوماسي الدولي في شأن استئناف أي محادثات جديدة بين الحكومة السورية وفصائل المعارضة بعد تعيين ستيفان دي ميستورا مبعوثاً أممياً جديداً خلفاً للمستقيل الأخضر الإبراهيمي، جاء تحرير المليحة يوم أمس من قبل وحدات الجيش السوري والقوات الرديفة ليشكل تطوراً ميدانياً نوعياً في ميدان المعارك المحيطة بالعاصمة دمشق.
فقد تمكنت أمس وحدات الجيش السوري مدعومة بوحدات من القوات الرديفة من فرض سيطرتها بشكل كامل على مدينة المليحة الاستراتيجية في الغوطة الشرقية بعد أكثر من خمسة أشهر على انطلاق العمليات العسكرية فيها وبعد شهرين على حصار مطبق فرضه الجيش على الحي الشمالي للمدينة، حيث تجمع فيه أكثر من 500 مسلح يتبعون لـ«جيش الإسلام» و «جبهة النصرة».
وتأتي سيطرة الجيش السوري على المليحة بعد أشهر من الاشتباكات العنيفة، التي تمكن الجيش من خلالها من قتل أعداد كبيرة من المسلحين عن طريق ضرب أرتال إمدادهم القادمة من بلدات وقرى الغوطة، أو من خلال تجميعهم في المدينة واستهدافهم إما عن طريق الكمائن أو المدفعية والطيران، ما أضعف وجودهم بشكل عام داخل الغوطة الشرقية لدمشق.
وتكمن أهمية المليحة في كونها بوابة الغوطة ومدخلها الرئيسي من ناحية طريق المطار الدولي، وبسقوطها عسكرياً بيد الجيش السوري سيسمح ذلك بفتح معارك أخرى «زبدين – جسرين – كفر بطنا» قد تكون بدايتها مقدمة لانهيار جسم المسلحين المحاصر داخل الغوطة امتداداً لمدينة دوما.
وفي بيان لها، قالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية: «إن وحدات من الجيش بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية أنجزت اليوم مهامها في إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة المليحة والمزارع المحيطة بها في الغوطة الشرقية بريف دمشق بعد سلسلة من العمليات النوعية الحاسمة قضت فيها على أعداد كبيرة من الإرهابيين التكفيريين المرتزقة الذين تحصنوا في المدينة واتخذوا منها مقراً لأعمالهم الإرهابية».
وأضافت القيادة في بيانها: «إنه بالسيطرة على مدينة المليحة يكون الجيش العربي السوري قد ضيق الخناق على ما تبقى من بؤر إرهابية في الغوطة الشرقية وأمن قاعدة ارتكاز وانطلاق للإجهاز عليها».
وقد تابعت وحدات أخرى من الجيش السوري عملياتها العسكرية في حي جوبر في محيط العاصمة، واستهدفت تجمعات للمسلحين في مناطق خان الشيح وسعسع ومفرق حسنة بريف دمشق.
وصدت وحدات الجيش السوري محاولة مسلحين التسلل إلى حقل الشاعر النفطي بريف حمص ودمرت لهم ثلاث سيارات مزودة برشاشات ثقيلة بمن فيها، فيما استهدفت وحدات أخرى مسلحين في حي الوعر وقرى تلدو وكفرلاها والناصرية وبرج قاعي في الحولة وفي أبو قاطور وأبو طراحة وأبو لية وأبو جريص وأم الريش والشنداخية والشيحة بريف حمص الشرقي، وتلدهب بريف الحولة وفي حرش كيسين وعلى طريق الفرحانية أم شرشوح، ووادي الكهف بريف القصير.
وفي حلب استهدف الجيش مسلحين في المنطقة الحرة وأم القرى وعبلة والبوشة والسحارة والإنذارات وباب الحديد وحي الصاخور والمنصورة والسكن الشبابي ومزارع الملاح والليرمون وحريتان وساحة النعناعي ومحيط دوار الصالحين.
وفي درعا تمكن الجيش من قتل عدد من المسلحين وتدمير تحصيناتهم في شمال غربي الجمرك القديم وغربي خزان السعلية بضاحية اليرموك ومحيط خزان أم الدرج بدرعا البلد، وإنخل وخربة المطوق وتل المطوق الكبير بريف المدينة، في حين استهدفت وحدات الجيش المنتشرة في ريف القنيطرة من قتل مسلحين في مناطق أم باطنة ورسم الخوالد وممتنة والصمدانية الشرقية.