ميقاتي: لبنان بحاجة إلى كلام معتدل
حذّر الرئيس نجيب ميقاتي من أنّ الكلام الاستفزازي لا يمكن أن يؤدّي إلّا إلى المزيد من الخراب والشرذمة.
كلام ميقاتي جاء بعد زيارته أمس مُفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى لتهنئته بحلول شهر رمضان، وقال ميقاتي: «زيارة صاحب السماحة طبيعية لتقديم التهانئ له لمناسبة حلول الشهر الفضيل، وقد ثمّنت مواقف صاحب السماحة، وتمنّيت عليه المضيّ في الخطاب الوسطي المعتدل والمقبول من جميع اللبنانيين، وهذا الكلام هو محل تقديرنا جميعاً».
وأشار أنّ «لبنان بحاجة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، إلى كلام معتدل لا يكون عالي النبرة أو يشكل تحدّياً لأحد، لأنّ الكلام الاستفزازي لا يمكن أن يؤدّي إلّا إلى المزيد من الخراب والشرذمة». و أضاف: «نعلم جميعاً أنّ الدولة والكيان في خطر اليوم، ونحن في أشدّ الحاجة إلى الكلام الذي يجمع وليس الكلام الذي يفرِّق».
وردّاً على سؤال عمّا أوردته جريدة « الأخبار»، قال: «لقد صدر عن مكتبي بيان نفي لهذا الكلام ، ويعلم القاصي والداني أنّني لست من هواة الدخول في سجالات أو يُطلق هكذا كلام من دون أدلة ثابتة».
كما استقبل دريان وفداً من «حركة الناصريين المستقلين – المرابطون» برئاسة العميد مصطفى حمدان، الذي قال بعد اللقاء: «تشرّفنا بلقاء سماحته، وتوجّهنا إليه بالمعايدة بحلول شهر رمضان الكريم، وثمنّا عالياً الكلمة التي وجّهها إلى المسلمين في بداية شهر رمضان، وعلى الجميع أن يستمعوا جيداً إلى سماحته، خصوصاً أنّ هذه الكلمة تدعو إلى الوحدة ولمّ الشمل والتوجّه الصحيح من أجل أن نحافظ على وطننا اللبناني ونبقى أسياداً في هذا الوطن، لا تابعين إلى أيّة جهة كانت، وبالطبع نحن أكّدنا لسماحته أنّنا سنسعى دائماً إلى أن نكون مصدر خير، ومصدر جمع الكلمة الواحدة سواء على الصعيد الإسلامي أو على الصعيد الوطني، واليوم يتعرّض لبنان للكثير من الأخطار التي قد تؤثّر عليه بوجوده وكينونته، لذلك على الجميع أن يتحلّوا بالحكمة والمسؤولية من أجل أن نستطيع أن نصمد في وجه هذه المرحلة، خصوصاً إذا ما وقعنا في فخّ الإشاعات وما يُحكى عن أنّ هناك تقسيماً، وأنّ هناك انهيارات في بعض الأحزاب والقوى. نحن ندعو الجميع إلى أن يتخلّوا عن هذه الإشاعات، لأنّ الوحدة هي الحافظ لوطننا لبنان».
وعلى الصعيد العربي، أكّد أنذ مصر «لا بُدّ أن تأخذ دورها في جمع شمل العرب، وتكون هي الحافظ للأمن القومي العربي، ونحن ندعو أهلنا المصريين والقيادة المصرية إلى مكافحة هؤلاء الإرهابيّين، والتدخّل في مكافحة الإرهاب ليس فقط على صعيد مصر، وإنّما على صعيد أمتنا العربية».
كما التقى دريان وفداً من حركة «حماس» برئاسة ممثّل الحركة في لبنان علي بركة، الذي قال بعد اللقاء: «تشرّفنا بزيارة سماحته، وقدّمنا له التهاني بحلول شهر رمضان المبارك، ونقلنا له تحيات وتهانئ قيادة حركة حماس وعلى رأسها الأخ المجاهد خالد مشعل، كما قمنا بإطلاعه على آخر مستجدّات القضية الفلسطينية، وخصوصاً ملف المصالحة الفلسطينية، إذ سيُعقد لقاء في 8 رمضان في الدوحة بين وفدين قياديّين من حركتي حماس وفتح، ونأمل أن تُثمر هذه الجهود في تحقيق المصالحة الفلسطينية وتكون هدية للشعب الفلسطيني في هذا الشهر المبارك، وقبل عيد الفطر. كذلك تحدّثنا عمّا يجري في القدس والاقتحامات الصهيونية المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك ودور الأمة الإسلامية في الدفاع عن الأقصى والقدس، خصوصاً في ظل تعنّت حكومة نتنياهو واستمرارها في اقتحامات الأقصى، وتنفيذ مخطط التقسيم وبناء المزيد من المستوطنات في الضفة الغربية».
أضاف: «كذلك توقّفنا عند الأوضاع في لبنان وخصوصاً المخيمات الفلسطينية، وأكّدنا حرصنا على وحدة الموقف الفلسطيني في لبنان، وحماية المخيمات ومنع أيّة اهتزازات أمنيّة فيها، ومنع استخدامها من أيّة جهة كانت لضرب استقرار لبنان، وأكّدنا أنّنا حُرصاء على الأمن والاستقرار في لبنان لأنّنا نعتبر أنّ استقرار لبنان هو قوة للقضية الفلسطينية، وكذلك نحن حرصاء على العلاقات الأخوية اللبنانية – الفلسطينية».
كذلك استقبل دريان أعضاء اللجنة الإدارية والمالية في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى برئاسة رئيس اللجنة بسام برغوت، مهنّئين بحلول شهر رمضان.
والتقى أيضاً الهيئة الإدارية للجمعية الإسلامية للتخصّص العلمي والتوجيه في لبنان.