غصن: الحوار الاجتماعي أقصر الطرق للتصدي لمشكلاتنا الاقتصادية
اعتبر الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن أنّ الاقتصاد العالمي «بات اليوم في قبضة الشركات العابرة للقارات، ما أفقد الكثير من بلدان العالم السيادة على أرضها والسيطرة على اقتصادِها، وأدى إلى المزيد من الاضطرابات الاجتماعية والمخاطر الأمنية، حيث بات السلم الأهلي مهدّداً في كلِ مكان».
وقال غصن في كلمة ألقاها خلال مؤتمر العمل الدولي في جنيف: «نحن اليوم أشدَّ إلحاحاً من أيِ وقتٍ مضى، للدعوة إلى حوار اجتماعي ثلاثي الأطراف هو أقصر الطرق للتصدي لمشكلاتنا الاقتصادية درءاً لانفجار اجتماعي لا تُحمد عقباه».
أضاف: «إنّ عالماً يشيحُ النظر عن ارتفاع معدلات البطالة ويطمر الرأس عن رؤية ازدياد نِسب الفقر، عالماً لا يسعى إلى العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة، واقتصاداً ينمو على حساب التنمية الاجتماعية، وسلاسل توريدٍ تسعى إلى جنيِ الربح الوفير وتكريسِ الأموال على حساب عرق العمال وتعبِهِم، عالماً لا يقيمُ وزناً للعمل اللائق والأجر العادل ويُمارس أسوأ أشكال عمل الأطفال، عالماً من دون معايير تضمن الحقوق والحريات النقابية، هو عالم لا يمكن أن يُحقّق العدل ويضمن الاستقرار ويدرك السلام الذي تسعى إليه منظمة العمل الدولية».
وتابع: «من هنا وانطلاقاً مما تقدّم، نحن في الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي من صلبه الاتحاد العمالي العام في لبنان، عقدنا العزم ورصَصنا الصف وصوّبنا البوصَلة وحدّدنا الأهداف، فأقمنا مؤتمرنا الثالث عشر في منتصف أيار من هذا العام في شرم الشيخ في مصر في حضور كثيف ليشهدوا على شفافيةِ انتخابات الأمين العام وديمقراطيتها وهي انطلاقة جديدة لعلاقات أراها رصينة وقوية مع منظمات ذات أهداف مشتركة وعلى رأسها منظمة العمل الدولية والإلتفاف حول هذه الأهداف الواضحة التوجّه في السعي من أجل العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وفق معايير ومبادئ منظمة العمل الدولية وأهدافَها السامية وانتصاراً للحقوق والحريات النقابية والحق في التنظيم على أسس الديموقراطية والاستقلال»، لافتاً إلى «أنّ التعاون مع هذه المنظمة الواسعة الرؤية الغنية بالأفكار التي تخدم البشرية وتُحقّق العدالة والمساواة في عالمٍ تعجُّ به المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي انعكست على عالم العمل فزادته ضيقاً وألماً، ما دفعنا إلى استرجاع الدور الريادي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب من أجل تحقيق تطلعاته الوطنية والقومية وتقوية تلاحُم عمالِهِ في الكفاح من أجل مواجهة الأخطار المهدِّدة لأهدافِهِم وطموحاتِهِم المستقبلية ووضع الحجر الأساس لوحدة الأمة العربية إنطلاقاً من وحدة الحركة النقابية».
وختم: «إنني من موقعي كأمين عام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، أفتح الذراع لكلّ الشركاء الاجتماعيين الذين تجمعنا معهم قضايا ومبادئ وأهداف مشتركة تحت مظلة منظمة العمل الدولية، من أجل العدالة والسلام».