«داعش» يتقهقر… ويهدّد أوروبا بالنووي!
ميدانياً، يتقدّم الجيش العربي السوري مدعوماً من حلفائه، مسطّراً انتصارات عدّة على تنظيم «داعش» الإرهابي الذي يتعرّض أيضاً لخسائر فادحة في مدينة الفلوجة العراقية.
لكن التنظيم يحاول اعتماد معادلة الهجوم خير وسيلة للدفاع، إذ انتشرت معلومات عن نيّة التنظيم مهاجمة البلدان الأوروبية بقنابل قذرة، وأيضاً عن نيّته تدمير الأهرامات في مصر.
وفي سياق تقهقر قوات «داعش»، نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية تقريراً تطرّقت فيه إلى أوضاع الشرق الأوسط غير المستقرة، وإلى فرار عددٍ من مسلّحي «داعش» من جبهات القتال، مشيرة إلى أن هذا يعني نهاية «دولة الخلافة». وقالت إنّ الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط تبقى غير مستقرة. ففي تركيا وقعت عملية إرهابية جديدة، وفي العراق تستمر المعارك لتحرير مدينة الفلوجة التي يتخندق فيها «المجاهدون»، وفي سورية دخلت القوات الحكومية محافظة الرقة، وتستعد لاقتحام إحدى «عاصمتي داعش». ولكن وسائل الإعلام الغربية تشير إلى أن «داعش» يتكبد خسائر كبيرة ليس فقط في جبهات القتال، بل نتيجة الفرار الجماعي لمسلحيه.
وتفيد صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، استناداً إلى ممثلي ستّ سفارات في تركيا، بأن مسلّحي «داعش»، خوفاً من الانتصارات التي تحققها القوات الحكومية، وخيبة آمالهم بـ«دولة الخلافة»، يفرّون على شكل مجموعات من صفوف «داعش». وتشير الصحيفة إلى أن هؤلاء يتوجهون إلى سفارات وقنصليات بلدانهم في أنقرة واسطنبول لإصدار جوازات سفر جديدة بدلاً من جوازاتهم «المفقودة» أو «المسروقة» وإعادتهم إلى بلدانهم. فبلغ مثلاً عدد الفرنسيين الذين طلبوا المساعدة من السفارة الفرنسية حوالى 150 شخصاً، والأمر نفسه يفعله مواطنو دول أوروبية أخرى.
إلى ذلك، حذّر خبراء في مجال انتشار الأسلحة النووية من خطر وقوع هجوم إرهابي باستخدام المواد النووية في أعلى درجاته منذ نهاية الحرب الباردة، مع سعي تنظيم «داعش» الحثيث للحصول على أسلحة الدمار الشامل. وأشارت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إلى أن التحذير الصادر عن هذه المنظمة البحثية يأتي وسط مخاوف عميقة من أن «الجهاديين» سيحاولون تنفيذ فظائع خلال البطولة الأوروبية لكرة القدم 2016 الوشيكة في فرنسا. وقال رئيس «منتدى لوكسمبورغ الدولي» موشيه كانتور إن محاولات التنظيم السابقة الموثقة للوصول إلى محطة طاقة نووية في بلجيكا، دليل على نيّتهم.
في حين نقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية مقطعاً من فيديو يُظهر تفجير معبد «نابو» الأثري في مدينة النمرود القديمة في العراق، وتوعّد تنظيم «داعش» خلاله بتفجير الأهرامات المصرية.
«نيزافيسيمايا غازيتا»: «داعش» يتبدّد أمام الأنظار
تطرّقت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية إلى أوضاع الشرق الأوسط غير المستقرة، وإلى فرار عددٍ من مسلّحي «داعش» من جبهات القتال، مشيرة إلى أن هذا يعني نهاية «دولة الخلافة».
وجاء في المقال: الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط تبقى غير مستقرة. ففي تركيا وقعت عملية إرهابية جديدة، وفي العراق تستمر المعارك لتحرير مدينة الفلوجة التي يتخندق فيها «المجاهدون»، وفي سورية دخلت القوات الحكومية محافظة الرقة، وتستعد لاقتحام إحدى «عاصمتي داعش». ولكن وسائل الإعلام الغربية تشير إلى أن «داعش» يتكبد خسائر كبيرة ليس فقط في جبهات القتال، بل نتيجة الفرار الجماعي لمسلحيه. في هذه الأثناء، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية الإرهابية، التي وقعت في اسطنبول، وأودت بحياة أكثر من عشرة أشخاص وجرح عدد آخر، رغم أن الأجهزة الأمنية التركية تتهم الأكراد بتنفيذها.
وإذا كانت تركيا تدرج الأكراد في قائمة الإرهابيين، فإنهم في سورية يشكلون إحدى القوى المدعومة دولياً لأنهم يحاربون «داعش» بنجاح. وهم بالذات يشكلون العمود الفقري لاتحاد الميليشيات السورية التي بدأت في الأسبوع الماضي هجومها على مدينة الرقة. ويضم اتحاد «القوى الديمقراطية السورية» فصائل كردية وعربية.
وأكثر من هذا، فدمشق تتهم تركيا بدعمها المجموعات الإرهابية التي تقاتل في سورية. وقد وعد الرئيس السوري بشار الأسد بوقف أردوغان الذي ينوي الاستيلاء على حلب وتنفيذ مشروعه الإسلامي. وقال في خطابه أمام نواب مجلس الشعب إن حلب ستكون مقبرة لأحلام هذا السفّاح. ويذكر أن القوات الحكومية سيطرت على مركز مواصلات استراتيجي في محافظة الرقة.
أما في العراق، وكما تشير صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، فإن وضع «داعش» أفضل بعض الشيء حيث تحاصر القوات العراقية الفلوجة وتستعد لاقتحامها. ويحتمل وجود حوالى 50 ألف مواطن مدنيّ في الفلوجة حالياً، بينهم 20 ألف طفل، والذين يستخدمهم جميعاً مسلحو «داعش» دروعاً بشرية. ويحاول سكان المدينة من جانبهم الخروج من المدينة، بواسطة قوارب بدائية وطوافات عبر نهر الفرات، خوفاً من المعارك المرتقبة، لكن بعضهم يغرق في مياهه.
وتفيد صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، استناداً إلى ممثلي ستّ سفارات في تركيا، بأن مسلّحي «داعش»، خوفاً من الانتصارات التي تحققها القوات الحكومية، وخيبة آمالهم بـ«دولة الخلافة»، يفرّون على شكل مجموعات من صفوف «داعش». وتشير الصحيفة إلى أن هؤلاء يتوجهون إلى سفارات وقنصليات بلدانهم في أنقرة واسطنبول لإصدار جوازات سفر جديدة بدلاً من جوازاتهم «المفقودة» أو «المسروقة» وإعادتهم إلى بلدانهم. فبلغ مثلاً عدد الفرنسيين الذين طلبوا المساعدة من السفارة الفرنسية حوالى 150 شخصاً، والأمر نفسه يفعله مواطنو دول أوروبية أخرى.
في حين أن الأجهزة الأمنية التركية تعتقل هؤلاء وتستجوبهم، ولن يتم تسليمهم إلى سفارات بلدانهم قبل مضي شهر على اعتقالهم.
ويشير الخبراء إلى أن هؤلاء تستقبلهم بلدانهم ببرود. وفي هذا الصدد، تقول بولينا زيمسكوفا، أستاذة القانون الدولي في الجامعة الروسية للعلوم الإنسانية، إن التشريعات القانونية تنظر في هذه البلدان المسؤولية الجنائية عن المشاركة في المنظمات الإرهابية. وإذا لم يخضع هؤلاء لإجراءات خاصة، فإنهم سيحالون إلى القضاء. ومن الممكن أن يؤخذ فرارهم من «داعش» وندمهم وتعاونهم مع الجهات الأمنية بالاعتبار في تخفيف العقوبات التي يستحقونها.
وتضيف زيمسكوفا أن إثبات جرمهم هو من مسؤولية هيئات معينة مثل الاستخبارات، التي يجب أن تكون لديها معلومات عن مواطني بلدانهم، وعن تنقلات الذين قرروا الانضمام إلى المنظمات المحظورة.
من جانبها، تشير وكالة «فارس» الإيرانية إلى أن من الممكن مع ذلك أن يكون بين الأشخاص الفارين مجرمون حقيقيون، خصوصاً أن «داعش» بدأ يُعدّ الانتحاريين لهجمات بأسلحة كيماوية في مختلف بلدان العالم.
ويذكر أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية كانت قد حذّرت في أيار الماضي عن وجود مؤشرات مقلقة للغاية، إلى أن «داعش» يصنع أسلحة كيماوية بنفسه، حيث استخدمه في ضواحي حلب في نيسان وتسبب بوفاة 23 شخصاً وإصابة أكثر من مئة بأضرار.
«إندبندنت»: مخاوف من هجوم نووي يشنّه «داعش» في أوروبا
حذّر خبراء في مجال انتشار الأسلحة النووية من خطر وقوع هجوم إرهابي باستخدام المواد النووية في أعلى درجاته منذ نهاية الحرب الباردة، مع سعي تنظيم «داعش» الحثيث للحصول على أسلحة الدمار الشامل.
وقال رئيس «منتدى لوكسمبورغ الدولي» موشيه كانتور إن التنظيم قد نفّذ بالفعل عدة هجمات بأسلحة كيماوية في سورية، ونحن نعلم أنه يريد الذهاب أبعد من ذلك بتنفيذ هجوم نووي في قلب أوروبا. ونظراً إلى ضعف مستويات الأمن في مجموعة من مراكز الأبحاث النووية في الاتحاد السوفياتي السابق، فهذا يعني أن مؤشر الخطر مرتفع من هجوم محتمل بقنبلة قذرة على إحدى العواصم الغربية.
وأشارت صحيفة «إندبندنت» البريطانية إلى أن التحذير الصادر عن هذه المنظمة البحثية يأتي وسط مخاوف عميقة من أن «الجهاديين» سيحاولون تنفيذ فظائع خلال البطولة الأوروبية لكرة القدم 2016 الوشيكة في فرنسا.
وقال كانتور إن محاولات التنظيم السابقة الموثقة للوصول إلى محطة طاقة نووية في بلجيكا، دليل على نيّتهم.
وعلى هامش المعارك الدائرة ضدّ تنظيم «داعش» في سورية والعراق، نشرت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية أن عدداً متنامياً من المقاتلين الغربيين المتذمرين في صفوف التنظيم يناشدون حكوماتهم مساعدتهم في العودة إلى الوطن.
وأشار دبلوماسيون غربيون إلى أن تزايد حدة القتال حول معاقل التنظيم، والخسائر الكبيرة في الأراضي التي تحت سيطرته، جعلت «الجهاديين» الأجانب يحاولون الانشقاق بأعداد كبيرة.
وقالوا إن أكثر من 150 شخصاً من ست دول اتصلوا ببعثاتهم في تركيا ـ نظراً إلى قربها من الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم في سورية والعراق ـ خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأضاف الدبلوماسيون أنهم تلقوا مكالمات سرّية من داخل مدينة الرقة السورية، إضافة إلى رسائل تطلب المساعدة كتبت على قصاصات ورق.
ويعتقد أن نحو 1700 «جهادي فرنسي» قد عادوا إلى الوطن من سورية والعراق منذ عام 2012. وقد سجلت بريطانيا وألمانيا عودة نحو ثمانمئة، وهو ما يعتبر مصدر قلق كبير لوكالات الاستخبارات الأوروبية.
«ديلي ميل»: «داعش» يتوعد بتفجير الأهرامات في مصر
توعد تنظيم «داعش» بتفجير الأهرامات المصرية، بعد نشر مقطع فيديو يظهر تفجير معبد «نابو» الأثري في مدينة النمرود القديمة في العراق، والذي يبلغ عمره 2500 سنة.
ونقلت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية مقطعاً من فيديو التفجير، وتظهر في المقطع الأخير منه، صورة للهرم الأكبر في الجيزة، مع تعهد بتفجير المواقع الأثرية «التي بناها الكفّار».
ولم يحدّد مقطع الفيديو التوقيت الذي نفّذ فيه «داعش» تفجير المعبد العراقي، بينما ظهرت في الفيديو أجزاء من المعبد والحوائط التي تحمل نقوشاً وعلامات أثرية قبيل تفجيره.
كما استعرض التنظيم الجرافات، متعهداً بتدمير بوابات أدد وماشكي في مدينة نينوى، قرب الموصل.
وهذه ليست المرة الأولى التي يهدّد فيها «داعش» بنسف الأهرامات، إذ سبق وتوعد زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي بهدم الأهرامات، وأبو الهول، بحجة أنها أصنام وتتعارض مع قيم العقيدة الإسلامية، على حد قوله.
ويعد معبد «نابو» الذي هدم، أحد أهم المعابد الأثرية العراقية، الذي كان مخصّصاً لعبادة إله الحكمة البابلي، كما أنه يعتبر واحداً من المعابد والرموز الأثرية العديدة التي دمرها «داعش» في سورية والعراق، وأشهرها آثار مدينة تدمر، التي حررها الجيش السوري مؤخراً.
«جونيس»: ألمانيا تتحمّل مسؤولية هجوم اسطنبول
حمّلت صحيفة «جونيس» التركية المقرّبة من الحكومة ألمانيا مسؤولية الهجوم التفجيري الذي أودى بحياة 11 شخصاً على الأقل الثلاثاء الفائت في اسطنبول.
وجاء عنوان الصحيفة في صفحتها الأولى «صُنع ألماني».
وكتبت الصحيفة أن ألمانيا لم تتحمل ردّ الفعل الصارم من تركيا على القرار «المخزي» الذي أصدره البرلمان الألماني بتصنيف المذابح التي ارتكبت بحق الأرمن إبان الدولة العثمانية على أنها «إبادة جماعية».
وأضافت الصحيفة: في حالة من الذعر عادت ألمانيا إلى العادات القديمة. جعلت المنظمات الإرهابية، التي تستخدمها كدمية متحركة، تنفذ هجوماً دموياً في اسطنبول… هكذا تعتقد تركيا.
وتعتبر صحيفة «جونيس» الموالية للحكومة والتي تصدر يومياً نحو 100 ألف نسخة من أكبر عشر صحف في تركيا إذا تم استثناء الصحف الرياضية.
وقتل 11 شخصاً في انفجار سيارة مفخخة استهدفت حافلة للشرطة. ولم تحمل الحكومة التركية حتى الآن مسؤولية الهجوم لأي جماعة إرهابية.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس إن وسائل الإعلام في ألمانيا «غير حرة» وإن الصحافة الروسية تخضع لتأثير «جماعات ضغط أرمينية»، وفقاً لمكتبه.
وتابع قائلاً إن الصحف الألمانية من مختلف ألوان الطيف السياسي نشرت كلها عناوين ضدّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في اليوم نفسه، قائلاً إن هذه «ليست مصادفة»، وفقاً لنسخة مكتوبة من مقابلة مع قناة «تي آر تي هابر» التركية أرسلها مكتبه.
وأضاف: كل شيء في ألمانيا منهجي، وهذا القرار تم طرحه في البرلمان الألماني عبر هذه المنهجية في إطار خطة.
«أرغومينتي إي فاكتي»: زيارة إلى الناس المهذبين
تناولت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» الروسية زيارة رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو إلى موسكو، مشيرة إلى أن خطوة «إسرائيل» تأتي في ظروف العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
وجاء في المقال: في ظل العزلة الكاملة لروسيا، بحسب ما يقول الرئيس الأميركي باراك أوباما، من الصعوبة تصوُّر أن يستغل أحد أقرب حلفاء واشنطن، وهي «إسرائيل»، هذه الظروف الاستثنائية لتعزيز العلاقات بين موسكو و«تل أبيب» ولكن هذا ما حصل فعلاً.
والمسألة هنا لا تكمن في الرغبة بـ«إغاظة» باراك أوباما شخصياً، والذي ينتقده «الإسرائيليون» لعدم تأييده حليفه في الشرق الأوسط، على الرغم من الجهود التي يبذلها اللوبي «الإسرائيلي» القوي في الولايات المتحدة.
فالسبب يكمن في العمليات العسكرية التي تنفّذها طائرات القوات الجو ـ فضائية الروسية في سورية، وعدم وجود تغير حاسم في المزاج في المنطقة، لا بل ظهور روسيا لاعباً فعالاً في المنطقة حيث أظهرت «إسرائيل» اهتمامها منذ الأيام الأولى بعمليات الطائرات الروسية التي دخلت الحرب ضدّ «داعش».
ومن الواضح أن «إسرائيل» تتقدم في هذا الاتجاه أسرع من ألمانيا مثلاً، التي يهمها جداً تطبيع العلاقات مع روسيا. ولكنها لا تتمكن من السماح لنفسها بالتحرك وفق متطلبات المصالح الوطنية، لأن عليها التزامات أمام الولايات المتحدة.
من هنا يتضح أن رئيس وزراء «إسرائيل» بنيامين نتنياهو يلتقي بوتين بصورة دورية أكثر من شريكه الأميركي، وأن الرئيس الروسي يعمل مع رئيس وزراء «إسرائيل» بفعالية أكثر من زملائه في أوروبا.
ويذكر أن نتنياهو ناقش في 21 أيلول 2015 في موسكو مع بوتين شكل التعاون بين البلدين. وقد ضمّ الوفد «الإسرائيلي» حينذاك رئيس هيئة الأركان العامة غادي آيزنكوت ورئيس الاستخبارات العسكرية هرتسل هاليفي، ورئيس مجلس الأمن القومي يوسي كوهين ووزير الاستيعاب زئيف آلكين. وتشير هذه التشكيلة إلى أن شكل العلاقات قد أقرّ وبالتفصيل.
أما الزيارة الأخيرة، فتعزّز نتائج الزيارة السابقة. طبعاً، علينا أن نكون واقعيين: إن ازدياد اهتمام «تل أبيب» بروسيا تمليه زيادة تأثير موسكو في إيران وسورية. و«إسرائيل» بحاجة إلى ضمان مراعاة مصالحها وتبادل صريح للمعلومات، خاصة في مجال الأجهزة الأمنية والخاصة حيث لم ينقطع تبادل المعلومات قط في هذا المجال.
وعلى ما يبدو، فقد حصلت «إسرائيل» على هذه الضمانات، أو أنها ستحصل عليها، إذا لم تكن تتعارض مع المصالح الوطنية الروسية. وهذا ما يشهد عليه سلوك الجيش «الإسرائيلي» بالنسبة إلى طائرات القوات الجو ـ فضائية الروسية في سورية. كما أن وسائل الإعلام الروسية كانت ايجابية من نشاط الطيران «الإسرائيلي» على خلفية إسقاط تركيا للطائرة الروسية.
ومن البديهي أن «إسرائيل» تطلب من روسيا أن تكون محايدة في عدد من القضايا الدقيقة، مثل تطور الأوضاع حول حزب الله، وهذا ما يحاول نتنياهو الحصول عليه مقابل سعي «إسرائيل» لرفع العقوبات عن روسيا، وهذا بديهي أيضاً.
«نيويورك تايمز»: مكافح للفساد يُفاجأ باتهامه به
نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية تقريراً من القاهرة عن بدء محاكمة الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات هشام جنينة، بعنوان «مكافح للفساد في مصر يجد نفسه متهماً بالفساد».
وقالت إن جنينة الذي سمّته «قيصر مكافحة الفساد» كان يعتقد أنه يقوم بواجبه عندما قدر حجم ما كلفه الفساد لمصر، وهو حوالى 76 مليار دولار أغلبها في صفقات عقارات.
وسخرت الصحيفة قائلة إن مجرد تقدير حجم الفساد في مصر أصبح جريمة، مشيرة إلى أن جنينة يحاكم اليوم بتهمة «إذاعة أخبار كاذبة عن حجم تكلفة الفساد من شأنها إثارة الرأي العام وتكدير الأمن والسلم».
ونقلت عن جنينة ـ الذي تولى منصب كبير قضاة لمدة 34 سنة، ثم تولّى منصب مكافحة الفساد عام 2012 بتعيين من الرئيس المصري السابق محمد مرسي ـ قوله إن التهمة دافعها سياسي وبتخطيط من أعداء نافذين داخل حكومة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ويقول منتقدو السيسي إن هذه القضية تبرز بشدة أنه تحت نظام السيسي، حتى كبار المسؤولين لا يمكنهم النجاة من التضييق الذي يرمي إلى إسكات أيّ انتقاد لجهاز أمن الدولة القوي.
وأوردت الصحيفة أن السلطات وجهت في الشهر السابق وحده التهم لرئيس اتحاد الصحافيين، وأدانت أكثر من 150 شخصاً من المحتجّين على نقل ملكية جزيرتين في البحر الأحمر إلى السعودية، وحتى البرلمان الموالي للسيسي تم تهديد أعضائه وتحذيرهم من انتقاد جهود الحكومة في الدفاع عن عملتها المتدهورة.
ونقلت عن المحاضر في العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة أشرف الشريف، قوله إن قضية جنينة أسلوب لم يسبق له مثيل في التعامل مع الفساد وحكم القانون، مضيفاً أن رسالة الحكومة من هذه القضية هي «لا يمكن محاسبة أيّ شخص في الدولة، خصوصاً في المؤسسات الرئيسة».
وقالت أيضاً إنه منذ توجيه الاتهام لجنينة، ظلّ هو وأسرته يتعرّضون لحملة إعلامية على قنوات التلفزيون الحكومية والموالية للحكومة، تتراوح بين اتهامه بالانتماء للإخوان المسلمين إلى اتهام زوجته بدعم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» نظراً إلى أصولها الفلسطينية.
«فايننشال تايمز»: مخاوف من مواجهة روسية أميركية بالرقة
قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إن هناك مخاوف من تحريض روسي ـ أميركي متبادل، قد يصل إلى مواجهة بين البلدين أثناء الجهود التي تتم الآن لتحرير مدينة الرقة.
وعلّق وليام ووليس على معركة استعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم «داعش»، بأن فيها مخاطرة بتحريض الروس على الأميركيين.
وأشار الكاتب ـ في مقال نشرته صحيفة «فايننشال تايمز» ـ إلى أنه منذ استيلاء التنظيم على المدينة أصبحت هدفاً للقوات الجوية الروسية والسورية الحكومية والأميركية والفرنسية والأردنية، ويبدو الآن أنها ستصير مسرحاً لقوات برّية متعددة.
ويرى ووليس أن تحرك القوات المدعومة من أميركا وروسيا من الشمال والجنوب الغربي باتجاه المدينة، محفوف بالمخاطر الاستراتيجية. وأوضح هذه المخاطر هي أن السباق للسيطرة على الرقة يمكن أن ينتهي بتأليب الأميركيين ـ الذين لديهم قوات خاصة مع قوات «الثوار» ـ ضدّ الروس ـ الذين يدعمون قوات بشار الأسد ـ في وقت من المفترض فيه أن يقوم الطرفان بتعزيز السلام عن طريق تسوية سياسية.
وبالمثل يمكن أن يغري هذا الأمر الروس بدفع القوات الحكومية لشق طريقها قبل الثوار المدعومين من أميركا، كوسيلة لإهانة الأميركيين في المكان الذي طالما تحدثوا عن المساعدة في استعادته.
والأسوأ ـ كما يقول الكاتب ـ أن يشق الطرفان طريقهما إلى الداخل وينتهي الأمر بمواجهة مباشرة بينهما.
وختم الكاتب بأنه على رغم التنسيق الظاهري بين الروس والأميركيين، فإن هذا الأمر في حدّ ذاته له مخاطره، لا سيما بالنسبة إلى الأميركيين الذين يمكن أن يعرّضوا الثقة بين «الثوار» للخطر إذا كانت هناك شكوك بأنهم على استعداد للتعامل مع القوات الحكومية من أجل المصلحة الكبرى، دحر التنظيم.