خطورة الألعاب النارية
سارة رميض
تعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا، ورغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة هذه الألعاب، فإنّ بيعها ما زال منتشراً بلا رقيب، حيث يقوم بائعوها بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فيها، خاصة مع قرب الاحتفال بالعيد.
ولكن هل يعلم الأطفال وحتى الشباب الأضرار الصحية لهذه الألعاب النارية والمفرقعات، حيث أنّ الشرر أو الضوء والحرارة الناجمة عن استخدام المفرقعات، كل ذلك يُعدّ سبباً رئيسياً للإضرار بالجسم، خاصة منطقة العين الحساسة.
نعم من حق الأطفال أن يفرحوا بالأعياد والمناسبات السعيدة، ولكن إقبال البعض على الألعاب النارية، كطقس احتفالي يضفي على هذه الأجواء مسحة من الإثارة والمتعة عادة ما تكون محاطة بمخاطر ومفاجآت لا تحمد عقباها.
ولعلّ وعي الناس بخطورة هذه الألعاب الاحتفالية يجب أن يبدأ من الوقوف عند مفهوم هذه الألعاب التي لا تشبه سائر الألعاب الأخرى، وانّ رغبة بعض الناس في تعزيز البهجة فيها عبر أضواء وأصوات الألعاب النارية، كما تتعاظم شهوة المستفيدين من بيع هذه الألعاب خصّيصاً لهذه المناسبات التي عادة ما يرتفع فيها منسوب الطلب على هذه الألعاب الخطرة.
فاستهلاك آلاف الأطنان من الألعاب النارية والمفرقعات، يُسجّل خاصة في شهر رمضان والأعياد والمناسبات والأيام التي تليها، ويسبّب ترويجها المتواصل في الأسواق استهلاكاً مفرطاً لها وتبذيراً كبيراً لدخل الأسر، وفي المقابل يجني ثمار تسويق وترويج هذه الألعاب المحفوفة بالمخاطر بعض التجار الذين يرون فيها مصدراً للكسب بغضّ النظر عن مخاطرها الصحية والنفسية والبيئية والاقتصادية وحتى الاجتماعية.
ومن هنا فإنّ ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات تعتبر سلوكاً سلبياً، وباتت هذه المواد تشكل خطراً ليس على مستخدميها فقط، بل على الموجودين في محيط استخدامها أيضاً، لما تسبّبه من حروق وتشوّهات مختلفة تؤدّي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة، كما تحدث أضراراً في الممتلكات جراء ما تسبّبه من حرائق، إضافة إلى التلوّث الضوضائي، والخلافات بين العائلات، بالإضافة إلى الأضرار الكارثية، حيث يؤذي الأطفال أحياناً بعضهم بعضاً أثناء مزاولة هذه الألعاب، كما يؤدّي البعض منها إلى ترويع الأطفال النائمين الذين يستيقظون على أصوات هذه المفرقعات بما يسبّب لهم الهلع والخوف، وهذا وجه آخر للمضارّ النفسية المترتبة عن هذه الألعاب الخطرة.
ختاماً… يجب على المعنيين القيام بحملات توعية من خطورة هذه الألعاب، ونحن في مركز الغد الثقافي التربوي الاجتماعي نبذل مجهودات جمّة لمعالجة هذه الظاهرة الخطرة التي تتطلّب تكاتفاً لحصرها والقضاء عليها وتطويق تداعياتها، كما يبقى للأسرة وللمدرسة والقوى التي تحفظ أمننا ووسائل الإعلام دور محوري في هذا الإطار للحدّ من هذه الممارسات.
إعلامية فلسطينية