قائد لواء غولاني: معركة الشجاعية التي ستدخل التاريخ

ترجمة مركز شتات الاستخباري

وصف قائد لواء غولاني «الإسرائيلي» معركة الشجاعية في غزة بأنها «أصعب معركة عرفتها طيلة خدمتي العسكرية التي امتدت على مدى 25 عاماً، وتماماً مثل معركة بنت جبيل في جنوب لبنان».

وستدخل معركة الشجاعية تاريخ لواء غولاني الذي وعلى رغم معرفته بحجم ونوع قوات المقاومة الفلسطينية المرابطة في حي الشجاعية، إلا أنه لم يكن بإمكان أحد أن يتوقع «حجم الجحيم الذي واجهناه هناك على بعد مئات الأمتار فقط من مستوطنة ناحل عوز، حيث قاتل مئات الجنود الذين تخلى بعضهم عن إجازتهم التي تسبق التسريح من الخدمة ليشارك في القتال ليعودوا من الشجاعية ليلعقوا جراحهم».

بهذه الكلمات الواضحة والقاطعة وصف قائد لواء غولاني الذي أصيب في بداية المعركة غسان عليان أمام عدد من ضباط الجيش «الإسرائيلي» معركة حي الشجاعية والصدمة التي عاشها الجنود والجحيم الذي واجهته القوات المهاجمة.

اختارت قوات الاحتلال لواء غولاني لتنفيذ هذه المهمة لرغبة الجيش في إنهاء المرحلة الأولى من العملية البرية بسلاسة وبعدها يدخل في معركة أساسية ضد أقوى كتائب حماس في تلك المنطقة، لكن قام لواء غولاني ثلاث مرات متتالية بالشروع بالمعركة «تنفيذ إجراء المعركة». ليرتد على أعقابه وينسحب إلى منطقة التجميع حتى جاء يوم السبت قبل شهر تقريباً وحتى حين صبغ الجنود وجوههم بأصباغ التمويه، كانوا على قناعة بأن المعركة ستؤجل هذه المرة أيضاً كما حدث خلال عملية «عمود السحاب» حين كان اللواء جاهزاً ومستعداً داخل عرباته المدرعة، لكن العملية كانت تؤجل في كل مرة لـ24 ساعة وفقاً لتعبير موقع «nrg» العبري الذي نشر التقرير أول من أمس السبت.

وقال أحد الجنود الذي أطلق عليه الاسم الرمزي «ف» وهو مقاتل في إحدى كتائب لواء غولاني: «في المنطقة التي تسلل منها المخربون قرب ناحل عوز اجتزنا الحدود من البوابة رقم 84 كما أذكر، حيث يقع قبالتها برج المراقبة بليبوكس الذي هاجمه المخربون. ومن هناك دخلنا الشجاعية ومرت دقائق طويلة قبل أن نتعرض للهجوم، وكلما تقدمت القوات عبر المسارات والطريق التي شقتها من أجلها قوات الهندسة ازدادت الهجمات الفلسطينية.

مأساة ناقلة الجند

وقتل في اشتباكين 8 جنود من الكتيبة رقم 13 بينهم آرون شاؤول، وأصيبت في الاشتباك الأول مدرعة من طراز m113 نتيجة قذيفة آر بي جي أطلقت عليها بدقة كبيرة اخترقت المدرعة ووصلت إلى قلبها لتقتل 7 جنود كانوا داخلها، وعلى مدى ساعات طويلة حاول مقاتلو حماس على رغم النيران الثقيلة التي أطلقها الجيش من البر والجو والمدفعية والدبابات الوصول إلى المدرعة المصابة والمشتعلة لاختطاف جثث الجنود القتلى، وبالتوازي مع ذلك تعرضت قوة تابعة للكتيبة 13 لهجوم من قبل خلية مخربين خرجت من أحد الأنفاق وقتل خلال الاشتباك الجندي شون كرملي بعد أن أصابته رصاصة في رقبته وأصيب جندي آخر.

وفي معركة أخرى خاضها جنود وحدة الهندسة فتح المخربون ناراً ثقيلة باتجاه القوة وقتل أثناء الاشتباك مخربين، فيما أصيب جنديان بجروح خطيرة جداً وأعلن مقتلهم حتى قبل وصولهم إلى مروحية الإنقاذ، وفي حادثة أخرى قتل نائب قائد الكتيبة بار أور وضابط العمليات تسفيكا كابلان، فيما أصيب قائد الكتيبة وجندي الاتصال التابع له بجروح خطيرة جداً، وقتل ضابط آخر وأصيب 13 جندياً أثناء محاولتهم إنقاذ الضباط وقائد الكتيبة من نار جهنم التي صبت على رؤوسهم.

وبعد يوم واحد من دخول الشجاعية تحركت قوة تابعة لوحدة إيغوز نحو أحد الأهداف وتورطت في اشتباك عنيف قتل فيه 7 مخربين وجنديان من الوحدة، فيما أصيب قائد الوحدة وهو برتبة عقيد بجروح خطيرة وفي حادثة أخرى قتل جندي آخر من وحدة «إيغوز».

المدفعية المخاطر

وفقاً لأقوال ضباط كبار لم تكن الضربة «الإسرائيلية» الأولى بواسطة الطائرات والمدفعية قوية بما يكفي وبقي مقاتلو حماس تحت الأرض من دون أن يمسهم أذى.

وقال ضابط كبير في سلاح المدفعية: «إن ضربة المدفعية الأولى التي وجهت إلى الشجاعية لم تستجب لحاجات القوات، لهذا كان بإمكاننا أن نستمع عبر أجهزة الاتصال إلى صرخات الجنود والضائقة التي وجدوا أنفسهم فيها وهنا صدرت الأوامر للجنود بضرورة دخول السيارات المدرعة والبقاء فيها نصف ساعة فتحت خلالها ثلاث كتائب مدفعية نيرانها باتجاه مواقع تمركز الجنود».

وأضاف الضابط: «حين أدركنا أن غولاني دخل في كمين محكم وأنه قد يتلقى خسائر أخرى صدرت الأوامر بفتح نار المدفعية بهدف إنقاذ جنود اللواء، وجرى لأول مرة منذ معركة السلطان يعقوب 1982 مع الجيش السوري في معركة السلطان يعقوب خلال العدوان على لبنان 1982. قامت فرق صيد الدبابات السورية بطحن الجيش «الإسرائيلي» بعد عزله ومحاصرته ، فتح نيران المدفعية باتجاه مناطق وجد فيها جنود الجيش وذلك لقرب مسافة الاشتباك التي لا تزيد عن عشرات الأمتار».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى