نصر الله: قوات الطوارئ تحتاج من يحميها ويمكننا التغّلب على «داعش»

حذّر الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله من خطر تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، لما لديه من أرضية في كل الدول العربية، ما يستدعي التعاون بين الحكومتين اللبنانية والسورية لضبط الحدود.

كما جدّد التأكيد على أنّ ما يحمي لبنان هو معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، داعياً إلى الحفاظ على الحكومة الحالية حتى انتخاب رئيس جديد وإجراء انتخابات نيابية».

وفي كلمة ألقاها لمناسبة الذكرى السنوية لانتصار تموز 2006، أشار السيد نصر الله إلى مطالبة البعض بانسحاب حزب الله من سورية، موضحاً: «أنّ هذا النقاش لن يوصلنا إلى أي نتيجة، لأنّ هناك خطراً حقيقياً، والمسؤولية الوطنية تقول قوموا لنحمي البلد ونحمي شعبنا».

ورفض مقولة أنّ «القرار 1701 هو الذي يمنع «إسرائيل» من الاعتداء على لبنان»، لافتاً إلى أنّ «قوات الطوارئ تحتاج إلى من يحميها، وأنّ من حمى لبنان هو معادلة المقاومة والجيش والشعب، وليس المظلة الدولية ولا القرار 1701 ولا المجتمع الدولي». وقال: «على مدى السنوات السابقة كان البعض يقول إنّ النأي بالنفس يحمي لبنان، وقد وصلنا إلى مكان حيث يُذبح الجيش اللبناني ويُعتقل جنوده على يد «داعش» وهناك من يدعو إلى النأي بالنفس وعدم الحديث عن سورية». وتساءل: «لنفترض أنّ «داعش» سيطر على سورية وأصبح على الحدود، لن يكون هناك خطر؟ هل حينها النأي بالنفس سيحمي لبنان؟». وأكد: «أنّ الجيش ليس أداة بيد حزب الله»، مشدّداً على ضرورة التعاون الموجود أصلاً بين المقاومة والجيش. وأضاف: «الأصل أن تكون الدولة هي من تتحمل المسؤولية وليس حزب الله أو غيره»، موضحاً: «أنّ حزب الله لا يمنع ذلك بحسب ما يقول البعض، بل يرحب بأي دعم للجيش اللبناني».

ورأى السيد نصر الله أنّ «الأولوية اليوم هي لتحرير المخطوفين من الضباط والجنود»، معتبراً أنّ «كلّ ساعة تأخير هي إذلال، ومن مسؤولية الدولة معالجة هذا الملف بالطريقة التي تحفظ كرامة الجيش والقوى الأمنية»، مشدّداً على «ضرورة رفض أي اتهام للجيش اللبناني».

وفي الشأن الداخلي، أشار نصر الله إلى ضرورة الحفاظ على الحكومة الحالية، «مهما كانت الأسباب والخلافات إلى حين انتخاب رئيس وإجراء انتخابات نيابية جديدة»، مشدّداً على وجوب «أن تكون هناك مصالحة مناطقية تحمي من الخطر الذي يهدّد عرسال وباقي المناطق اللبنانية، وعلى ضرورة التقارب بين أهل المناطق ووقف كل أشكال التحريض».

وحذر نصر الله من «أنّ هناك مساراً أميركياً إسرائيلياً جديداً يُحضر للمنطقة، يعقب المسار الذي أسقطته المقاومة في لبنان والانتصار عبر الصمود الأسطوري في حرب تموز 2006»، وقال: «في حرب عام 2006 كان المطلوب إلغاء المقاومة في لبنان وضرب سورية من أجل إسقاط النظام السوري الذي يدعم المقاومة»، مشيراً إلى أنّ «الهدف هو السيطرة الأميركية على كلّ منابع النفط والغاز في المنطقة وإنهاء القضية الفلسطينية وفرض تسوية على العرب ترضي «إسرائيل»، معتبراً أنّ «الأهداف الأميركية في المنطقة لم تسقط بعد».

ورأى السيد نصر الله أنّ ما يجري في غزة اليوم هو جزء من مسار جديد بعد سقوط المسار السابق، معتبراً أنّ «المسار الأميركي-«الإسرائيلي» الجديد أصعب وأخطر من المسار السابق، لأنه ليس مسار إسقاط أنظمة وإقامة سلطات بديلة، وإنما هو مسار تدميري وتحطيمي لدول وجيوش وشعوب وكيانات».

وأوضح أن العناصر الأساسية في هذا المسار الجديد هم «إسرائيل» والتيار التكفيري الذي أصبح اليوم أوضح تجلياته داعش». وأضاف: «يمكن هزيمة هذا المشروع بكل سهولة إذا تحملنا المسؤولية، ويمكن له أن ينتصر إذا وضعنا رؤوسنا في الرمال»، داعياً إلى «موقف وطني وموقف عربي مسؤول».

الموسوي

وفي سياق متصل، شدّد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي خلال احتفال بذكرى انتصار تموز في بلدة معروب «على ضرورة أن تعي القوى السياسية اللبنانية جميعاً خطورة الهجوم التكفيري»، لافتاً إلى أنّ السيد حسن نصر الله «سلط الضوء على هذه الأخطار، ووضع أفكاراً قابلة للنقاش حول كيفية مواجهة هذا الخطر».

الحاج حسن

ورأى وزير الصناعة حسين الحاج حسن أنّ «الخطر على لبنان لا يزال قائماً ما دامت هناك عناصر أمنية مخطوفة، وهذا يعني أنّ لبنان سيبقى يعيش الخطر». وخلال احتفال تأبيني في بلدة إيعات، قال الحاج حسن: «هذه مسؤولية الدولة والأجهزة الأمنية للقيام بواجباتها والدفاع عن أبنائها وعن لبنان وتحمل مسؤولياتهم تجاه الجنود المختطفين».

فنيش

وأكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب أنّ «مبادرة المقاومة للدفاع عن خطوط إمدادها وعن أهلها والتصدي للجماعات التكفيرية كان لمصلحة كلّ اللبنانيين، كما هو لمصلحة خط المقاومة، وهذا ما ثبت بالملموس أمام كل التشكيك والافتراء وكل الحملات الإعلامية»، لافتاً إلى «أنّ ما حصل في الفترة الأخيرة في مدينة عرسال، وما تمّ الحصول عليه من اعترافات لبعض المسؤولين في هذه الجماعات وباعتراف بعض من يخالفنا في الرأي من القوى السياسية المحلية ثبت أنّ هذه الجماعات تمتلك مشروعاً خاصاً بلبنان وتريد أن تضم أجزاء من الشمال إلى البقاع إلى ما تزعمه من دولتها، وهي حاولت في عرسال أن تصل إلى هذا الهدف وإشعال الفتنة واسترهان بعض الناس للزج بلبنان في إطار الفتنة القائمة في سورية وفي بعض الدول العربية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى