حول آراء بعض أصدقاء سورية
حميدي العبدالله
ثمة عدد غير قليل من الصحافيين والكتاب، هم أصدقاء حقيقيون لسورية، أو على الأقلّ هم معادون للتنظيمات المسلحة ولا يرون فيها بديلاً عن النظام القائم في سورية.
لكن مشكلة هؤلاء أنهم يشكلون أحياناً عبئاً على الدولة السورية في مواجهتها للإرهاب والتمرّد المسلح عندما يساهمون في نشر الأخبار والتقارير غير الصحيحة عما يجري في سورية، ولا سيما على مستوى العلاقات بين أطراف منظومة المقاومة والممانعة.
بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي سمّي «وقف العمليات العدائية» وتمّ التوصل إليه بين موسكو وواشنطن، سارع بعض هؤلاء المؤيّدين إلى كتابة مقالات ونشر تحليلات توحي وكأنّ الخطوة جاءت في إطار صفقة بين الولايات المتحدة وروسيا. وعندما قرّرت روسيا خفض قواتها الجو فضائية التي فاض عديدها عن حاجات القتال ولا داعي لتكديسها في قاعدة واحدة، لا سيما أنّ عديد هذه القوة ارتفع بعد إسقاط الطائرة الروسية ليرتقي إلى سيناريو مواجهة مع تركيا ومن ثم مع الناتو، فسّر بعض هؤلاء الخطوة الرئيسية وكأنها ردّ على خطاب أو كلمة كان قد ألقاها الرئيس بشار الأسد.
قد يكون بعض مصادر هؤلاء الصحافيين والكتاب أشخاص هم جزء من هذا الطرف أو ذاك من منظومة المقاومة والممانعة، وقد يعرب هؤلاء الأشخاص عن رأي سائد حول هذه المسألة أو تلك لدى كوادر وقواعد هذا الطرف أو ذاك، لكن من المعروف أنّ القرارات الحساسة، والحيثيات التي دفعت صانعي القرار في منظومة المقاومة والممانعة لاتخاذها لا يعرفها كلّ الكوادر والقواعد وهي من صلاحيات صاحب القرار. وبالتالي ما يردّده الكوادر وعناصر القوة لا يعبّر أبداً عن رأي صانع القرار، واعتماد أيّ كاتب على مثل هذا المناخ لإبداء رأيه ونقله إلى الرأي العام وكأنه يعبّر عن طرف من أطراف منظومة الممانعة والمقاومة أو الحلف الذي يقود الحرب ضدّ الإرهاب في سورية، هو خطأ كبير وخدمة مجانية وغير مقصودة للمعسكر المعادي، لأنّ مثل هذه الآراء تزيد من حال البلبلة والإرباك وقد تضطر بعض صانعي القرار في أطراف التحالف الذي يحارب الإرهاب، إلى توضيح قضايا ما كان ليتمّ الحديث عنها لولا ما يكتبه بعض هؤلاء المؤيدون للمنظومة، والمثال على ذلك ما جاء على لسان الرئيس الأسد في خطابه في افتتاح دورة عمل مجلس الشعب الجديد، حول الهدنة والدستور.