الوفد الوطني: السعودية تعمل على إفشال مفاوضات الكويت
بعدما علقت لليوم الثاني على التوالي جلسات مشاورات السلام اليمنية اليمنية في الكويت، بانتظار عودة رئيس وفد هادي من السعودية بعد مقابلته هادي، ووضعه في صورة الرؤية المطروحة والمطالبة بتحجيم ونزع صلاحياته، وبتحديد فترة رئاسته وتعيين نائب توافقي له.
في هذا الوقت، أكد الوفد الوطني اليمني إلى مفاوضات الكويت أن «أي حل لا يشمل التوافق على المؤسسة الرئاسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتشكيل لجنة عسكرية وأمنية، ووقفاً شاملاً ودائماً للعدوان وفك الحصار الشامل فإنه لن يمثل حلاً مقبولاً للشعب اليمني».
وبحسب «المسيرة نت»، فقد قال الوفد الوطني في بيان صحفي نشر أول أمس، إنّ «المشاورات الجارية ما زالت تبحث عن حلول سياسية شاملة وتوافقية تلبي تطلعات شعبنا وتحفظ كرامة الوطن ووحدته وسيادته، وتضع حداً نهائياً للعدوان السعودي الأمريكي وترفع الحصار».
وأضاف، «وفي هذا الصدد شدد الوفد الوطني في جلسات المشاورات، وفي مناقشات اللجان، وفي الاجتماعات مع السفراء وغيرهم، على الحلول الموضوعية المستندة إلى المرجعيات الأساسية الناظمة للمرحلة الانتقالية، وفي المقدمة التوافق على المؤسسة الرئاسية وتشكيل حكومة توافقية».
وأشار الوفد الوطني إلى أنّه ومنذ الأيام الأولى لانطلاق مشاورات الكويت «ساهم الوفد الوطني في بلورة رؤى وأفكار عملية ذات طابع تفصيلي، وناقش الترتيبات السياسية والأمنية والعسكرية التي تفضي إلى حلول عملية، في الوقت الذي دأب فيه الطرف الآخر وما يزال على إفشال المشاورات وتعليقها أكثر من مرة ورفضه للجلسات المشتركة لأكثر من 20 يوماً».
وكان رئيس الوفد الوطني اليمني إلى مفاوضات الكويت والمتحدث الرسمي باسم حركة أنصار الله محمد عبد السلام، نفّى أمس السبت، صحة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول وجود توافقات متقدمة بين الوفد الوطني ووفد الرياض، يمكنها أن تمثل أرضية مشتركة لصياغة أي خطة حل خلال الأيام المقبلة.
وفي السياق، قال عبد الملك المخلافي، رئيس وفد هادي إلى مشاورات السلام في الكويت، إنّ «مشروع تسوية» يمكن أن يتم تسليمه خلال اليومين المقبلين.
وقال المخلافي، في حوار مع صحيفة «الشرق الأوسط»: «الرؤية أو خريطة الطريق التي أعدت من قبل المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لم تقدم إلى الآن، وتوقع أن تقدم خلال اليومين المقبلين، بحسب ما أبلغنا».
وأضاف المخلافي: «في كل الأحوال ما هو مؤكد أن المجتمع الدولي ملتزم بالقرار 2216 ، وبالمرجعيات، وملتزم بالشرعية وبأن الانسحابات تسبق أي حديث سياسي، وهذه الأمور بالنسبة لنا مطمئنة وتتفق مع وجهة نظرنا وتتناقض مع وجهة نظر الحوثيين. بحسب تعبيره»
وكان وفد أنصار الله وحزب المؤتمر إلى مشاورات الكويت تمسكا بشرطهما في التوافق على المؤسسة الرئاسية وتشكيل حكومة توافقية. وقال الوفد إنّ «المشاورات الجارية ما زالت تبحث عن حلول سياسية شاملة وتوافقية».
ونقلت الصحيفة عن مصدر قريب من وفد هادي، بأنّ المطلب الرئيس للحكومة هو تخلي الحوثيين عن السلاح، مؤكداً أنّ هذا هو «المدخل الرئيس للسلام في اليمن» بحسب ما أوضح.
إلى ذلك، أفرجت جماعة أنصار الله أول أمس عن 130 أسيراً في مدينة إب، كانوا اعتقلوا على خلفية تعاونهم مع قوات التحالف السعودي أو القوات الموالية لهادي.
ونقلت «المسيرة نت» عن جهات حوثية قولها: «الإفراج عن الأسرى المغرر بهم، جاء بناءً على توجيهات قائد ثورة 21 من ايلول السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي».
وأشارت «المسيرة نت» إلى أنّ هذه المبادرة تأتي في إطار ضمانات قبلية للحد من استقطاب الشباب والزج بهم في المعارك والحروب.
ميدانياً: لم تتوقف بوارج التحالف السعودي عن قصفها الصاروخي المدفعي على مديرية ميدي الحدودية منذ الساعات الأولى أمس، حيث أفاد مصدر أنها شنت قصفاً مكثفاً على منطقة الخضراء شمالي المديرية، فيما لاتزال المواجهات مشتعلة بين قوات الجيش واللجان الشعبية من جهة وقوات الرئيس هادي والتحالف السعودي من جهة ثانية على امتداد الشريط الحدودي لمديريتي حرض وميدي الحدوديتين في محافظة حجة غربي اليمن.
وإلى تعز كشّف مصدر مطلع عن مقتل وجرح 10 أشخاص، جراء المواجهات بين قوات الرئيس هادي المسنودة بالتحالف السعودي من جهة وقوات الجيش واللجان الشعبية من جهة، في مديرية مقبنة المطلة على الخط الرابط بين محافظتي الحديدة وتعز غربي المدينة.
وتتواصل المواجهات العنيفة على أشدها في مناطق الزهراء والجحملية وثعبات شرقي المدينة، كذلك في منطقة كلابة وشارع الأربعين شمالي المدينة.
أما في محافظة الجوف فقد أعلنت وزارة الدفاع عن مقتل وجرح العشرات من قوات هادي، خلال محاولتهم الزحف باتجاه وادي الوقز ومنطقة الهيجة في مديرية المتون شمالاً.
في المقابل عادوت مقاتلات التحالف السعودي، شن سلسلة من الغارات على مديرية الغيل شمالي المحافظة شرق البلاد.
غارات التحالف السعودي امتدت إلى محافظة مأرب المجاورة، حيث استهدفت سلسلة من الغارات مديرية صرواح عند الناحية الغربية للمدينة شمال شرق اليمن.
وفي محافظة شبوة قتل مسلحين اثنين وأصيب آخر من عناصر تنظيم القاعدة بغارة جوية لطائرة من دون طيار، استهدفت سيارتهم في منطقة الحمرة بمديرية حبان جنوبي المحافظة شرق اليمن.
وفي عدن أصيب ضابط في البحث الجنائي، وجرح ثلاثة جنود آخرين إثر انفجار قنبلة يدوية ألقاها مجهول على سيارتهم في سوق شعبي بمديرية الشيخ عثمان وسط المدينة الساحلية جنوب اليمن.
من جهة أخرى، كشّف تحالف العدوان السعودي على اليمن، أنّ المروحية الإماراتية التي سقطت أول أمس تتبع للقوات الإماراتية المشاركة في العدوان على هذا البلد.
وأصدرت قيادة التحالف بياناً أمس، أفادت فيه بمقتل طيار ومساعده من القوات الإماراتية المشاركة في العدوان على اليمن نتيجة سقوط مروحية عسكرية، خلال رحلة روتينية في المياه الدولية، بحسب «رويترز».
وكانت الإمارات أعلنت سقوط مروحية ومقتل طياريها دون ذكر لمكان سقوطها، مكتفية بأنّها وقعت في المياه الدولية، ودون ذكر مشاركتها في اليمن.
جدير بالذكر، أنّ هذه هي الطائرة الإماراتية الثالثة التي تسقط منذ بداية العام، بعد تحطم طائرة منتصف الشهر الماضي خلال تدريبات داخلية إضافة إلى سقوط طائرة «ميراج» فوق عدن منتصف شهر آذار الماضي.