دراما رمضان… خلافات وتنويهات وإيضاحات من كتّاب ونجوم… واكتفاء وأعمال مستمرّة
دمشق ـ آمنة ملحم
لم يمضِ اليوم الأول من الموسم الدرامي الرمضاني السوري من دون أن يعكّر صفو صناع الدراما. فسرعان ما ظهر امتعاض بعضهم إلى العلن. إذ دوّن الكاتب فادي قوشقجي عبر صفحته الشخصية على الموقع الأزرق تنويهاً دعا فيه متابعي عمله «نبتدي منين الحكاية» إلى مشاهدته أو تحميله عبر الإنترنت من قناة «الجديد» كونها التزمت بالعرض من دون إخضاعه لمزاجية مقصّ الرقيب وعقليته التي لحقت بالعمل عبر المحطات السورية. إذ أكد حذف مشهد قصير من الحلقة الأولى، وعبارتين من حوارات المَشاهد. منوّهاً بعدم جوهرية ما تمّ حذفه، وهذا ما يعكس العقلية التي حكمت بالحذف، متوقعاً سلسلة من الحذوفات في الحلقات المقبلة.
ولم يكن عمل قوشقجي الذي أخرجه سيف الدين سبيعي الوحيد الذي دخل في دوامة الرقابة ومقصّها. بل هناك حادثة مشابهة استدعت الكاتب علي وجيه لانتقاد تلك الرقابة أيضاً، التي سلّطت مقصّها على مشهد من الحلقة الأولى في مسلسل «أحمر» للمخرج جود سعيد، الذي يصوّر دخول النقيب «عاصي» يامن الحجلي إلى إذاعة الصحافية «سماح» سلاف فواخرجي . ولم يجد وجيه مبرّراً مقنعاً لذلك الحذف، فخاطب الرقيب بلهجة المعاتب بشدّة: «أيها الرقيب الجاهل، اِرجع عالكهف أشرفلك… واضح إنك ما بتعرف إنا بالألفية التالتة».
خلاف على الشارة
كما لم يسلم الموسم الرمضاني من مشكلة الاختلاف على الشارة الذي يحصل عادة، ولكن هذه المرّة لم يكن مع اسم عاديّ، بل مع نجمة سورية لطالما كانت رقماً صعباً في عالم الدراما وشكّلت أيقونة استثنائية في أدوارها. حيث تعرّضت الفنانة أمل عرفة ربما لخيبة قبل أن تكون مشكلة عقد قانوني، مع بدء عرض مسلسل «جريمة شغف» الذي تخلّت شارته في اليومين الأوّلين من رمضان عن اللقطة التي تظهر بها متفرّدة في بدايتها بعد ظهور الفنان قصي خولي، ليُدفع بِاسمها إلى نهاية الشارة. غير آبهين بمكانة عرفة الفنية سورياً وعربياً. وأكدت أمل عبر صفحتها الخاصة على «فايسبوك»، أن هناك اتفاقاً واضحاً وصريحاً وقانونياً ومثبتاً بعقد فنّي بينها وبين منتج المسلسل مفيد رفاعي، وبموافقة المخرج وليد ناصيف، على أن تظهر لقطة لـ«هيفا» الشخصية التي تلعبها، بعد ظهور نجم العمل قُصي خولي، وبناءً عليه أكدت أمل أنها طلبت أن يُكتب اسمها في الشارة بعد ظهور جميع الأسماء بمن فيهم الفنيون ومباشرة قبل اسم الجهة المنتجة واسم مخرج العمل، لحفظ مقام اسمها.
ولفتت عرفة إلى إنه تعذّر حضور اسمها مع قُصي لكونه نجم العمل، فتم الاتفاق على أن يكتب اسمها في نهاية الشارة كي لا تهضم حقّ أحد من الزملاء ولا يُهضم حق اسمها، وفق تعبيرها.
ولكن النتائج جاءت عكس ذلك، فألُغيت لقطة «هيفا» التي ظهرت فيها بعد قُصي خولي في كليب الأغنية، واستعيض عنها بظهور لممثلة أخرى قالت إن لها منها كلّ الود، مبينة أن المشكلة ليست معها بل مع شركة الإنتاج، منوّهة بتبرّؤها من العمل إن لم تحصل على حقها في الشارة، وردّ واضح من المنتج والمخرج.
وعلى رغم أن ردّ منتج العمل ربما زاد من خيبة أمل عرفة عندما أعرب عن استغرابه من ردّ فعلها، وأنّ ما حصل كان بالاتفاق معها، وأن العمل سوّق في لبنان على اسم الفنانة نادين الراسي. إلا أن اعتبارها بالتأكيد رُدّ إليها، وهي التي تثق بمكانة اسمها تسويقياً، بغضّ النظر عن أيّ كلام، حين عدّلت الشارة في اليوم الثالث من رمضان، واستعيدت لقطة «هيفا» لتكون في مكانها المتّفق عليه.
تحية لـ«شجرة النارنج»!
وعلى رغم أنّ مسلسل «الندم» يحتلّ الصدارة إلى الآن بين الأعمال الدرامية السورية كنسبة قبول من النقاد والمتابعين، إلا أنه لم يسلم أيضاً من البعض. فكتبت إحدى الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي موجّهة انتقاداتها إلى الكاتب القدير حسن سامي يوسف، بتكرار نفسه وأنه يعيد حكاية «شجرة النارنج» الذي عُرض قبل 26 سنة، ما استدعى ردّاً من الكاتب يوسف حيث أوضح عبر صفحته على «فايسبوك»: «إحدى الصفحات على «فايسبوك» نشرت ما مفاده أنني في مسلسل «الندم» عم كرّر نفسي لأنّي سبق وعملت هي القصة بشجرة النارنج».
واستعرض يوسف خطوط حكاية «شجرة النارنج»، ثمّ عاد ليؤكد: لن أنكر وجود علاقة ما بين المسلسلين بما فيها حكاية سهيل. أنا أعدكم إنه ما رح تشوفوا شي في مسلسل «الندم»، لا في أخ رح يستشهد بفلسطين ولا غير فلسطين، ولا البنت رح تهرب مع حدا، ولا الأخ الصغير «عروة» رح يموت، ولا الأخ الكبير «عبدو» رح يسرق العيلة. ولا في جيل تاني ولا صراع حول إرث… مع هيك لم أنكر العلاقة بين المسلسلين».
وتابع يوسف: «بعد حكاية سهيل، يللي هي وحدة من موضوعاتي المفضلة عموماً، «عودة الابن الضال» ممكن اختصار العلاقة بين العملين ببعض التفصيلات التي تعمّدت أن أنقلها بشكل حرفي أحياناً، لأنه عندي رغبة بأن أقدّم تحية لمسلسل انعرض قبل 26 سنة، ونال إعجاب أبناء ذلك الجيل. وما بعتقد إنه هالشي غلط وإن كان هالاعتقاد خاطئ فأنا أعتذر عنه».
«باب الحارة» وخلاف مع «فايسبوك»!
وإن كان امتعاض الكتّاب والنجوم من الرقيب والمنتجين أمراً ربما روتينياً، فإن الامتعاض الكبير من جمهور مسلسل «باب الحارة» لم يكن معتاداً. فقد شنّ أبناء مدينة حلب هذه المرة هجوماً على مخرج العمل بسام الملا عبر صفحات «فايسبوك» متهمين الاخير بالاستهزاء بالحلبيين عبر شخصية الشرطي الحلبي الذي يرافق «أبو جودت» في المخفر. واعتبروا تلك الشخصية الحلبية الوحيدة في العمل تشكّل سخرية بحقهم. كما أبدى البعض امتعاضهم الشديد من شخصية «سمعو» الشاب المتديّن الذي يحمل صفات أبعد ما تكون عن الدين. فقد ظهر كرجل عنيف يقبّح المرأة ويضربها كما أنه بخيل لا يعترف بالنفقة على عياله ولا يحظى باحترام في وسطه. بينما جُمّلت صورة اليهود عبر شخصية «سارة» ما لم يحظَ بقبول لدى الجمهور.
ولكن العمل لا يزال في أولى حلقاته، وربما تُعدَّل في الحلقات القادمة تلك الصور التي أثارت حفيظة المتابعين، ويبقى العرض هو الفيصل!
سوزان نجم الدين مكتفية بـ«أيام لن تنسى»
وبعيداً عن الخلافات، اكتفت النجمة سوزان نجم الدين بمسلسل واحد خلال الموسم الرمضاني 2016 على رغم كثرة العروض التي قُدّمت إليها في سورية ومصر.
حيث عادت نجم الدين لتقف أمام كاميرا أيمن زيدان كمخرج في مسلسل «أيام لا تنسى» بعدما كانت بطلة تجربته الإخراجية الثانية «طيور الشوك» عام 2004، بعد الثنائي الخالد في أذهان الجمهور العربي «مفيد الوحش ولبيبة»، الذي قدّماه كممثلين في مسلسل «نهاية رجل شجاع» عام 1994.
وتؤدّي سوزان إحدى الشخصيات الرئيسة في المسلسل الذي كتبته فايزة علي، وبدأ يحصد متابعة وإقبالاً من الحلقة الأولى، حيث جذبت كاميرا زيدان الجمهور إليها بشدة، وسرعان ما ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن العمل الذي جذب الروح بحدوتة ظهرت وكأنها ملاصقة لكلّ امرأة، فيبدو أنها ستكون أياماً حقاً لن تنسى.
وتلعب نجم الدين دور «ملك»، وهي امرأة متجبّرة وقاسية، تقدّس العمل والمال، تستولي على كل ما يملكه زوجها وتستغلّ نزوته مع خادمة العائلة، وترفض مسامحته، مبقية إياه تحت سيطرتها.
وعلى رغم قسوة تركيبة الشخصية، إلا أن سوزان عملت جاهدة مع المخرج على تقديمها بعيداً عن الصورة النمطية للمرأة المتجبرة، وإبراز عمقها الإنساني، النابع من معاناتها الحقيقية خلال أحداث العمل، إذ لا خير أو شر مطلقين.
وأعربت سوزان نجم الدين عن اعتقادها أن العمل سيكون مختلفاً من حيث الإيقاع التلفزيوني المعهود، والدفء المسيطر على الجو العام لأحداثه، واصفة العمل مع زيدان بالممتع.
وتمنّت بطلة «امرأة من رماد» على الجمهور أن يتابع هذا المسلسل بحبّ، لأن الحبّ هو عنوانه الحقيقي، وكل شخصية من شخصياته عاشت فعلاً أياماً لا تنسى، حوّلت حياة كلّ منهم إما إلى جحيم أو فشل، فرح أو نجاح، علماً أنه يعرض عبر قناتي «سورية دراما»، و«تلاقي» السوريتين.
وبعيداً عن الدراما، أبدت نجم الدين استغرابها من انتقاد البعض لتحدثها باللغة الأجنبية خلال حفل توزيع جوائز «موركس دور» الـ16، مؤكدة أنها احترمت الضيوف الأجانب لذلك تحدّثت بلغتهم.
وشدّدت النجمة السورية على أنها كُرّمت خلال الحفل تقديراً لعطائها ومسيرتها الفنية، لأنها أعلنت في وقت سابق خلال مؤتمرين صحافيين في دمشق وبيروت انسحابها من مسابقة أفضل ممثلة عربية على رغم وصولها إلى مرحلة متقدّمة بسبب اختيارها سفيرة «أكيومن» في الشرق الأوسط، على اعتبار أن هذه الشركة كانت الراعي الرسمي للحفل.
وطالبت نجم الدين أن يميّز الناس عموماً والصحافيون خصوصاً بين الجوائز والتكريم.
وكانت سوزان نجم الدين قد حصلت على «موركس» تكريمي عن مجمل مسيرتها وتميّزها عام 2015 عن دورها في «امرأة من رماد»، وأطلّت بإطلالتين، الأولى ظهرت فيها بفستان أبيض عاري الكتفين وزيّنته بشال أسود، وتقمّصت شخصية نجمة الإغراء الأميركية الراحلة مارلين مونرو، في قَصّة شعرها ولونه، وكذلك في موديل فستانها، كما اعتمدت ماكياج قرّب منهما كثيراً.
بسام كوسا يعيش الرعب مع «الرابوص»
من جهة أخرى، تواصل عجلة الدراما السورية دورانها، حيث يصوّر المخرج إياد نحاس مسلسل «الرابوص»، ويجسّد الفنان النجم بسام كوسا فيه شخصية «أبو عاصي»، وهي شخصية استثنائية تقدّم للمرّة الأولى في الدراما العربية ضمن مشاهد تشويقية مرعبة، سنراها للمرّة الأولى في مسلسل الرعب «الرابوص»، الذي يضمّ نخبة من نجوم الدراما في سورية ولبنان.
العمل من تأليف سعيد حناوي، والمشرف على الإنتاج يامن ست البنين، وإنتاج «زوى ونحاس».
«توب فايف» تفتتح كوميديا 2017
تواصل شركة «هني موون للإنتاج والتوزيع الفني» تصوير المسلسل الكوميدي «توب فايف»، تأليف محمد حميرة وقصي لوباني، ومعالجة درامية للكاتب أحمد سلامة، وإخراج ريم عبد العزيز.
ويحكي العمل عن شركة إنتاج تلفزيوني وما يدور في داخلها من أحداث وتحدّيات وتطوّرات ضمن قالب كوميدي تشويقي بعيد عن التهريج. ويشارك في بطولة العمل كلّ من: ليث مفتي، راكان تحسين بيك، أحمد عيد، سمر عبد العزيز، ريهام عزيز، وريم مقدسي. ويتم التعاقد مع مجموعة أخرى من النجوم سيُكشَف عن أسمائهم لاحقاً.