بالعروبة والمقاومة نجابه الأخطار التي تهدّد الأمة في الداخل والخارج
المحامي عمر زين
تصلنا الأخبار والتحركات التي تدنّس أرضنا وشرفنا وكرامتنا وهي كثيرة، ومنها أخيراً أنّ «فرنسا تبني قاعدة عسكرية قرب عين العرب شمال سورية على هضبة مشتى نور المطلة عليها من الجهة الجنوبية الشرقية، وهي على غرار القاعدة الأميركية، ويرافق ذلك وجود خبراء فرنسيون وبريطانيون في ريف منبج الى جانب الخبراء الاميركيين»، وكما في سورية كذلك في العراق وليبيا والحبل على الجرار… دون ان يحرك هذا الخزي والعار فينا اية مشاعر مع الأسف تعبّر عن غضب او ثورة في نفوسنا وكأننا فقدنا الإحساس والشعور القومي، وأصبحنا تائهين فعلاً يحيط بنا أناس كالحيوانات المفترسة من كلّ جانب تأكل الأخضر واليابس، وضعت يدها على مقدراتنا ومفاصل حياتنا دون حسيب او رقيب، او مساءلة او محاسبة، وهي تسهّل بأقوالها وتصرفاتها وجود هذه القواعد العسكرية وإقامة سواها، ويعني ذلك بوضوح وعملياً عودة الاستعمار مجدّداً الى أرضنا العربية مستفيداً بما صنعه من تكوين منظمات إرهابية تحت مسمّيات مختلفة يدعمها بالمال والسلاح والعديد لتعبث بالأرض والبشر قتلاً وتهديماً وتشريداً وتهجيراً بعد ان طرد أجدادنا الاستعمار بتقديمهم الشهداء والدماء على كل ارضنا العربية من المحيط الى الخليج، وحرّروا الأرض من رجسه، دافعهم من ذلك تمسّكهم بكرامتهم، ومحافظة منهم على ثروة الأمة، والنضال من أجل وحدتها.
وما نحن عليه اليوم من فقدان للكرامة واستهتار بالثروة، وبوحدة الأرض، وغياب الرغبة في ان تكون الأمة العربية على خريطة العالم، وما يحصل من تنفيذ لمخططات التفتيت والتجزئة التي تهدف الى تقديم الطمأنينة والسكينة للكيان الصهيوني ودون ايّ تصدّ له وهو اليوم يبشرنا بأنه صنع سلاحاً يستهدفنا اسماه سلاح يوم القيامة الصقر المدمر .
ونحن في سبات عميق وقد وصفتنا غولدا مائير منذ سبعين سنة بقولها: «عندما أحرقنا القدس لم أنم طيلة الليل وتوقعت انّ العرب سيأتون نازحين من كلّ حدب وصوب نحو اسرائيل، فعندما بزغ الصباح علمت وأيقنت أننا أمام أمة نائمة».
قالت غولدا مائير هذا القول وهي تعلم وتدرك بأنّ الصهيونية العالمية تعمل منذ أكثر من مائة سنة وفق قول مؤسّسها هرتزل «سنولي عليهم سفلة قومهم حتى يأتي اليوم الذي تستقبل فيه الشعوب العربية جيش الدفاع الاسرائيلي بالورود والرياحين».
نقول لهؤلاء الصهاينة ولأتباعهم في بلادنا من كلّ الأصناف، بمن فيهم المطبّعون، بأنّ جماهيرنا العربية المرتكزة بمفاهيم ثورة يوليو عبد الناصر، والحاملة لثقافة المقاومة، والمقدِّسة لدماء الشهداء، والمستندة الى انتفاضات الأمة في فلسطين، والى انتصار المقاومة وهزيمة العدو الصهيوني في لبنان عامي 2000 و2006…
انّ هذه الجماهير آمنت بثقافة المقاومة، وبوحدة البندقية، وآمنت بأنّ المقاومة هي طريق خلاصنا في الداخل والخارج، وفي ذلك الانتصار الأكيد على الأعداء، مما يستدعي ان تتوجه كلّ الجهود الفكرية والتنظيمية والعملية في أمتنا العربية الى محاصرة أتباع الصهاينة الذين موقعهم مزبلة التاريخ، ولا بدّ ان نكون جميعنا مقاومين للأعداء وللتطرف والعنف والإرهاب والمذهبية والطائفية والتفتيت والتجزئة والقواعد الأجنبية والجهل والفقر والبطالة، وليس خدماً لصالحها، وهذا يتطلب تكوين جبهات وطنية في كلّ دولة عربية تحمل هذه الرسالة وتعمل لها لبناء أمة تنتصر على أعدائها وتصنع مستقبلها.
الأمين العام لاتحاد المحامين العرب سابقاً