تشوركين: واشنطن فشلت في فصل المعارضة عن الإرهابيين في سورية
لفّت الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، إلى أنّ بلاده ستضاعف جهودها للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية والعراق، مشيراً إلى أنّ التنظيم خسر أكثر من 50 من الأراضي التي يسيطر عليها في العراق ويتكبد خسائر كبيرة في منبج بسورية.
أوباما أكد أنّ وقف الأعمال القتالية في سورية، رغم هشاشته ساهم في حفظ أرواح الكثيرين، متهماً الرئيس السوري بشار الأسد و»داعش» و»جبهة النصرة» بخرق الهدنة، مؤكداً أنّ الولايات المتحدة الأميركية تمضي في المطالبة بتحقيق حل سياسي في سورية.
الرئيس الأميركي تطرق إلى ارسال قوات خاصة أميركية ورديفة للساحة السورية والعراقية، لتحقيق ما أسماه هزيمة «داعش».
تصريحات أوباما تزامنت مع كشف مصادر خاصة، عن وصول وحدة عسكرية ألمانية، أمس، إلى مشارف مدينة منبج التي تحاصرها «قوات سوريا الديمقراطية» منذ عدة أيام.
وبيّن المصدر أن وصول الوحدة العسكرية الألمانية يهدف إلى مساندة «قوات سوريا الديمقراطية» بقوات برية في معركتها ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، حيث تضاف القوات الألمانية إلى قرابة 500 مستشار وجندي أميركي، وعدد من الجنود الفرنسيين الذين أعلن في وقت سابق عن تواجدهم في المنطقة ذاتها بهدف المشاركة في طرد التنظيم الارهابي منها.
وأضاف المصدر، أن مهمة هذه القوات تتمثل في ربط وتنسيق العمليات العسكرية بين طائرات التحالف والقوات البريّة المتقدمة على الأرض، إضافة إلى مهام للاقتحام وحرب الشوارع وأخرى لتفكيك الألغام التي عادة ما يلجأ «داعش» إلى تكثيفها بهدف إيقاف تقدم القوات البرية باتجاه مناطق سيطرته.
وفي سياق متصل، أشارت مصادر متطابقة إلى أن القوات الفرنسية الموجودة في منطقة عين العرب بريف الرقة الشمالي، بدأت تجهيز مهبط للمروحيات في تلة مشته نور، المطلة على المدينة، وذلك لاستخدامه في نقل الجنود والعسكريين الفرنسيين من شمال العراق باتجاه سورية، وتحويلها لاحقا إلى قاعدة عسكرية فرنسية في المنطقة.
هذا و سيطرت «قوات سوريا الديمقراطية»، على قرى هدهد والحمدونية وقناة الغرة وتل حطابات بريف حلب الشمالي الشرقي، أثناء تقدمها في المنطقة، بعد اشتباكات عنيفة مع عناصر تنظيم «داعش».
وقال مصدر ميداني أنّ عدداً من عناصر التنظيم قتلوا جراء هجوم شنوه على مواقع «الديمقراطية» في قريتي عوسجلي الصغير وعوسجلي الكبير في ريف منبج.
إلى ذلك، أعلن الكرملين أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا الوضع في سورية ومكافحة الإرهاب.
وقال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أمس، إن بوتين سيبحث مكافحة الإرهاب والوضع في سورية مع بان كي مون في 16 حزيران في إطار منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي.
من جهة أخرى أشار أوشاكوف إلى أنّ جدول أعمال الرئيس الروسي لا يتضمن الآن أي لقاءات مع نظيره الأميركي باراك أوباما، مشيراً إلى أنّ الرئيسين يمكن لهما إجراء مباحثات هاتفية، مشيراً أنّ وزيري خارجية البلدين يناقشان بشكل شبه يومي قضايا مكافحة الإرهاب وتنظيم «داعش».
التتمة ص14
وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر قد أشار في وقت سابق، إلى أن الولايات المتحدة قدمت مقترحات إلى روسيا لتعزيز نظام وقف إطلاق النار في منطقة حلب.
في غضون ذلك، أكد ممثل روسيا الدائم لدى مجلس الأمن الدولي فيتالي تشوركين، أمس، أن دي ميستورا متردد بشأن عقد جولة جديدة من المفاوضات حول سورية، وقال أن «الأمم المتحدة تولي اهتماماً كبيراً لمجموعة الرياض من المعارضة السورية، في الوقت الذي تعرب فيه الحكومة السورية عن استعدادها للمفاوضات».
المسؤول الروس أكد أنّ روسيا وأميركا تتعاونان بشكل مكثف بشأن محاربة الإرهابيين، لكنه أضاف أنّ واشنطن فشلت في فصل المعارضة السورية عن الإرهابيين.
إلى ذلك، أعلن المركز الروسي لتنسيق الهدنة في سورية عن اتساع نطاقها في البلاد مع ارتفاع عدد المدن والبلدات والقرى التي انضمت إليها إلى 146، وعدد الجماعات التي أعلنت تقيدها بنظام وقف الأعمال القتالية في البلاد ظل على حاله، وهو 60.
كما ذكر مركز «حميميم» في بيان أمس، أنه رغم صمود نظام التهدئة في معظم المحافظات السورية، تم رصد خمسة خروقات، وذلك في محافظة دمشق، عندما قصف مسلحو «جيش الإسلام» مواقع للجيش السوري.
وأكد المركز أنّ القوات الجوية الروسية والسورية لم توجه ضربات إلى تلك الفصائل المسلحة للمعارضة التي أعلنت وقف عملياتها القتالية وأخبرت مركزي التنسيق الروسي والأميركي بمواقعها الميدانية بدقة.