بعد هجوم أورلاندو الأميركية «داعش» يضرب مجدداً في باريس
تمكنت القوات الخاصة التابعة للشرطة الفرنسية من تصفية العروسي عبد الله، خلال مداهمة منزله في مسقط رأسه في مدينة مانت لاجولي، التي تقع على بعد 60 كيلومتراً غرب العاصمة باريس.
و أكدت وسائل الإعلام الفرنسية أمس، بتصفية العروسي المسؤول عن قتل قائد في الشرطة الفرنسية و زوجته طعناً بالسكين واحتجاز طفله كرهينة، وذلك في منطقة مانيانيفيل شمال غرب العاصمة الفرنسية باريس أولمن أمس.
وتحدثت الأنباء عن أنّ الجريمة وقعت الاثنين 13 حزيران، و أكدت «فرانس بريس» نقلاً عن مصدر في وزارة الداخلية الفرنسية، أنّ الحادث وقع لدى عودة الشرطي إلى منزله، دون أن تشير إلى مسوّغات الاعتداء، في حين كشفت صحيفة «Parisien» عن أنّ المجرم كان جاراً لعائلة الشرطي المقتول.
وفي السياق، قالت وكالة «أعماق» التابعة لتنظيم «داعش» الارهابي إنّ مقاتلاً ينتمي للتنظيم، تمكن من قتل نائب رئيس مركز شرطة مدينة ليميرو وزوجته طعناً بالسكين قرب باريس»، منذ أن فرضت الحكومة الفرنسية حالة الطوارئ في أعقاب هجمات باريس الدموية في تشرين الثاني التي قتل فيها 130 شخصاً.
هذا و أفادت بأنّ العروسي، حكم عليه سابقاً في 2013 بالسجن لمشاركته في شبكة متطرفة تنشط بين فرنسا وباكستان، كما حوكم سابقاً مع 7 متهمين، وحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات، منها 6 أشهر مع وقف التنفيذ، بتهمة المشاركة في «الإعداد لأعمال إرهابية».
وقال شهود إنّ العروسي هتف «الله أكبر» عند تنفيذه عملية القتل، فيما ذكرت مصادر أمنية أنّه أكد انتماءه لـ«داعش» خلال محاولة التفاوض معه من قبل قوات التدخل في الشرطة التي أردته فيما بعد قتيلاً.
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنّ بلاده تواجه «خطراً إرهابياً كبيراً جداً»، مشدداً على أنّ مقتل الشرطي وزجته «عمل إرهابي لا يمكن إنكاره».
وقال هولاند بعد اجتماع طارئ شارك فيه رئيس الوزراء مانويل فالس، ووزيراً الداخلية والعدل «مكافحة الإرهاب لا تعني بلداً واحداً أو أراضٍ محددة بل تتطلب عملاً مشتركاً»، مشيراً إلى أنّ «تهريب المخدرات والأسلحة والبشر مرتبط إلى حد كبير بالإرهاب».
هذا ووصف وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنيوف مقتل الشرطي بالعمل الإرهابي الشنيع، مشيراً إلى أنّ تم اعتقال 182 شخصاً في فرنسا منذ بداية هذا العام بتهمة القيام بأنشطة إرهابية، كما تم اعتقال شخصين في إطارالتحقيقات بشأن قتل الشرطي الفرنسي وزوجته.
وجاء إعلان «داعش» مسؤوليته عن هجوم فرنسا بعد يوم واحد من إعلان مسؤوليته عن إطلاق النار على ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية الذي قتل فيه 49 شخصاً.
وفي السياق، ذكرت مصادر إعلامية نقلاً عن شهود عيان بأنّ عمر متين منفذ مجزرة أورلاندو ارتاد الملهى الليلي أكثر من 12 مرة لشرب الكحول وقضاء الوقت.
وقال تاي سميث أحد زبائن الملهى في حديثه عن متين « كان في بعض الأحيان يجلس في الزاوية ويشرب بمفرده، وأحياناً كان يصبح ثملاً إلى درجة أنه يثير ضجيجاً».
وبحسب سميث فإنّه رأى متين، في الملهى المذكور 12 مرة على الأقل، قائلاً «لم نتحدث إليه كثيراً لكنني أذكر أنه قال كثيراً من الأمور عن والده»…»قال لنا إنه متزوج ولديه طفل»، في حين أكد شاب آخر من زبائن الملهى أن متين أرسل إليه رسالة عن طريق تطبيق خاص بالمثليين.
الى ذلك، أعلنت المرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون أنّها إذا فازت بالمنصب فسوف تضغط على شركات التكنولوجيا الأميركية لمساعدة وكالات المخابرات في إحباط مخططات العنف.
وفي كلمة ألقتها في كليفلاند في أعقاب هجوم اورلاندو، تحدثت كلينتون عن خطط لتوسيع نطاق المراقبة الإلكترونية للمشتبه في احتمال إقدامهم على ارتكاب هجمات متطرفة، وقالت «ندرك بالفعل أننا في حاجة لمزيد من الموارد في هذه المعركة. والخبراء الذين يحافظون على أمننا هم أول من يرى أنّ هناك حاجة لتعزيز الأنشطة المخابراتية من أجل كشف وإحباط المخططات الإرهابية قبل تنفيذها».
المرشحة الديمقراطية أضافت «لذلك أقترح تعزيز الأنشطة المخابراتية من أجل تدعيم قدراتنا بشكل شامل بضمانات ملائمة هنا في الداخل».
ولم تدل كلينتون بتفاصيل لكنها قالت إنها تريد من شركات التكنولوجيا أن تكون أكثر تعاوناً مع الحكومة فيما يتعلق بطلبات المساعدة في التصدي للحملات الدعائية على الإنترنت، وخصوصاً اعتراض الاتصالات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي شأن متصل، أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز «بيو» للأبحاث أنّ الأوروبيين يرون أنّ تنظيم «داعش» أكبر تهديد يواجه بلدانهم قبل تغير المناخ وانعدام الاستقرار الاقتصادي وأزمة اللاجئين.
وقال مشاركون في تسع دول من أصل عشر دول شملها الاستطلاع إنهم يرون أنّ التنظيم الإرهابي هو الخطر الأكبر، حيث وصف 93 بالمئة من الاسبان و91 بالمئة من الفرنسيين «داعش» بأنّه تهديد كبير.
هذا واستطلعت معظم الآراء في نيسان بعد شهر من قيام ارهابيين موالين لـ«داعش» بقتل 32 شخصاً في مطار ومترو بروكسل، ونشّر التقرير بعد يوم واحد من هجوم اورلاندو الاميركية.