هاشم لـ«سبوتنيك»: أميركا تذوق من كأس الإرهاب الذي سقت منه العالم في أورلاندو

رأى الكاتب السياسي والمتخصِّص في علم الاجتماع صلاح هاشم أنّ «أميركا أثبتت للعالم، خلال السنوات السابقة، أنها النظام والدولة الأكثر دموية في العالم وقد تسببت بموجات الدم في مناطق مختلفة من العالم وها هي اليوم تتذوق الألم نفسه الذي تسببت فيه للعالم الكبير وتذوقت مرارة الإرهاب، ولكنّ هذا العمل له تفسير آخر ودواعي ومرجعية نفسية، خاصة أنه لم يكن عملاً إرهابياً بحتاً وتشابهه مع الحوادث الأخرى حيث هناك قتلى وضحايا ومجرمون».

وعن دوافع هذا الهجوم، قال: «هناك تفسيرات عديدة مرجعية نفسية والمرض النفسي وعوامل أخرى، يرجع لأنّ القتلى هم فئة شاذة ومرفوضة في المجتمعات وفي المجتمع الأميركي وهم المثليون. هناك أعراف وديانات ترفض هذا السلوك الشاذ. وأوباما لم يعزُ ذلك إلى الإسلاميين، رغم أنّ بعض الأخبار تقول إنه مسلم وكان التصريح واضح بأنه نابع من الكراهية ويثبت أنّ هذا السلوك مرفوض وكانت هذه الضربة موجعه للدولة الأميركية التي أصدرت قانوناً يُبيح مثل هذا السلوك الشاذ مجتمعياً ويُخالف الطبيعة البشرية».

وإذ أشار هاشم إلى أنّ «هذا الحادث إرهابي من الطراز الأول»، رأى «أنّ دوافعه يمكن أن تكون ثقافية أو دينية أو سياسية لكنّ تفسيره سلوك مرفوض من المجتمع. وهذه الضربة موجهة للقانون الأميركي وليست من خارج أميركا بل من الداخل».

وتابع: «إنّ تبني داعش هذا الحادث هو ادّعاء فقط، خاصة أنّ التنظيم خسر الكثير وفقد قواته في الفترة الأخيرة وبدأ يتبنّى حوادث فقط من أجل عودة الثقة لدى مقاتليه وأعضائه، وهو يهدف بذلك إلى دعم الروح المعنوية لمقاتليه، لكنّ الجانب السلبي هو أنّ أميركا ستُعطي لنفسها البطاقة الخضراء مجدداً لمزيد من التدخل في دول المنطقة العربية، بذريعة محاربة الإرهاب وداعش وأعتقد أنّ التصريح الداعشي الأخير وراءه المخابرات الأميركية».

وقال: «ترامب وصف المسلمين بأنهم متطرفون ولم يصفهم بأنهم إرهابيون وهذه رسالة أخرى منه. هل هي طمأنة أم تقليل من النعرة الأميركية التي سمعناها، والفكرة هي التطرف وليس الإرهاب ووضع نظام توعوي ثقافي يعالج هذا النهج والفكر المتطرف، أما الإرهاب فليس له إلا علاج واحد وهو المعارك الحروب، في كلّ الأحوال سيتعرض المسلمون للمزيد من الاضطهاد، والأميركيون أنفسهم الذين يطالبون بمزيد من الحرية واعتقادهم أنّ الإسلام هو وراء تحجيم حرياتهم حتى لو كان يتعارض مع الطبيعه البشرية فسيستمرون في ذلك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى