أبو مرزوق: الوفد «الإسرائيلي» رفض الورقة المصرية
مع بدء العدّ التنازلي لانتهاء هدنة الأيام الخمسة، كثرت التسريبات الإعلامية عن العودة للمربع الأول بسبب التعنت الصهيوني، ومعها وُضع مزيد من علامات الاستفهام حول طبيعة المرحلة المقبلة خصوصاً أن ما يطرحه الكيان لا يرتقي إلى مطالب شعبنا الفلسطيني ومقاومته التي لم تغادر مواقعها وظلت أيادي رجالها على الزناد، في الوقت ذاته ترقب أعينهم تحركات العدو داخل السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48.
وقبل ساعات من انتهاء الهدنة تبدو المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى وقف إطلاق النار كباشاً بين الفلسطينيين و«إسرائيل». وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق: «إن الوفد «الإسرائيلي» لمفاوضات القاهرة قدّم تعديلات على الورقة المصرية أعادت الأمور إلى المربع الأول». وأضاف على حسابه في «فايسبوك» أن التهدئة الحالية قد لا تجدد، مشيراً إلى أن بنيامين نتنياهو رفض الورقة المصرية وأصبح أسيراً للتناقضات الداخلية. منوهاً بأن الوفد الفلسطيني انتهى من مشاوراته ودراسته للورقة المصرية، وسيلتقي اليوم الاثنين بالوسيط المصري.
من جهة أخرى، طالب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو المستوطنين بضرورة «الصمود خلال العملية العسكرية في القطاع»، مشيراً خلال زيارة لمستوطنة سديروت القريبة من قطاع غزة إلى أن «القوة ليست الحل في الشرق الأوسط، بل يتوجب التحلي بالصبر والحكمة».
الزيارة المفاجئة لنتنياهو بحسب تعبير الإذاعة تأتي قبل ساعات من انقضاء اتفاق وقف إطلاق النار الموقت الذي امتد لخمسة أيام، بين جيش الاحتلال والفصائل الفلسطينية في القطاع. وقال نتنياهو: «الثبات والصمود يعطينا القوة، فنحن الآن في خضم معركة دبلوماسية، وفي المعركة الدبلوماسية كما في المعركة العسكرية، نحن بحاجة إلى كثير من القوة والصبر وكثير من المثابرة والحكمة».
وفي محاولة منه لتحضير المستوطنين لما بعد انتهاء الهدنة الموقتة، قال نتنياهو: «في الشرق الأوسط الذي نعيش فيه لا تكفي القوة فقط، فعلى رغم أن لدينا كثيراً من القوة، هناك أيضاً حاجة إلى كثير من الصبر».
أفادت مصادر بأن رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته محمود عباس سيقوم بزيارة إلى القاهرة مساء الجمعة، للبحث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في جهود إنقاذ المفاوضات بشأن وقف العدوان على غزة. وأضافت المصادر: «أن الرسالة التي حملها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إلى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تأتي في هذا الإطار، ولم يكشف بعد إذا كان عباس سيصطحب مشعل معه في زيارة القاهرة أم لا».
بسام الصالحي عضو الوفد الفلسطيني أكد أن المفاوضات سوف تدخل مرحلة حاسمة، واصفاً ما جرى حتى الآن بالاشتباك التفاوضي. وكشف أن الوفد «الإسرائيلي» اقترح تأجيل موضوع المطار والميناء والأسرى وهو ما يرفضه الوفد الفلسطيني.
في غضون ذلك جاب آلاف الفلسطينيين من أنصار حركة حماس شوارع مدينة رفح في قطاع غزة، مرددين شعارات مناوئة للاحتلال وأخرى تندد بالموقف العربي واصفين إياه بـ»المتخاذل».
وأحرق المتظاهرون العلم «الإسرائيلي» وقال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري: «إن أولويتنا هي التوصل إلى اتفاق لكن على الاحتلال أن يتوقف عن المماطلة»، مؤكداً: «أن الرغبة في الاتفاق ليست من باب الضعف بل من منطلق القوة» مشيراً إلى أن الكرة في ملعب الاحتلال. وأضاف أبو زهري: «إما أن نعقد اتفاقاً مشرفاً يستجيب لمطالبنا أو لا اتفاق، وعلى الاحتلال أن يكون جاهزاً لاستحقاقات عدم الاتفاق».
وكان نتنياهو قد حذر من أن «حماس ستتكبد مزيداً من الضربات القاسية ما لم ينعم المستوطنون بالهدوء والأمن»، مؤكداً أن «أي اتفاق بشأن مستقبل غزة يجب أن يفي بمتطلبات أمن «إسرائيل»»، وأضاف: «ينبغي على حماس ألّا تستهين بعزم «إسرائيل» على مواصلة القتال».