قاتل النائبة العمالية من جماعة «النازيين الجدد» هتف أمامها قبل طعنها «بريطانيا أولاً»
أكدت الشرطة البريطانية أنّها تلقت اتصالاً من عضو مجلس العموم عن حزب العمال، جو كوكس التي قتلت أول من أمس، مشيرةً أنّ كوكس أفادت في اتصالها عن تلقيها «اتصالات خبيثة» من أحد الأشخاص، التي تمكنت الشرطة من القبض عليه في وقت لاحق من شهر آذار الماضي.
وأوضحت الشرطة أنّ من اعتقلته في ذلك الحين ليس الرجل البالغ من العمر 52 عاماًص المحتجز في غرب يوركشير بعض القبض عليه قرب مسرح الجريمة، وقالت «تلقى رجال الشرطة مزاعم وصول اتصالات خبيثة إلى النائبة جو كوكس. وفي أذار 2016 اعتقل رجل فيما يتصل بالتحقيق وتلقى تحذيراً من الشرطة».
هذا و كانت الشرطة قد أفادت، بأنّ كوكس توفيت متأثرة بجروح أصيبت بها بعد أن أطلق رجل الرصاص عليها وطعنها أكثر من مرة في مقاطعة شمال يوركشير، حيث أكد شهود عيان أنّ الجاني صاح خلال الاعتداء «بريطانيا أولاً».
وقد أثارت قضية اغتيال كوكس جدلاً داخل بريطانيا وخارجها بشأن أسباب هذه العملية، فيما تذهب التحليلات إلى أنّ موقف النائبة من «البريكسيت» هو الدافع الرئيسي لمقتلها.
و تعرف النائبة العمالية بموقفها الرافض لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيثُ قالت في آخر تدوينة لها نشرتها في الـ10 من حزيران الحالي عبر حسابها على «تويتر»، إنّ «الهجرة مصدر قلق مشروع، لكنها ليست سبباًَ وجيهاً يدفع بريطانياً إلى مغادرة الاتحاد الأوروبي».
وكلام كوكس هذا ورد في مقال لها كتبته على موقع «يورك شاير بوست»، ذكرت فيه أنّ القلق مشروع من مسألة المهاجرين فيما يخص مميزات التعليم والصحة والمنافسة معهم في العمل، لكن معظم الناس يدركون أنّ هناك جوانب إيجابية لهذا الأمر، منها توفير العمالة الماهرة التي تحتاجها بريطانيا للنهوض باقتصادها، ووجود الأطباء والممرضات المتميزين للمساعدة في الخدمات الصحية.
وتعتبر كوكس أنّ أكثر من نصف جميع المهاجرين الوافدين إلى بريطانيا يأتون من خارج الاتحاد الأوروبي، ونتيجة الاستفتاء بشأن بقاء بريطانيا في الاتحاد أو لا ، لن تغير ذلك إلى الأفضل، معتبرة أنّ القول بغير هذا الأمر «وهم زائف».
إلى ذلك، كشفت منظمة «ساذرن بوفرتي لو سنتر» للدفاع عن الحقوق المدنية أنّ قاتل النائبة البريطانية الذي تم القبض عليه هو من أنصار جماعة «النازيين الجدد» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.
وأفادت المنظمة أنّ قاتل كوكس هتف أمامها قبل طعنها «بريطانيا أولاً»، مشيرةً إلى أنّ القاتل لديه «تاريخ طويل مع التيار القومي الأبيض».
واستناداً إلى وثائق حصلت عليها المنظمة، فإنّ القاتل توماس ماير كان من الأنصار الأوفياء للتحالف الوطني الذي كان لعشرات السنين أكبر منظمة للنازيين الجدد في الولايات المتحدة.
وتابعت المنظمة أنّ ماير أنفق أكثر من 620 دولاراً في نشاطات لمجموعة «التحالف الوطني» التي تدعو إلى بناء أمة مؤلفة من البيض حصراً، وإلى القضاء على اليهود.
وعلى صعيد متصل، كشّف شقيق القاتل أنّ أخاه أصيب باضطرابات نفسية وخضع للعلاج، معبراً عن استغرابه بما أقدم عليه ، موضحاً أنّ شقيقه ليس عنيفاً ولا مسيساً.
و يأتي الحادث وسط أجواء بريطانية مشحونة قبل الاستفتاء المقرر إجراؤه في 23 من الشهر الجاري، بعدما رجح استطلاعان جديدان للرأي فوز معسكر مؤيدي خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، فيما تحذر أوساط المال من عواقب خطيرة على الاقتصادين المحلي والعالمي في هذه الفرضية.
كما وتسبب مقتل كوكس في تعليق حملات الدعاية للاستفتاء بشأن العضوية في الاتحاد الأوروبي، رغم أنّ دوافع القاتل لم تتضح على الفور فقد تكهن البعض بأنّ التعاطف مع كوكس قد يعزز حملة البقاء التي تراجع التأييد لها في الأيام الأخيرة.