لافروف: هناك بعض التقدم في تسوية الأزمة الأوكرانية

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حصول بعض التقدم على محاور عدة في تسوية الأزمة الأوكرانية. وقال في مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الألمانية برلين أمس: «إن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لم يسجلوا تحركات غير شرعية على الحدود الروسية الأوكرانية».

وأضاف الوزير الروسي أن وقف إطلاق النار وبدء الحوار السياسي هما المشكلتان الأساسيتان ولم يحصل أي تقدم بهذا الشأن، موضحاً أن بلاده تصرّ على وقف إطلاق النار في أوكرانيا من دون شروط، لكن كييف لا تزال تقدم شروطاً غامضة. وتابع: «لسوء الحظ لم يتحقق وقف إطلاق النار. طبعاً، فوقف إطلاق النار هو عملية ثنائية، وكان زملاؤنا في كييف يشكون من أن قوات الدفاع الشعبي لا تتصل بهم. ومن الصعب الاتصال عندما تتعرض للقصف بشكل دائم مثلما يحدث في لوغانسك».

وشدد لافروف على أن تقديم مساعدات عسكرية لكييف من جانب حلف الناتو والاتحاد الأوروبي سيتناقض مع كل الاتفاقات الموجودة، معبراً عن أمله في أن يدرك الغرب مسؤوليته عما يحدث في أوكرانيا ويؤثر في من لا يريد إحلال السلام فيها. مؤكداً أن موسكو تدعو الولايات المتحدة إلى استخدام تأثيرها في كييف لدفعها إلى وقف الحرب والعنف وبدء عملية المحادثات، مشيراً إلى أن بلاده دعت مراقبي منظمة الأمن والتعاون إلى مراقبة الحدود الروسية ـ الأوكرانية.

وفي الوقت نفسه شدد الوزير الروسي على أن لبلاده الحق في اتخاذ قرارات تعتبرها ضرورية لضمان أمنها. وأضاف: «هناك حرب على الجانب الآخر من الحدود الروسية، وتستخدم المدفعية والطائرات، ويحدث ذلك على بعد كيلومترات عدّة من حدودنا، تسقط القنابل في أراضينا، هناك دمار وضحايا. لا نقبل بأن يكون الأمر مقصوداً، هو صدفة على الأرجح، لكن يجب علينا أن نكون حذرين».

وأشار لافروف إلى أهمية أن تؤكد الأطراف المشاركة في المحادثات حول أوكرانيا في برلين تمسكها باتفاق جنيف، مؤكداً أن روسيا تدعم فكرة تزويد بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بطائرات من دون طيار لتعزيز الإشراف على الوضع على الحدود الأوكرانية ـ الروسية. وقال: «للبعثة وفق صلاحياتها الحق في التزوّد بالمعدات الضرورية. الآن يدور الحديث عن حصولها على طائرات من دون طيار للإشراف على الحدود الأوكرانية من داخل الأجواء الأوكرانية».

واتهم لافروف كييف بأنها لا تشرف على تنظيم «القطاع الأيمن» المتطرف الأوكراني. وأضاف: «السلطات في كييف لا تشرف على الجماعات المسلحة، وبينها «القطاع الأيمن» الذي يضمّ القوات الأوكرانية بشكل كبير وفق تقييماتنا وخطوة «القطاع الأيمن» الأخيرة الموجهة إلى وزارة الداخلية الأوكرانية تؤكد ذلك». وتابع: «إننا نعمل مع زملائنا في أوروبا والولايات المتحدة الذين يمكنهم التأثير في الجماعات المسلحة التي لا تخضع للسلطات في كييف. والغرب مستعد لاستخدام هذا التأثير».

وأكد الوزير الروسي أن القضايا الإنسانية يجب أن توحّد أطراف المفاوضات بشأن الأزمة الأوكرانية. وقال إن لقاء برلين بين وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا تمخض عن التوصل إلى توافق بشأن تقديم المساعدات الإنسانية. وأعرب عن أمله بأن تصل المساعدات الإنسانية الروسية إلى جميع المحتاجين في المناطق المتضررة شرق أوكرانيا في القريب العاجل، مشيراً إلى تسوية كل المسائل المتعلقة بنقل المساعدات الروسية مع الجانب الأوكراني وكذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ونفى لافروف ما أعلنته كييف عن دخول قافلة عسكرية روسية أراضي أوكرانيا وتدميرها من قبل الجيش الأوكراني. وأوضح أن «قافلة عسكرية أوكرانية كانت تتوجه في الوقت ذاته تقريباً إلى مقاطعة لوغانسك بهدف قطع الطريق لتقديم المساعدات الإنسانية على ما يبدو، وقد دمر مسلحون هذه القافلة».

من جهة أخرى قال الوزير الروسي إن قوانين الاجتثاث وحظر تولي بعض المناصب لفئات معينة، التي يقوم البرلمان الأوكراني حالياً بإقرارها، ستؤدي إلى تقسيم البلاد. وأكد مجدداً أن أياً من المشاركين في لقاء برلين لم يعارض الوحدة الوطنية، إلّا أن الوسيلة لتحقيق ذلك في أوكرانيا تتمثل في العملية السياسية بمشاركة كل القوى ومناطق البلاد.

وكانت الهيئة المالية الأوكرانية أعلنت في وقت سابق أن قافلة المساعدات الإنسانية الروسية ستعبر الحدود مع أوكرانيا من خلال معبر «إيزفارينو». وقال رئيس الهيئة أناتولي ماكارينكو إن المساعدات ستنقل تدريجياً في 30 شاحنة دفعة واحدة، لتسلّم إلى ممثلي بعثة الصليب الأحمر فقط بعد إتمام كل إجراءات الرقابة الجمركية على الحدود.

وكانت القافلة الروسية المحملة بالمساعدات الإنسانية قد وصلت إلى نقطة التفتيش الجمركي بمعبر دونيتسك الروسي على الحدود مع أوكرانيا.

وقال رئيس المركز الصحافي لمجلس الأمن والدفاع الأوكراني أندري ليسينكو إن خبراء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا يخططون لفحص القافلة التي تحمل المساعدات الإنسانية الروسية إلى شرق أوكرانيا الاثنين أو الثلاثاء. وأضاف: «وفق ما قاله ممثلو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بول ريكار، فإن المنظمة على الأرجح ستقوم بفحص القافلة الإنسانية الروسية في 18 أو 19 آب، وهذه الدفعات تقارب 30 شاحنة. وبعد عملية الفحص ستنقل الشحنات لممثلي الصليب الأحمر».

جاء ذلك في وقت توصلت وزارة الداخلية الأوكرانية إلى اتفاق مع تنظيم «القطاع الأيمن» القومي المتطرف حول التعاون بين الطرفين.

وأعلن أنتون غيراشينكو مستشار وزير الداخلية الأوكراني أمس، أنه أثناء لقاء جمع وزير الداخلية أرسين أفاكوف مع أحد نشطاء تنظيم «القطاع الأيمن» اتفق الجانبان على «تبادل المعلومات بصورة منتظمة والتعاون في الدفاع عن أوكرانيا من الخطر الإرهابي في إطار التشريعات القائمة». وكان التنظيم الأوكراني المتطرف توجه سابقاً إلى الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو بطلب إجراء تطهير في صفوف كوادر وزارة الداخلية وإلغاء جميع الدعاوى الجنائية المفتوحة سابقاً ضد أعضاء التنظيم. وحذّر من أنه في حال عدم استجابة السلطة لمطالب التنظيم فإنه سيسحب أفراده من جبهة القتال في جنوب شرقي أوكرانيا ليقودهم نحو العاصمة كييف.

وفي السياق، اقترحت الولايات المتحدة على كرواتيا إهداء مروحيات «مي 8» لأوكرانيا وتعهدت أن تقدم لها بدلاً منها مروحيات «Black Hawk» المستعملة متعددة المهمات. وقد بحث هذا الاقتراح خلال لقاء عقد بين وزير الدفاع الكرواتي أنتيه كوترومانوفيتش ووفد الكونغرس الأميركي برئاسة هارولد روجرس.

يذكر أن بحوزة الجيش الكرواتي حالياً 14 مروحية من طراز «مي 8 أم تي في» و10 مروحيات من طراز « مي 171 شا». وسبق لوزارة الدفاع الكرواتية أن وقعت اتفاقاً مع أوكرانيا تقوم الأخيرة بموجبه بإصلاح 6 مروحيات «مي 8» عائدة إلى كرواتيا. وأنجزت أعمال الإصلاح على 4 مروحيات. أما المروحيتان الأخريان فتوقف العمل عليهما بسبب عدم وصول قطع الغيار من مدينة سيفاستوبل الروسية.

واقترح الجانب الأميركي على الجانب الكرواتي توقيع اتفاق توريد مروحيات «Black Hawk» الأميركية مقابل الاستغناء عن مروحيات»مي 8» لمصلحة أوكرانيا، مع تعهد الجانب الاميركي تدريب الطيارين الكرواتيين وأفراد الصيانة وتسليم قطع الغيار الخاصة بالمروحيات الأميركية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى