تقارب إيطالي ــ روسي و دعوات لعدم تمديد العقوبات تلقائياً

انتقد وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، سياسة حلف شمال الأطلسي حيّال روسيا، محذراً «الناتو» من تصعيد حدة التوتر واستئناف المواجهة التي مر بها العالم خلال الحرب الباردة.

وقال شتاينماير، في مقابلة مع صحيفة «بيلد أم زونتاغ» الألمانية، «ما علينا أنّ نتجنبه اليوم هو مفاقمة الوضع مع نداءات تدعو إلى الحرب»، منتقداً خصوصاً نشر «الناتو» قواتها قرب الحدود مع روسيا. وأضاف «مخطئ من يريد توفير مزيد من الأمن في الحلف عبر عروض رمزية للدبابات قرب الحدود في الشرق».

واعتبر الوزير الألماني المعروف بتعليقاته المدروسة حيّال روسيا، أنّ «حصر النظر بالجانب العسكري والسعي إلى الانتصار عبر سياسة الردع فقط سيكون مميتاً»، مؤكداً أنّ الدول الحلف عليها استئناف المناقشات حول «ميزة نزع السلاح والسيطرة على تطوير الأسلحة من أجل ضمان الأمن في أوروبا»، مشدداً في الوقت ذاته على أنّه «يجب عدم تصعيد الوضع بشكل أكبر عن طريق التلويح بالأسلحة وهتافات الحرب».

واعتبر شتاينماير أنّ الدول الأعضاء في الناتو يجب عليها «عدم إعطاء ذريعة لاستئناف المواجهة السابقة»، داعياً «الناتو» إلى تعزيز الحوار مع روسيا وإشراك موسكو فيما وصفه بـ«المسؤولية الدولية المشتركة»، مشيراً إلى المشاركة الروسية في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، ومحاربة المجموعات الإسلامية المتشددة في الشرق الأوسط باعتبارهما مثالين ناجحين لمثل هذا الإشراك.

شتاينماير تطرق إلى ملف العقوبات الاوروبية على روسيا، مؤكداً أنّه على الاتحاد أن يلغي تدريجياً هذه العقوبات في حال تحقيق تقدم ملموس في عملية السلام في أوكرانيا. وقال «العقوبات ليست غاية في حد ذاتها بل عليها أن تقدم حافزاً لتغيير السلوك».

الوزير الألماني أضاف أنه يؤيد رفع العقوبات تدريجياً، في حال أظهرت الحكومة الروسية أنها تقوم بدورها في تطبيق اتفاقية مينسك للسلام في أوكرانيا.

وتأتي التصريحات الألمانية في وقت يستمر الجدل داخل الاتحاد الأوروبي حول تمديد العقوبات الاقتصادية على روسيا، في إعلان عدد من الدول الأعضاء الرغبة في إنهاءها والعودة إلى علاقات طبيعية تحقق المصالح المشتركة لكافة الأطراف.

وفي السياق، صرّح رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رنزي، بأنّ بلاده ستدعو في الاجتماع المرتقب لسفراء بلدان الاتحاد الأوروبي، إلى عدم تمديد العقوبات بحق روسيا بشكل تلقائي.

و قال في مؤتمر صحفي في ختام مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «يمكنني أن أؤكد لكم أننا سنطلب في الاجتماع المقبل للسفراء في بروكسل، أن تتم مناقشة العقوبات وألا يتم تمديدها تلقائياً حتى نعرف مرحلة تطبيق اتفاقات مينسك».

رئيس الوزراء الإيطالي أكد أنّ العلاقات مع روسيا مهمة ليست لبناء الحواجز ولكن لبناء الجسور بين الجانبين، وقال «موقفنا يتمثل حقاً ببناء الجسور، لا بناء الجدران ذات الأهمية الاستراتيجية. الصحفيون الإيطاليون حضروا اليوم، ورأوا كيف تعمل شركة «أستالدي»، التي أوشكت على الانتهاء في الوقت المحدد، وباحترام واضح للمواعيد النهائية، من بناء جسر بطول 14 كم ، في سان بطرسبورغ. آمل من الرئيس بوتين أن يفتتح هذا الجسر في غضون بضعة أسابيع».

وشدد رينزي في اجتماعه مع الرئيس الروسي، على أهمية التعاون في مجال الطاقة بين روسيا وإيطاليا. وقال «من جانبنا، أكدنا على المخاوف التي أعرب عنها بوتين في خطابه: الأهمية الاستثنائية لشراكة الطاقة لدينا، وكل ما يعنيه ذلك لمختلف شركاتنا، وليس فقط للشركات الفردية».

كما وأعرب عن رغبته في استمرار تنفيذ مشروع «التيار الجنوبي»، ولكن نظراً لإغلاقه، فإنه يعول مع مرور الوقت، على أن يتم العثور على حل آخر لمشكلة توفير موارد الطاقة الروسية في أوروبا. وقال «أنا كنت أفضل، أن يستمر مشروع «التيار الجنوبي». هذا لم يحدث. المسؤولية عن هذا لا يكمن تحميلها، لا لروسيا، ولا لإيطاليا».

من جهته، كشّف الرئيس بوتين، عن إبرام عقود مع رجال أعمال إيطاليين على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي بقيمة أكثر من 1.3 مليار يورو. وقال «ضمنت المشاركة الشخصية للسيد رنزي في هذه الفعالية مستوى عالياً لتمثيل أوساط الأعمال الإيطالية. إذ تمّ على هامش المنتدى في المجمل وبمشاركة رجال أعمال من إيطاليا إبرام عقود بقيمة إجمالية تزيد عن 1.3 مليار يورو».

وأعلن بوتين، أنّ روسيا وإيطاليا تنويان تنشيط الاتصالات في مجال الأعمال. وقال «خلال المباحثات أولينا اهتماماً خاصاً لوضع خطوات معينة لتنشيط التعاون التجاري الاقتصادي. ونُدرك مدى صعوبة هذه المهمة، لكننا سنعمل بشكل ثابت على حلها. ونرى استعداداً لدى الطرف المقابل، أيّ أصدقاؤنا الإيطاليون، لتنشيط الاتصالات في مجال الأعمال».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى