تحذيرات أوروبية: خروج المملكة سيكون له تأثير الدومينو على الاتحاد
اعتبر وزير خارجية لوكسمبورغ، جان أسلبورن، في مقابلة مع صحيفة «تاغشبيغل أم زونتاغ» الألمانية أمس، أنّ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى خطوات مماثلة من دول في شرق أوروبا.
أسلبورن أكد بقوله إنّه لا يمكن استبعاد أن يكون لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تأثير الدومينو في شرق أوروبا، مشيراً إلى أنّ كاميرون ارتكب «خطأ تاريخياً» لمجرد تفكيره بطرح مسألة استمرار عضويّة بريطانيا في الاتحاد الأوروبي على الاستفتاء.
و أضاف أسلبورن أنّه حتى لو انتهت نتيجة الاستفتاء ببقاء بريطانيا ضمن التكتل الأوروبي، فهذا لن يحل المشكلة الناجمة عن الموقف السلبي لقسم من البريطانيين حيّال الاتحاد الأوروبي.
ونوّه الوزير أيضاً أنّه في غالب الأحيان، يكون لديه انطباع بأن كاميرون ورئيس حزب القانون والعدالة الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي، متفقان ضمناً على تقليص التكامل الأوروبي، وبأنّ الإثنين لهما نفس الأجندة فيما يتعلق بموقفهما المنتقد للاتحاد الأوروبي.
بدوره، قال وزير الاقتصاد الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنّ تصويت بريطانيا للخروج من الاتحاد سيجعلها دولة صغيرة على حدود أوروبا مثل جزيرة غيرنزي الصغيرة.
وأشار ماكرون إلى أنّه في حال التصويت بخروج بريطانيا سيتم إرسال رسالة حازمة إليها وجدول زمني للخروج، مؤكداً أنه سيتعين على بريطانيا المساهمة المالية إذا ما أرادت المشاركة في السوق الأوروبية الموحدة إذا ما خرجت من الاتحاد.
هذا و من المنتظر أن يصون البريطانيون يوم 23 حزيران على البقاء أو الخروج من الاتحاد الذي يضم 28 دولة، في استفتاء ستكون له تداعيات طويلة الأجل على السياسة والاقتصاد والدفاع والدبلوماسية في القارة الأوروبية.
في غضون ذلك، استؤنفّت الحملة التي ستحدد مصير عضويّة بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أمس، بعد توقف دام ثلاثة أيام في أعقاب مقتل النائبة العمالية في مجلس العموم البريطاني جو كوكس، في حين حذّر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من أن البريطانيين يواجهون «اختيار وجود» يوم الخميس المقبل، وحثّهم على التفكير في التأثير الاقتصادي للخروج من الاتحاد.
واستؤنفّت أنشطة الحملتين المؤيدة للبقاء في الاتحاد والداعية للانسحاب منه، بينما أظهر استطلاعان للرأي أنّ حملة البقاء اكتسبت بعض الزخم لكن الصورة العامة لا تزال توضح انقسام الناخبين.
وقبل خمسة أيام من التصويت عادت الحملتان بسلسلة من المقابلات والمقالات في صحف يوم أمس، عن جدّلية الهجرة مقابل الاقتصاد التي حددت ملامح الحملة حتى الآن، حيث كتب مايكل جوف، المتحدث البارز باسم حملة الانسحاب، في صحيفة صنداي تليغراف «نواجه اختياراً يتعلق بوجودنا يوم الخميس… لذا عليكم أن تسألوا أنفسكم: هل سمعت أيُّ شيء أيّ شيء على الإطلاق يقنعني بأن الانسحاب سيكون أفضل شيء لأمن أسرتي الاقتصادي؟».
جوف هون من دور الاستفتاء في المستقبل الاقتصادي وقال إنّ الانسحاب سيحسن بالفعل الوضع الاقتصادي لبريطانيا. وقال «لا يمكنني أن أتكهّن بالمستقبل لكني لا أعتقد أنّ الخروج من الاتحاد الأوروبي سيجعل وضعنا الاقتصادي أسوأ بل أعتقد أنّه سيجعله أفضل».
وفيما يستمر الترقب، يؤكد المراقبون أنّ اختيار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي سيكون بداية عملية تفتت للهياكل السياسية والأمنية التي بني عليها النظام الأوروبي بعد الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة.
وحتى إذا قرر البريطانيون البقاء في الاتحاد فلن يتبدد قريباً ما تمخض عنه النقاش وتنامي اتجاه تنظيم الاستفتاءات على المستوى الوطني في قضايا تخص الاتحاد الأوروبي، ورد الفعل العكسي المناهض للعولمة ولدول النخبة الصناعية على جانبي الأطلسي.