ميسون أبو أسعد: الدراما صناعة وقوّة مؤثرة يجب الاهتمام بها

سامر شغري

موهبتها وشخصيتها وجمالها جعلها تصعد إلى النجومية، لتطلّ الفنانة ميسون أبو أسعد على جمهورها في موسم الدراما الحالي بخمسة أدوار متباينة تعكس قدرتها على أداء مختلف الشخصيات وتؤكد إمكانياتها التي عزّزتها عشرات الأعمال على خشبة المسرح وعبر شاشة السينما وفي التلفزيون.

وتجد الفنانة أبو أسعد في هذا التباين بالأدوار تحدّياً جميلاً، فتقول: شاركت هذا الموسم في مسلسلات عدّة منها «السلطان والشاه» الذي تعذّر إنجازه قبل قدوم شهر رمضان، وما زلنا نستكمل عمليات تصويره. كما قدّمت شخصيات مختلفة في «بقعة ضوء 12»، وهذا الأمر لا بدّ منه كي يبتعد الفنان عن النمطية ويظهر بحلّة جديدة أمام الجمهور.

وعن مشاركتها في مسلسل «بقعة ضوء»، لا سيما لوحة «أخلاق رياضية» مع النجم عبد المنعم عمايري، والتي لاقت صدى كبيراً عند الجمهور، تتحدّث أبو أسعد أنها كانت تتمنى لو شاركت في عدد أكبر من لوحات هذا المسلسل لكن ظروف سفرها إلى خارج سورية للتصوير حالت دون ذلك.

وتؤكد متخرّجة معهد الفنون المسرحية أهمية التنوّع في الأدوار بالنسبة إلى الممثل وتقول: صنّاع الدراما غالباً ما يميلون إلى استثمار الممثل في نمط ينجح في أدائه، أما الممثل فيميل إلى التنويع والمغامرة. لذلك حين تحين فرصة تقديم شخصية مختلفة يجب على الممثل أن يقتنصها ويستثمرها.

وتضيف أبو أسعد: سعيت لأن أقدّم أدواراً بعيدة عن التي يسندها إليّ بعض المخرجين عادة، وكنت جدّية في هذا الموضوع. لكنني أترك الحكم بالنجاح للجمهور والصحافة. إلا أنني تلقيت ردود فعل مبشرة على «مذنبون أبرياء» حيث تفاعل جزء كبير من الجمهور مع دوري، وفوجئوا بأن الدور انتهى من الظهور في هذا الجزء.

وحول شخصية «سراب» التي أدّتها في مسلسل «مذنبون أبرياء» والتي أثارت موجة من التعليقات تقول أبو أسعد: لم يتوقع الناس أن يروني أؤدّي دور مروّجة مخدرات، لا سيما أن الأعمال التي قدّمت شخصيات مماثلة قليلة جدّاً. ولكي أعكس طبيعة شخصية «سراب» في المسلسل، عملت على تصميم شكل خارجي مختلف ليعكس حدّة في الشخصية ونوعاً من القسوة. وعلى رغم ذلك، فإن لحظات الحبّ القليلة التي عاشتها «سراب» كانت لطيفة ورقيقة كأيّ فتاة عادية. معتبرة أن المسلسل يقدّم رسالة توعية للتحذير من تعاطي المخدّرات بمختلف أنواعها.

وعن مسلسل «زوال» الذي أدّت فيه شخصية «وداد» تشير إلى أنه يحظى بمتابعة جيدة على رغم أنه كان يستحق العرض في عدد أكبر من المحطات التلفزيونية لأنه عمل اجتماعي مهمّ.

وحول تقييمها للدراما السورية خلال الموسم الحالي توضح صاحبة شخصية «تولين» في مسلسل «شهر زمان» أنها جيدة من حيث الكمّ، ولكن انشغالها بالتصوير حتى في رمضان منعها من متابعة الأعمال كلّها، ما يحول بينها وبين التقييم الدقيق. مبديةً حرصها على متابعة كلّ الأعمال السورية بعد انتهاء رمضان.

وردّاً على سؤال حول مدى نجاح الشباب والمواهب الصاعدة في تعويض سفر عدد من نجوم الدراما وغيابهم، قالت أبو أسعد: نجح البعض في هذا الجانب، وآخرون يحتاجون إلى المزيد من التراكمية في العمل والخبرة والوقت ليصبحوا بالنسبة إلى كلّ من المحطات والمنتج أسماء تسويقية.

وترفض أبو أسعد اعتبار المسلسلات العربية المشتركة هي من سحبت الكوادر الفنية المهمة من سورية سواء ممثلين أو مخرجين أو تقنيين، لكنها ترى أن الأزمة التي نمر بها نتج عنها سفر بعض من هذه الكوادر ما سمح لهذه المسلسلات باستثمار العناصر السورية الناجحة.

وتقول مؤدّية شخصية «زبيدة» في مسلسل «حرائر»: ما ينقص المسلسلات المشتركة درامياً الإطار المجتمعي للقصص المطروحة، وأظنها ستكون أقوى درامياً إن توقفت عن استجلاب صيغ لأعمال غربية، واعتمدت على قصص من الواقع العربي.

وتطرّقت الفنانة الشابة إلى واقع الدراما السورية الحالي فقالت: حتى يعود المسلسل السوري إلى الصدارة، فهذا بحاجة إلى الكثير من العمل الجماعي على مستوى وطنيّ، بدءاً من وضع استراتيجية واضحة وتكاتف القطاعات العامة والخاصة المعنية انطلاقاً من أنّ الدراما صناعة وقوة مؤثرة، وليست فقط مجرد مجموعة مسلسلات تنتج بشكل اعتباطي تخدم المنتج بالدرجة الأولى.

وعن مدى نجاح الدراما السورية في نقل واقع الأزمة داخل البلاد تقول أبو أسعد في ختام تصريحها: ما زال هناك الكثير من تفاصيل الأزمة التي لا يستطيع عمل دراميّ واحد الإحاطة بها. ربما مجموع الأعمال يقارب واقع الأزمة. كما يجب ألا ننسى الأفلام التي أنتجتها المؤسسة العامة للسينما في السنوات الخمس الماضية والتي طرح معظمها واقع الحرب التي نعيشها.

يذكر أن الفنانة ميسون أبو أسعد متخرّجة في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، شكّل المسرح أساساً في انطلاقتها، حيث قدّمت عشرات العروض محلياً وعربياً ودولياً، منها «السقوط» مع الفنان الكبير دريد لحام، و«بيت الحكمة» و«الأشباح»، و«صمت» و«الرهان» و«مومو». كما قدّمت على الشاشة الذهبية عدداً من الأفلام السينمائية مثل «الأم»، و«مريم» و«حراس الصمت» و«مطر أيلول» و«دمشق مع حبّي» و«أنسرماشين» و«سوريون».

وفي جعبة أبو أسعد عشرات المسلسلات التلفزيونية بدءاً من «زمان الوصل» و«قانون ولكن»، و«عنترة بن شداد» و«الحوت» و«أهل الغرام» و«عن الخوف والعزلة» و«طالع الفضة» و«أرواح عارية» و«شهر زمان» و«بقعة ضوء» و«باب الحارة» و«حرائر» و«مدرسة الحبّ» و«مذنبون أبرياء» و«زوال» وغيرها الكثير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى