دلالات زيارة شويغو إلى دمشق
كنان خليل اليوسف
زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو المفاجئة إلى دمشق تحمل رسائل في ثلاثة اتجاهات، الأول أنّ القوة الروسية لا تزال حاضرة في سورية على عكس ما روّج له عقب قرار الرئيس بوتين بتخفيض عديد هذه القوات الروسية العاملة في سورية، وهنا يمكن القول إنّ الزيارة تأتي كترجمة عملية لما قاله القيصر الروسي أيضاً بأنّ هذه القوات ستعود خلال ساعات متى استدعت الحاجة.
فهل حان موعد العودة؟ كافة المعطيات تشير إلى أنه قد حان فعلاً لا سيما أنّ معركة الرقة أعلنت والوضع الميداني بريف حلب وتحديداً الجنوبي منه لا يسير كما تشتهي السفينة السورية
الثاني هو مؤشر إلى أنّ معظم الرهانات الروسية على وفاء الشريك الأميركي بالتزاماته وتعهّداته قد سقطت من الحسابات الروسية، فموسكو ومنذ 27 شباط الماضي، وهو موعد الهدنة، تطالب الولايات المتحدة بضرورة فصل جماعاتها المعتدلة عن «النصرة»، وقد أعطتها أكثر من مهلة لتنفيذ ذلك وحذّرتها باستهدافها ولكن دون جدوى. وهنا يبدو أنّ صبر روسيا هو الذي نفذ وليس صبر جون كيري، ما يعني بأنّ كلّ هذه القوى المسلحة ستكون هدفاً لعودة عاصفة السوخوي إلى ما كانت عليه قبل 17 شباط من هذا العام.
ثالثاً: من وراء منظومة «أس 400» وعبر الصورة التي التقطها شويغو يرسل الرسالة الروسية إلى الولايات المتحدة بأنّ أيّ خيارات عسكرية تصعيدية تجاه سورية ستواجه وبقوة وخاصة مناطق الحظر الجوي التي تحدث عنها قائد القوى الجوية الأميركي قبل أيام إضافة للرسالة التي وجهها موظفون في الخارجية الأميركية للرئيس أوباما مطالبين إياه بضربات عسكرية ضدّ مواقع الجيش السوري. لتأتي صورة شويغو في منصة الـ»أس 400» وتبطل مفاعيل كلّ هذه التهديدات.