«المنار»
لن يفطر اللبنانيون على حل في زمن الصوم طالما أنّ أطباق الحل المُعدّة على طاولة الحوار لن تُشبع البعض المصاب بجوع سياسي مزمن ولو قدّمت له شتّى أنواع قوانين الانتخاب.
وبلا تأويل أو اجتهاد، اختصر رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الكلام أقصى ما يمكن القبول به من قوانين المختلط بين الـ60 مقعداً نسبياً و68 أكثرياً، وكل المشاريع الباقية غير عادلة بما فيها قانونا الرئيسان برّي وميقاتي. فعلى أي نقاط سيكمل الحوار إن كان جواب المستقبل على هذه الحال؟
وفيما كان البعض عالقاً بين الدوائر، علّق رئيس مجلس النواب نبيه برّي على نقاش طاولة الحوار، لا يفكرنّ أحد بالتمديد ولا بقانون الستين، لأنّ العودة إليه قد تؤدّي إلى ثورة.
ومن شرّ البليّة أنّ البعض الغارق في دوائر انتخابية، ولم يخرج من المستنقعات البلدية، يريد التنظير بقضايا أمميّة، فمن بدأ تاريخه مع سعودي اوجيه وأفلسها مع إفلاسه السياسي يريد الحديث عن وطنية من ساهم بكتابة تاريخ البحرين ودستورها آية الله الشيخ عيسى قاسم.
فيما قسم البحرانيين الذي جُدّد اليوم أمس على المنابر وفي الساحات المزروعة رجالاً وأكفاناً أن لا بحرين من دون الشيخ عيسى قاسم، وأنّ التحرّك متواصل جماهيرياً وأمام المحافل الدولية ضدّ سلطة أصيبت بداء التبعية المطلقة لمن يغرق في كل ميدان، ويسعى للتسجيل عبر البحرين بعض نقاط ردّ الاعتبار.
«أن بي أن»
على بساط حواري قالها رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمام هيئة الحوار الوطني نصيحة للقوى السياسية بعدم التفكير في التمديد للبرلمان بعد اليوم، وتنبيه إلى أنّ انتفاضة ستُشعل الشارع إذا أُجريت الانتخابات على أساس قانون الستّين ولنتائج الانتخابات البلدية عبرة لأولي الألباب.
ولأنّ الوقت داهم والاستحقاقات لا يمكن أن تنتظر أكثر كانت دعوة الرئيس نبيه برّي إلى ثلاث جلسات متتالية للحوار في الـ2و3و4 من آب المقبل، علّها تحمل أجوبة على مقترحات رئيس المجلس الساعية إلى حلول على المستوى الوطني بعيداً عن دوائر المصالح وزواريب القوى السياسية.
أمّا الحديث عن إلغاء الطائفية السياسية من خلال الدائرة الفردية فلا يبدو عمليّاً سوى دوران في حلقة مفرغة، لكون هذا الإلغاء يحصل حصراً من خلال توسيع الدوائر الانتخابية.
الرئيس نبيه برّي طرح موضوع المراسيم التطبيقية لقانون النفط أمام هيئة الحوار، مشيراً إلى الدراسة التي أثبتت ما كان يحذّر منه، وقطعت الشك باليقين لجهة المطامع الإسرائيلية بالثروة اللبنانية، وعُلم في هذا الإطار أنّ ثمّة اجتماعاً حكومياً قريباً لإقرار المراسيم بعيداً عن الثرثرات التي فسرت الماء بعد جهد بالماء.
على مستوى المنطقة، كان الحدث عند الحدود الأردنية السورية تفجيراً إرهابياً استهدف القوات المسلحة قرب مخيم الزعتري، الملك الأردني أكّد الضرب بيد من حديد كل من يهدّد أمن وحدود بلاده، فيما أعلن الجيش المناطق الحدودية مع سورية منطقة عسكرية مغلقة، فهل حان وقت توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب على مستوى المنطقة؟
«او تي في»
علمياً، اليوم أمس ، 21 حزيران، أطول نهارات السنة وأقصر لياليها. أمّا عَمَلياً، فلبنان لم يستفدْ من طولِ نهارِه، بل استمر ساعةً خلف ساعة في دوامة الانتظار عينِها، حتى أنّ أوَّلَ مواعيد استحقاقات هذا الأسبوع السياسية أتى كسابقاتها: جلسةُ حوارٍ للصورة، ولضرب موعِدِ لقاءٍ ثلاثيّ الأيام مطلع آب المقبل. علمياً، اليوم أمس ، 21 حزيران، ينطلق فصلُ الصيف. أمّا عَملياً، فلهيبُ مَخاض المنطقة كوى لبنان والمحيط بعاصفةٍ هوجاء لا تنتهي، حتى بدت عواصفُ الصيف أشدَّ إيلاماً في الميدان والسياسة من عواصف كانون. فِعلياً أيضاً، اليوم أمس ، 21 حزيران، ذكرى رحيل عاصي الرحباني… رحل منذ ثلاثين عاماً في عزّ حربٍ جارفة، تاركاً لبنان حلماً معلّقاً في أغنية ومرسوماً على خشَبة مسرح. رحَل منذ ثلاثين عاماً تاركاً صوتَ فيروز يحمِلُ كلَّ صباحٍ الأملَ بوطنٍ نسير نحوه فيبتعد. رحَل تاركاً لبنان على ذلك المسرح… أمّا ارضُ الواقع فمكبُّ قُمامةٍ يَكبُر، وبئرُ فسادٍ يتعمّق، ورائحةُ نتانةٍ تفوح… كم بات لبنانُنا اليوم بعيداً عن وطن الرَحابنة!
«الجديد»
لن تجدَ طاولةُ الحوارِ أدهى من صانعِها، فهو أعدّ سفرة ًيسيلُ لها لُعابُ السياسيين لشهرِ آب، وضربَ موعداً معَ لهيبِه لثلاثِ جلَساتٍ متتاليةٍ تربِطُ أقدامَ المتحاورين بطاولتِهم، وتُغريهم بالنِّفطِ ومجلسِ الشيوخ وسلّةِ قوانينَ انتخابية مشكَّلة معَ حبة لا مركزيّة إدارية. هذه الطّيباتُ وأبرزُها روائحُ النفطِ المنبعثةُ من بحرٍ تسرِقُه إسرائيل ، سوف تدفعُ الأقطابَ إلى التفكيرِ ألفَ مرةٍ قبل أن تقرّرَ قلبَ الطاولةِ على مَن فيها والخروجَ من الحوار، وجَلَساتُ عزِّ الصيفِ تأتي بعد الإخفاقِ في التوافقِ على نَواةِ قانونٍ انتخابيٍّ حيث لم يلقَ الرئيس نبيه برّي أيَّ ردٍّ موحّدٍ، فعالجَ الوضعَ بالتحذيرِ وبإطلاقِ النداءِ الأولِ للمتحاورينَ والنوّابِ من الثورةِ في حالِ التمديدِ أوِ اعتمادِ قانونِ الستين، لكنْ كمَن تهدّد بنتَ الهوى بالفضيحة ، فالحاضرون لم تبدُ عليهم ملامحُ الاكتراث، والنوّابُ معَ قياداتِهم غيرُ مستعدين لتمويلِ أيِّ حملةٍ انتخابيةٍ تعيدُ إنتاجَهم عدّاً ونقداً. وفي جلسةِ اليوم أمس : الكتائب قدّمت طرحَ الدائرةِ الفرديّة، قانون فؤاد بطرس حضرَ للنقاش، السنيورة عارَضَ مشروعَ ميقاتي لأنّه كيديٌّ بحسَبِ تعبيرِه، فيما ردَّ الرئيس برّي على السنيورة بالقول: فؤاد عم تعمل نكايات مش حلول كما نَقل عنه موقعُ الانتشار، وتَبعاً لما تقدّم فإنّ ملفاتِنا إلى ترحيلٍ من صيفٍ إلى خريف ولن نترُكَ فصلًا يعتَبُ علينا.
لا حلولَ داخلية، لكنْ لنا في كلِّ مِلفٍّ خارجيٍّ حِصة وبينها جدل ٌ بدأه الرئيس سعد الحريري اليوم أمس معَ حِزبِ الله حول قضيةِ سحبِ الجنسيّةِ عن العَلامةِ البحريني الشيخ عيسى القاسم الذي هدّدت إيرانُ بثورةٍ إسلاميةٍ حِيالَه، غيرَ أنّ مِن علاماتِ التفاؤل هو التأكّدُ بالوجّهِ الشرعيِّ أنّ جزيرتي تيران وصنافير ليستا لبنانيّتين .
«ام تي في»
مرة جديدة هيئة الحوار تدفن رأسها في الرمال وتلتزم خطة الهرب إلى الأمام، الهيئة فشلت اليوم أمس في التوصل إلى اتفاق على قانون انتخابي مشترك، ورأت الحل الأفضل في تأجيل اجتماعاتها 42 يوماً، أي إلى الثاني من آب، والانتقال من بحث قانون الانتخاب إلى البحث في سلّة متكاملة في جلسات متتالية على مدى ثلاثة أيام.
لكن كيف لهيئة فشلت في إيجاد حل لقانون انتخاب أن تنجح في إيجاد حلول لكل القضايا المطروحة؟ وكيف لمن فشل في القليل أن ينجح في الكثير؟
حكومياً، ملف استقالة وزراء الكتائب حضر في بكركي التي زارها تباعاً الوزير سجعان قزي ثمّ نائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ، واللافت أنّ قزي مارس مهمّاته كالعادة في وزارته بعدما أصبح مؤكّداً أنّ عودته عن الاستقالة باتت نهائية في حين أنّ مشاركته في مجلس الوزراء هذا الأسبوع لم تتأكد بعد، وأيضاً في المجال الحكومي برز عدم إدراج بند تعيين نائب جديد لرئيس جهاز أمن الدولة مكان العميد الطفيلي في جلسة الغد اليوم ، علماً أنّ ولاية الطفيلي تنتهي الاثنين المقبل، فهل نحن أمام تسويف جديد من الحكومة؟ وما الهدف منه؟
«ال بي سي»
على جار عادته استلّ الرئيس نبيه برّي أرنباً من أحد كمّيه ورمى به على طاولة الحوار، الثاني والثالث والرابع من آب المقبل، ثلاثة أيام ماراتونية للحوار. إذاً، بعد أربعين يوماً من اليوم يحاول الرئيس نبيه برّي أن يصل إلى دوحة لبنانية من دون أن يعرف ما هي المعطيات التي يملكها، والتي تُتيح له ترف عقد دوحة لبنانية، هذا في الخيال، أمّا على أرض الواقع فإنّّ سوق عكاظ سياسي تميّز بها هذا اليوم أمس ، البداية صباحاً من بكركي سليم الصايغ في الصرح للتأكيد على نهائيّة الخروج من الحكومة، والوزير سجعان قزي في الصرح أيضاً للتأكيد على نهائية استمراره في الوزارة وعلى انتمائه الروحي للمدرسة الكتائبية، الوزير جبران باسيل ربط نزاعاً مع رئيس الحكومة بالقول: نراهن على سلام أن لا يرتكب مخالفة قانونية تتعلّق بأمن الدولة. يأتي هذا الكلام وكأنّه استباق لإمكانية أن يوقّع الرئيس سلام على التمديد لنائب رئيس جهاز أمن الدولة. سِجال آخر شهدته الساحة اللبنانية بين الرئيس سعد الحريري والوزير السابق وئام وهّاب على خلفية ما يجري في البحرين.