هل يبدأ «داعش» تنفيذ الخطّة «باء» بعد خساراته المتتالية في العراق وسورية؟

نتائج باهرة يحقّقها كل من الجيشين العراقي والسوري في حربهما ضدّ التنظيم الإرهابي «داعش». في العراق، حُرّرت الفلوجة والعين على تحرير الموصل. وفي سورية، أضحى تحرير الرقة قاب قوسين أو أدنى. ما حدا بالتنظيم الإرهابي لأن يلجأ إلى الخطّة «باء» الخاصة به، والقاضية بالهروب بما تحمله اليدان أو اللجوء إلى الخلايا النائمة.

في هذا الصدد، نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية تقريراً تناولت فيه الخسائر التي يتكبّدها «داعش» في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن هذا قد يجبره على اللجوء إلى تكتيك جديد. ونقلت الصحيفة عن المتحدّث بِاسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال، أنه بعد تحرير مدينة الفلوجة، ستجهّز القوات العراقية نفسها وتستعدّ لتحرير الموصل، التي تعتبر آخر أكبر معقل لـ«داعش» في العراق. ويضيف أحمد جمال: يعتبر تحرير الفلوجة انتصاراً استراتيجياً، لأنه بداية لعدد من العمليات المضادّة لمسلّحي «داعش»، وأهمها طبعاً تحرير الموصل، المدينة العراقية الأكبر التي ما زال يسيطر عليها الارهابيون. لقد بدأت القوات العراقية عملياتها القتالية في شمال محافظة صلاح الدين قرب حدود محافظة نينوى التي مركزها مدينة الموصل، حيث تمكنت من طرد الارهابيين من مدينة شرقاط والمناطق المجاورة لها.

كما نقلت الصحيفة عن الخبير أليغ غلازونوف قوله: لكن مشكلة «داعش» لن تنتهي، الإرهابيون أقوياء ولديهم القدرة على المقاومة. كما أنهم في الوقت نفسه يدركون جيداً أنه سيكون عليهم في لحظة ما الفرار من العراق إلى سورية بسرعة، وتغيير تكتيكهم وتشكيل خلايا نائمة. وتحت غطاء المهاجرين يصل هؤلاء إلى أوروبا ويعيشون حياة طبيعية هادئة. ولكن في لحظة معينة تصلهم الأوامر لتنفيذ عمليات إرهابية أو القيام بهجوم مسلّح على شخص أو جهة معينة.

كما كشفت صحيفة «تايمز» البريطانية عمّا سمّته «أسرار كنز تنظيم داعش»، نقلاً عن منشقّ عن التنظيم الإرهابي. وقالت الصحيفة إنه داخل منزل العمدة القديم في الرقة، يوجد «سرّ» يخفيه تنظيم «داعش» حتى عن عناصره، موضحة أنه عبارة عن باب حديديّ يفضي إلى مخزن مليء بالخزنات المحميّة بالأرقام والبصمات، وداخله خمسون مليون دولار، على شكل أوراق نقدية وقطع ذهبية.

وأوضحت الصحيفة أن هذا المخزن هو شريان الدم الاقتصادي لـ«الخلافة»، الذي يطّلع عليه فقط 35 شخصاً، المحروس 24 ساعة بالحرّاس والكاميرات.

وحصلت «تايمز»، على اطّلاع نادر على «بنك تنظيم داعش المركزي» عن طريق منشقّ كان يشرف على دخل التنظيم وإنفاقاته، قبل أن يهرب الأسبوع الماضي.

«إيزفستيا»: «داعش» يفقد الأراضي ويغيّر مسرح العمليات القتالية

تناولت صحيفة «إيزفستيا» الروسية الخسائر التي يتكبّدها «داعش» في الآونة الأخيرة، مشيرة إلى أن هذا قد يجبره على اللجوء إلى تكتيك جديد.

وجاء في المقال: يقول المتحدّث بِاسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال، إنه بعد تحرير مدينة الفلوجة، ستجهّز القوات العراقية نفسها وتستعدّ لتحرير الموصل، التي تعتبر آخر أكبر معقل لـ«داعش» في العراق.

يضيف أحمد جمال: يعتبر تحرير الفلوجة انتصاراً استراتيجياً، لأنه بداية لعدد من العمليات المضادّة لمسلّحي «داعش»، وأهمها طبعاً تحرير الموصل، المدينة العراقية الأكبر التي ما زال يسيطر عليها الارهابيون. لقد بدأت القوات العراقية عملياتها القتالية في شمال محافظة صلاح الدين قرب حدود محافظة نينوى التي مركزها مدينة الموصل، حيث تمكنت من طرد الارهابيين من مدينة شرقاط والمناطق المجاورة لها. وعلى رغم هذا، يبقى تحديد موعد تحرير مدينة الموصل من الأمور الصعبة، لأن الموصل مدينة كبيرة جداً وفيها مئات آلاف السكان المدنيين، ومع ذلك أعتقد أنها ستُحرَّر قبل نهاية السنة الحالية.

وأشار جمال إلى أن القيادة العسكرية تتعاون مع مركز التنسيق في بغداد عند التخطيط للقيام بعمليات عسكرية ضدّ تنظيم «داعش»، وفي هذا المركز يعمل، إضافة إلى الخبراء العراقيين، خبراء من روسيا وإيران، حيث تستخدم المعلومات الاستخبارية التي يتم الحصول عليها في تسهيل عمليات مكافحة «داعش».

من جانبه، أعلن رئيس وزراء العراق حيدر العبادي، أنه لا تزال هناك جيوب للإرهابيين في الفلوجة بعد تحريرها، وسوف يتم القضاء عليها خلال الأيام المقبلة. ويذكر أن عملية تحرير الفلوجة انطلقت يوم 22 أيار الماضي، أي في أقل من شهر تم تحرير المدينة، التي سيطر عليها «داعش» في كانون الثاني عام 2014. ومع انها كانت محاصرة خلال هذه الفترة، إلا أنه لأسباب سياسية وعسكرية لم تُجرَ أيّ محاولة لتحريرها خلال الفترة الماضية.

عموماً، بدأ تنظيم «داعش» يفقد تدريجياً مواقعه والأراضي التي تحت سيطرته، والتي وفق معطيات القوات الأميركية بلغت نسبتها في العراق 50 في المئة وفي سورية 20 في المئة. أي أن الهجوم على الموصل وعمليات تحرير الرقة في سورية ستكون الضربة القاضية للتنظيم.

ولكن مشكلة «داعش» لن تنتهي، يقول الخبير أليغ غلازونوف، الإرهابيون أقوياء ولديهم القدرة على المقاومة. كما أنهم في الوقت نفسه يدركون جيداً أنه سيكون عليهم في لحظة ما الفرار من العراق إلى سورية بسرعة، وتغيير تكتيكهم وتشكيل خلايا نائمة. وتحت غطاء المهاجرين يصل هؤلاء إلى أوروبا ويعيشون حياة طبيعية هادئة. ولكن في لحظة معينة تصلهم الأوامر لتنفيذ عمليات إرهابية أو القيام بهجوم مسلّح على شخص أو جهة معينة. كما أن ما يثير القلق، المعلومات التي تفيد بأن «داعش» يصنع أسلحة كيماوية وبيولوجية ويمكنه استخدامها ضدّ السكان المدنيين. أي أن الإرهابيين ينقلون ساحة عملياتهم من الشرق الأوسط إلى أوروبا. يؤكد الخبير غلازونوف، على أن روسيا هي أيضاً في مرمى «داعش»، ولكن لدى أجهزة الأمن الروسية خبرة كبيرة وواسعة تراكمت خلال 20 سنة في مكافحة الإرهاب والعصابات الإجرامية، بحيث تتمكن من كشف مخطّطات الإرهابيين في الوقت المناسب ومنعهم من تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة في روسيا. ويضيف الخبير: «داعش» يعلم جيداً أن خبرة الأجهزة الأمنية في الدول الأوروبية هي دون خبرة الأجهزة الروسية، لذلك فإن احتمال نجاحه في تنفيذ عملياته هناك في أوروبا أكبر.

«تايمز»: منشقّ عن «داعش» يكشف سرّ الكنز الكبير

كشفت صحيفة «تايمز» البريطانية عمّا سمّته «أسرار كنز تنظيم داعش»، نقلاً عن منشق عن التنظيم الإرهابي.

وقالت الصحيفة إنه داخل منزل العمدة القديم في الرقة، يوجد «سرّ» يخفيه تنظيم «داعش» حتى عن عناصره، موضحة أنه عبارة عن باب حديديّ يفضي إلى مخزن مليء بالخزنات المحميّة بالأرقام والبصمات، وداخله خمسون مليون دولار، على شكل أوراق نقدية وقطع ذهبية.

وأوضحت الصحيفة أن هذا المخزن هو شريان الدم الاقتصادي لـ«الخلافة»، الذي يطّلع عليه فقط 35 شخصاً، المحروس 24 ساعة بالحرّاس والكاميرات.

وحصلت «تايمز»، على اطّلاع نادر على «بنك تنظيم داعش المركزي» عن طريق منشقّ كان يشرف على دخل التنظيم وإنفاقاته، قبل أن يهرب الأسبوع الماضي.

وقال المنشقّ، الذي يعيش في تركيا، إن كلّ أموال التنظيم توضع في هذا المبنى، وكلها عبارة عن دولارات وسبائك ذهبية بوزن كيلوغرام لكلّ قطعة.

وأكد ناشطون سوريون للصحيفة البريطانية استخدام التنظيم هذا المبنى كنقطة للعمليات.

وأضاف المنشقّ أن قيادة التنظيم تجاوزت دعايتها بعدم استخدام الدولار الأميركي الذي وصفته بأنه «نظام أميركا الاقتصادي الرأسمالي للعبودية»، حيث فشلت خطط استبداله بالدينار الذهبي الذي تحفره هناك.

وتابع بقوله إن «التنظيم حصل على خمسمئة مليون دولار الشهر الماضي من إنتاج النفط والضرائب التي يفرضها على الكفار والممتلكات التي يستولي عليها»، موضحاً أن معظم المال يأتي من «الكفار»، ثم تتبعه أموال «الكفار»، بحسب ما يسمّيهم تنظيم «داعش».

وبدأ تنظيم «داعش» يعاني من انخفاض في الدخل في ظلّ المعارك التي يواجهها، قائلاً إن المخزون النقدي في الأراضي التي يسيطر عليها تراجع، كما بدأت التنظيم بدفع أموال لمقاتليه بصعوبة، ورفع الضرائب على الرعايا، بحسب ناطق بِاسم الخزينة الأميركية.

من جانب آخر، قال باتريك جونستون، الباحث السياسي في مؤسسة «راند» الأميركية، إن التنظيم استغلّ المخزونات الكبيرة التي حصل عليها ليستطيع الوقوف في حال انهيار الدخل، «إلا أن هذه القدرة تراجعت» بحسب قوله.

وتابع إن ذهاب التنظيم لاستخدام العملة الصعبة فكرة جيدة، مشيراً إلى أنه في حال تدمير المال، فهذا يعني نهايته، كما قلّت قدرتهم على الجمع.

وبينما يزداد الضغط المالي على التنظيم، ترافق ذلك مع ضغوطات يمارسها بالمقابل على سكان الرقة، وانخفاض المعنويات داخل المدينة، وتوسع الانشقاقات.

وقال أبو الرقاوي، من منظمة «الرقة تذبح بصمت»، إن الناس يعانون، ويعيشون أوقاتاً صعبة، موضحاً أن الأسعار عالية والأعمال تغلق لأن الناس لا يستطيعون العمل في ظلّ تنظيم «داعش».

بدوره، قال توم كيتنغ، مدير مركز الجريمة المالية والدراسات الأمنية في «المعهد الملكي للخدمات المتحدة»، إن الحالة الاقتصادية للتنظيم صعبة بالفعل، لكنهم باستخدام الفرص الضريبية التي يملكونها ما زالوا يسيطرون على مراكز المدن.

وتابع: بالطبع نحن نأخذ الأراضي منهم، وثمن هذه المعادلة أضعفهم دراماتيكياً كذلك.

وختمت «تايمز» تقريرها بالقول إن التراجع في الدخل لا يعني أن التنظيم سيختفي، فالناس سيقاتلون على الأيديولوجيا، لا على المال، بحسب قوله.

«بلومبرغ»: مخاطر قتل أبي بكر البغدادي

اعتبر تقرير نشره موقع «بلومبرغ» أن مقتل «خليفة» «داعش»، في حال حدوثه سيكتنفه عدد من المخاطر بخلاف ما يعتقده البعض.

تقرير الشبكة الإخبارية الأميركية يأتي في وقت زعمت فيه تقارير إعلامية مقتل زعيم التنظيم الجهادي الأكبر، وهي التقارير التي ثبت زيفها.

وقال التقرير: لقد شاهدنا هذا الفيلم من قبل، ولكننا ما زلنا لا نعرف كيف ينتهي: وفقاً لتقارير غير مؤكدة، فإن «خليفة داعش»، أبو بكر البغدادي، قتل في غارة جوية أميركية في الرقة في سورية. إشاعات مماثلة أثيرت ما لا يقل عن مرتين من قبل، في كانون الثاني وتشرين الأول من السنة الماضية، وكان خبر وفاته في كلّ مرّة مبالغاً فيه إلى حدّ كبير.

ونقل التقرير عن المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص بالتحالف العالمي لمكافحة «داعش» بريت ماكغورك، قوله: «لا سبب لدينا للاعتقاد بأن البغدادي ما يزال على قيد الحياة، ولكن لم نسمع عنه منذ نهاية السنة الماضية».

وأشار التقرير إلى أن صمت البغدادي أو حتى موته قد يبدو وكأنه خبر ممتاز لمكافحي الجهاديين. فهو من أطلق عليه «أمير المؤمنين» من قبل «داعش» عام 2014، وهو لقب لم يتم منحه لأحد منذ سقوط السلطان العثماني.

لكن التقرير ذكر أن بعض الخبراء الاستراتيجيين والباحثين العسكري، قالوا إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيكون أفضل حالاً إذا بقي البغدادي على قيد الحياة.

فمع الأخذ في الاعتبار الدراسة التي قامت بها جينا جوردان عام 2014 من معهد جورجيا للتكنولوجيا، والتي تناولت ما يسمّى بضربات قطع الرأس ضدّ الجماعات الإرهابية الكبرى، والتي قالت فيها عندما قُتل مؤسس تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن: قطع الرأس من غير المرجح أن يقلل من قدرة تنظيم «القاعدة»، إنما قد تكون له عواقب عكسية، الأمر الذي شجّع المنظّمة أو عزّزها.

جوردان، وفقاً للتقرير، استندت في رأيها على نظرية «المرونة التنظيمية»، والتي قد يدركها متخرّجو كلّية إدارة الأعمال أكثر من عناصر مكافحة الإرهاب. جوردان ترى أن عدداً من الجماعات السرّية هي بيروقراطية في كثير من الأحيان. هذه المنظمات «لديها تقسيم واضح للمسؤوليات الإدارية والوظيفية، واتباع القواعد والإجراءات، وبالتالي فهي أكثر عرضة لتحمل الزوال المفاجئ للزعيم أو الزعماء».

وكل هذه الخصائص من اللامركزية تنطبق بدقة على تنظيم «داعش» أكثر من تنظيم «القاعدة». لذا، إذا لم يكن القضاء على البغدادي ضربة قاصمة لتنظيم «داعش»، على الأقل هل يمكن اعتباره انتصاراً في الحرب الدائرة، أليس كذلك؟

ونقل التقرير هنا عن هارورو إنغرام من الجامعة الوطنية الأسترالية وكريغ وايتسايد، من الكلّية البحرية الأميركية، قولهما إن «القيادة الكاريزمية هي شكل من أشكال القيادة المتقلب بطبيعته». فـ«الخليفة»، يمكن الاستعاضة عنه بشخص ذي مهارات عسكرية وتنظيمية أقوى بكثير.

وقال التقرير إن كلاً من هارورو ووايتسايد سلّطا الضوء على الأيام المظلمة في تاريخ «داعش» بعد وفاة المؤسّس أبي مصعب الزرقاوي عام 2006، الزعيم الكاريزمي النمطي. وفي حين جعلت حرب العصابات التي شنّها الزرقاوي على القوات الأميركية، تنظيم «القاعدة» في العراق، التنظيم الأكثر رعباً في التمرّد العراقي، فإن حرصه على قتل إخوانه المسلمين صعد، ليس فقط من حفيظة الغالبية الشيعية في البلاد، ولكن أيضاً المتطرّفين السنّة الذين ينتمي إليهم، بما في ذلك قيادة تنظيم «القاعدة». وخلفه أبو عمر البغدادي الذي كان يفتقر إلى جرأة المعارك، ولكنه أصلح العلاقات مع الجماعات الجهادية الأخرى، وأعاد تنظيم جماعته للاستفادة من الانسحاب النهائي للقوات الأميركية.

التقرير رجّح أن يشكل خليفة البغدادي تهديداً أكبر، خصوصاً إذا اختار عدم إعلان نفسه «خليفة للمسلمين». ومن شأن ذلك أن يدع الباب مفتوحاً أمام تنظيم «داعش» لإصلاح ذات البين مع الجماعات الإرهابية السنّية الأخرى، بما في ذلك تنظيم «القاعدة»، و«جبهة النصرة».

«إيزفستيا»: الإيزيديون في العراق وسورية يطلبون النجاة من «داعش»

تطرّقت صحيفة «إيزفستيا» الروسية إلى اعتراف لجنة الأمم المتحدة بأن هدف عمليات «داعش» في العراق بحق الإيزيديين، هو إبادتهم.

وجاء في المقال: قالت النائب الإيزيدية العراقية عن «الحزب الديمقراطي الكردستاني» فيان دخيل لصحيفة «إيزفستيا» إن اعتراف الأمم المتحدة بأن هدف عمليات «داعش» ضدّ الأقلية الإيزيدية يتمثل بإبادتهم، خطوة مهمة.

بيد أن الإيزيديين يصرّون، بعد نشر لجنة الأمم المتحدة تقريرها الخاص في شأن جرائم «داعش» بحقهم، على أن تحظى هذه المسألة باهتمام أوسع لأن جميع أساليب الاضطهاد التي تتعرض له الأقلية الإيزيدية تندرج ضمن تعريف الإبادة الجماعية. وقد سبق لبعض الدول أن اعترفت بأن هدف ما يقوم به «داعش» هو إبادة الإيزيديين.

وأضافت دخيل: «أنا آمل بعد أن اعترفت المنظمة الأممية بهذا الأمر، بأن يحال الموضوع إلى محكمة الجنايات الدولية».

وأكدت فيان دخيل أن بغداد، بغضّ النظر عن العمليات التي تنفّذها القوات الحكومية ضدّ «داعش»، لم تتخذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الإيزيديين، بينما بذل إقليم كردستان العراق كل ما في وسعه في هذا المجال، حيث تم تخليص أكثر من 2000 إيزيدي من قبضة «داعش».

هذا، وكانت لجنة الأمم المتحدة قد اعترفت في تقريرها، الذي قدّمته إلى الدورة الـ 32 لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة في جنيف ونشرته يوم 16 حزيران الجاري، بأن عمليات «داعش» هدفها إبادة الإيزيديين في العراق وسورية. واستندت اللجنة في تقريرها إلى 45 مقابلة أجرتها مع أسرى كانوا لدى «داعش»، من بينهم: رجال دين وناشطون اجتماعيون، ومهربون، وحقوقيون، وصحافيون، وعاملون في مجال الطبّ.

وجاء في التقرير أن تنظيم «داعش» نفّذ عمليات إبادة وجرائم عدّة ضدّ البشرية وجرائم حرب ضد الإيزيديين، الذين لا تزال ألوف عدّة منهم أسرى لديه، ويتعرّضون لأبشع أنواع التعذيب والاضطهاد.

ويشير تقرير اللجنة إلى أن الإرهابيين لا يقتلون الإيزيديون فحسب، بل يتّخذونهم عبيداً ورقيقاً، ويستخدمون معهم مختلف أنواع التعذيب. وإضافة إلى هذا، يضعونهم في ظروف يموتون فيها ببطء ويحولون دون ولادة أبناء لهم، ويجبرونهم على اعتناق الإسلام ويجندون أطفالهم في صفوفهم. كل هذا يؤدي إلى إصابات جسدية واضطرابات نفسية مختلفة.

وبحسب معطيات لجنة الأمم المتحدة، فإن لدى «داعش» نحو 3200 إيزيدي غالبيتهم من النساء والأطفال. يحوّلون النساء إلى سبايا، ويستخدمون الأطفال في العمليات العسكرية. كما أن هناك ألوفاً من الرجال والأطفال لا يزالون مجهولي المصير.

واستناداً إلى هذه المعطيات، تطلب اللجنة من مجلس الأمن الدولي إحالة هذه القضية فوراً إلى محكمة الجنايات الدولية، أو تشكيل محكمة خاصة للنظر فيها.

من جانبه، يقول ممثل الاتحاد الدولي للمنظمات الاجتماعية الكردية ميراب شامويف إن هذه خطوة صحيحة ولكنها سابقة لأوانها. لأنه يجب العمل حالياً في اتجاه آخر. إذ تأتي عمليات إبادة الإيزيديين في المرتبة التي تلي عمليات إبادة الأرمن على يد العثمانيين، واليهود على يد النازية الألمانية. ومسلحو «داعش» يتهمون الإيزيديين بعبادة الشيطان، لذلك يعدون قتلهم مفيداً للإسلام.

ومن وجهة نظر شامويف، فإن إحالة هذه القضية إلى محكمة الجنايات الدولية أو تشكيل محكمة خاصة للنظر فيها، خطوة جيدة ولكنها شعبوية. لأنه يجب أولاً اعتقال المجرمين حتى يحالون إلى القضاء.

لذا، وللتخفيف عن كاهل الإيزيديين، يجب تكثيف الجهود في مكافحة «داعش»، ولأجل ذلك يجب تقديم دعم أكبر للأكراد وتزويدهم بالأسلحة والمعدّات اللازمة.

«موسكوفسكي كومسوموليتس»: قلعة يابانية تصبح قاعدة روسية

نشرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» الروسية مقالاً عن جزيرة «ماتوا» إحدى جزر الكوريل، مشيرة إلى أن الروس يدرسونها ويكيّفونها لتتلاءم مع حاجات العسكريين.

وجاء في المقال: تعدّ جزيرة «ماتوا» الجزيرة الأكثر غموضاً بين جزر الكوريل حيث كان اليابانيون قد بنوا فيها مدينة كاملة تحت الأرض، وحوّلوها إلى حصن منيع.

ومنذ أيار المنصرم، تعمل في هذه الجزيرة بعثة علمية لوزارة الدفاع الروسية والجمعية الجغرافية الروسية والدائرة العسكرية الشرقية وأسطول المحيط الهادئ، يرأسها الفريق البحري أندريه ريابوخين.

وسألت الصحيفة الفريق ريابوخين عن الكيفية التي عاش بها العسكريون اليابانيون في هذه الجزيرة، وما هي أسرارها؟ وهل ستصبح قاعدة عسكرية روسية؟

يقول ريابوخين: تقف أمام البعثة العلمية ثلاث مسائل أساسية: دراسة التاريخ العسكري لهذه الجزيرة، والنشاط البركاني فيها وكيفية تطوير البنى التحتية العسكرية فيها. وهذه الجزيرة تتميز بأمرين: أولاً هي جزيرة بركان ناشط، وعدم وجود مصادر للمياه فيها.

لذلك، كان اليابانيون يستخدمون مياه الثلوج الذائبة على البركان، ويرشحونها خلال مرشحات ابتكرها قائد الفصيل 731 لجيش منشوريا شيرو إيشي.

وحول الخطوط الدفاعية للجزيرة، يقول الفريق البحري: خلال عمل البعثة العلمية، اكتشفنا منظومة الاتصالات والتحصين اليابانية، وفهمنا كيفية عمل الخطوط الدفاعية في الجزيرة. إن خصوصية بنية الجزيرة تكمن في العدد الكبير من الوديان والشعاب الطويلة التي كان اليابانيون يستخدمونها لإخفاء مستودعاتهم ومخازنهم. كما أن في الجزيرة شبكة متطورة لخطوط النقل سيارات وخطوط سكك الحديد على شكل حلزوني وتنتهي عند الثكنات العسكرية… وحالياً عثرنا فقط على آثار خطوط سكك الحديد.

كما يوجد في الجزيرة مطار، وقد اكتشفنا في الوقت الحاضر ساحة فقط لهبوط الطائرات المروحية، يمكن تحديثها وجعلها صالحة للاستخدام بعد إجراء عمليات الصيانة اللازمة.

ويضيف ريابوخين أنه منذ الصيف الماضي أصبح بحر «أوخوتسك» بحراً داخلياً لروسيا. ويمكن القول إن فيه أبواباً عدّة مفتوحة، والكثيرون يرغبون في الدخول إليه، ولكن يصعب التكهن بنياتهم. لذلك يجب بذل الجهود اللازمة لحماية أراضينا بصورة جدّية، لكي لا نندم عند تعرّضها لعدوان ما لأننا لم نقم بما يلزم. طبعاً لا تزال هناك ثُغَر وعلينا سدها، لذلك يجب إنشاء قواعد عسكرية روسية، ويخطط حالياً لمرابطة وحدات من أسطول المحيط الهادئ في الجزيرة كمرحلة أولى.

وحول صيانة البنى التحتية اليابانية في الجزيرة، يقول الفريق البحري: هذه المسألة غير عملية حالياً في الظروف الحالية. لأن الأنفاق والممرات تحت الأرضية كافة في حالة سيئة، على الرغم من أنها كانت عند إنشائها ممرات حيوية جداً، أما الآن فلا.

«تلغراف»: إمبراطورية الاتحاد الأوروبي مآلها الفشل

علّق الكاتب سايمون هيفر على استفتاء بريطانيا للبقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي بأن هناك عدم ثقة متنامية بين الداعين للبقاء، وأن عدم الثقة هذه تولدت من انفصالهم شبه الكامل عن الحياة خارج أحياء لندن.

وأشار الكاتب إلى أن الناس في العالم الواقعي يريدون التغيير، ويكرهون أن يقال لهم إن بريطانيا لا يمكن أن تدير شؤونها بنفسها، ويأسفون للمتشائمين الذين فقدوا الثقة في بلادهم، ويشعرون بالغضب من انفتاح حدود بلادهم لكل من هبّ ودبّ، ويمتعضون من أيّ قوة أجنبية تنقض محاكمهم وحكومتهم المنتخبة.

ويرى الكاتب في مقال نشرته صحيفة «تلغراف» البريطانية أن النخبة الحاكمة نسيت حقيقة خالدة، وهي أن الشعب البريطاني لا يحب أن يقال له افعل كذا، ولا يحبون بصفة خاصة أن يملى عليهم ما يفعلوه من قبل أولئك الذين يتعاملون معهم باستعلاء أو يستخدمون نفوذهم للسيطرة عليهم، ولا يحبون التهديدات ولا التخويف.

ووصف الكاتب الاتحاد الأوروبي بالإمبراطورية، وإن كانت لم تتحقق بالغزو العسكري، التي بدت تظهر عليها علامات التفسخ منذ وقت طويل قبل أزمة اليورو الحالية وغير القابلة للحل، مشيراً إلى أن هذا مؤشر على عدم إمكانية استمرارها على هذا النحو، ورأى أن مغادرة بريطانيا الاتحاد ليست السبب في هذا التفسخ والفشل، لكن من شأن ذلك أن يسرعه فقط.

وختم بأن الإمبراطورية الأوروبية ستفشل لأن العالم الذي تشكلت من أجله ـ عالم الحرب الباردة والماركسية الدولية وما قبل العولمة ـ لم يعد موجوداً، والدول الأوروبية بحاجة إلى وسائل مختلفة لمواكبة المستقبل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى