دمشق: تكليف عماد خميس رئيساً للحكومة السورية الجديدة
أصدر الرئيس السوري بشار الأسد أمس، مرسوماً تشريعياً يقضي بتكليف المهندس عماد خميس بتشكيل الحكومة السورية الجديدة.
وكانت مصادر قد أفادت قبل أيام بأنّه سيتم تكليف خميس وزير الكهرباء الحالي، بتشكيل الحكومة الجديدة. لكن وكالة «سانا» الرسمية السورية نقلت آنذاك عن مصدر إعلامي نفيه صحة الخبر.
وبحسب المصادر، فإنّ خميس قد أوشك بالفعل على الإعلان عن أسماء طاقمه الحكومي الجديد الذي يضم 12 وزيراً جديداً، مع احتفاظ الوزارات السيادية بوزرائها الحاليين وهم: وزير الخارجية وليد المعلم ، وزير الداخلية محمد الشعار، وزير الدفاع فهد جاسم الفريج، ووزير المالية اسماعيل اسماعيل.
كما سيدخل إلى الحكومة الجديدة، بحسب المصادر، كل من فارس الشهابي نائبا لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الإقتصادية وزيرا للصناعة، حيان سليمان وزيراً للاقتصاد، بشر الصبان وزيراً للإدارة المحلية، محمد جهاد اللحام وزيراً للعدل، هلال هلال وزيراً للاتصالات، نصوح سمنية وزيراً للكهرباء، السفير علي عبد الكريم وزيراً للإعلام، راما عزيز وزيرةً للزراعة، عماد الأصيل وزيراً للتجارة الداخلية وحماية المستهلك، فاديا ديب وزيرة للصحة ، فرح المطلق وزيراً للتربية.
إلى ذلك، أكد الناطق باسم الخارجية الأميركية جون كيربي، أنّ وزير الخارجية جون كيري اجتمع، مع وفد من موظفي وزارة الخارجية كانوا قد وقعوا على عريضة تتعلق بسياسات واشنطن حيال الملف السوري.
ورد كيربي على سؤال حول اللقاء بالقول، إنّ الوزير كيري اجتمع مع قرابة 10 من الموظفين الموقعين، ولكنه رفض توضيح ما جاء في المشاورات بين الجانبين باعتبار أنّ العريضة كانت سريّة وقد أراد كل طرف «احترام الخصوصية» في هذا الإطار.
واكتفى كيربي بالقول، إنّ الوزير أبدى تقديره لمواقف الموقعين ولوجهات نظرهم خلال النقاش الذي استمر لنصف ساعة، كما شرحوا له «الموقف السياسي الأميركي حيال القضية المثارة»، في إشارة منه إلى موضوع العريضة. ولفّت كيربي إلى أنّ كيري كان «مستمعاً أغلب الوقت».
وفي السياق، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» بعضاً من مجريات اللقاء الذي جمع كيري مع ثمانية موظفين دبلوماسيين مثلوا المنشقين الذين أصدروا مذكرة طالبوا فيها الإدارة الأميركية بالقيام بعمل عسكري في سورية.
الصحيفة قالت إنّ النقاش لم يكن جديداً بالنسبة لكيري الذي هو نفسه كان قد اقترح سيناريوهات عديدة بشأنه في غرفة العمليات والمكتب البيضاوي، ووفق بعض المشاركين في الاجتماع فإن كيري كان حريصاً على عدم الموافقة بشكل صريح على انتقاداتهم أو حتى الاعتراف بأنّه هو أيضاً عرض وجهة النظر بأن الرئيس الأسد سيواصل قصف وتجويع وحصار شعبه ما لم تدعم المفاوضات ببعض أشكال الضغط العسكري. بحسب الصحيفة.
كما أكدت «نيويورك تايمز» أنّ كيري حاول إقناع المنشقين بلطف بأن الكثير من مخاوفهم جرّت مناقشتها في السابق وبأنها رفضت لأنها كانت أكثر تعقيداً مما تبدو، وأثار جملة أسئلة حول ماذا يمكن أن يحصل في حال جرّى تبني اقتراح التدخل العسكري من بينها: ما هي الأسس القانونية التي على أساسها سيتم قصف قوات الأسد في ظل غياب قرارات الأمم المتحدة وحتى الناتو؟ ماذا يمكن أن يحدث في حال حصول حادثة جوية مع سلاح الجو الروسي الذي دافع عن الأسد؟ ماذا لو أنّه سقط جنود أميركيون؟ كيف يمكن لهذا الجهد أن يؤثر على المعركة الأميركية مع داعش؟.
من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن دعوة الدبلوماسيين الأميركيين إلى حل الأزمة السورية بالقوة تثير الصدمة.
زاخاروفا قالت للصحفيين أمس، إنّها أصيبت بالصدمة بعد أن عرفت بالرسالة، وذلك لأنّ هذه الرسالة وقعت من قبل دبلوماسيين، أي من أولئك الذين يجب أن يعملوا على إيجاد تسوية سياسية سلمية.
وأضافت المتحدثة الروسية «شهدنا العديد من الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتؤدي السبل العسكرية إلى تفاقمها فقط، وكلنا نرى ذلك في العراق وليبيا وإلخ. والأهم هنا أنّ العالم بأكمله أدرك أن الولايات المتحدة، رغم ايديولوجيتها، تعترف بأنّ هذا النهج المختار خاطئ. فلماذا نضيع 5 أو 10 سنوات من جديد لكي نعترف بعد ذلك بأخطائنا؟».
وأشارت زاخاروفا، إلى أنّ هناك في واشنطن أيضاً من يدعو إلى الحوار السياسي، وأنّ موسكو تفعل كل ما بوسعها من أجل دعم هذا الفريق الثاني ونهجه.
في غضون ذلك، دانت الخارجية الروسية التفجير الإرهابي بسيارة مفخخة الذي استهدف أول من أمس، عناصر من حرس الحدود الأردني.
كما أكدت الخارجية، الدعم الروسي الثابت لقيادة الأردن وشعبه في مواجهة الخطر الإرهابي، واستطردت قائلة «نشدد مجدداً على ضرورة تضافر الجهود الدولية في مواجهة التهديدات الإرهابية التي يمثلها تنظيما «داعش» و«القاعدة» والجماعات الإرهابية المرتبطة بهما، مهما كانت تنشط تلك الجماعات».
بدورها، دانت سورية الهجوم بشدة، وأكد مصدر رسمي في الخارجية السورية أنّ «هذا العمل الإرهابي يؤكد مجدداً أنّ الإرهاب لا حدود له، ولا أحد بمنأى عنه وقد نبهت سورية مرارا،ً إلى أنّ الإرهاب سيرتد على داعميه، كما أكدت على الدوام استعدادها للتعاون مع الأشقاء في مكافحة الإرهاب وحماية أمن واستقرار المنطقة».
ميدانياً، أعلن أمس، عن انسحاب وحدات الجيش السوري من نقطة السيريتل على طريق اثريا الرصافة في ريف الطبقة الجنوبي، بعد تعرضها لهجوم عنيف من قبل تنظيم «داعش»، استخدم خلاله التنظيم قذائف تحتوي غارات كيماوية سامة، أسفرت عن إصابة عدد من عناصر الجيش بحالات اختناق وإغماء.
هذا وكان الجيش السوري قد تراجع عن المواقع التي سيطر عليها، مع انطلاق عمليات تحرير الطبقة في حقول نفط الثورة ومثلث الرصافة الاستراتيجي، نتيجة للهجمات المتتالية التي نفذها تنظيم «داعش» على خلفية القوات المهاجمة، والتي من المفترض أن تؤمن خطوط إمداد القوات المتقدمة وقواعد اسنادها.
وفي شأن متصل، بدأت مجموعات من «قوات سوريا الديمقراطية»، أمس، اقتحام صوامع مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي.
وقال مصدر عسكري كردي، إن مقاتلي مجلس منبج العسكري التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، بدأوا اقتحام الصوامع الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة منبج التي تعتبر أهم معاقل «داعش» في مدينة منبج.
إلى ذلك، أعلنت الحكومة النرويجية أنّها قد ترسل قوة عسكرية بما في ذلك عناصر من القوات الخاصة إلى سورية، بعد أن نالت موافقة البرلمان على هذا الإجراء المحتمل.
وجاء في بيان صدر باسم وزيرة الدفاع النرويجية اينا سوريدي «القوات المحلية في سورية تحرز نجاحاً أكبر مما كان متوقعاً. ولذلك أصبح الوجود لقوات تابعة للتحالف الدولي، بغيّة تدريب تلك القوات وتقديم الاستشارات والدعم العملياتي لها في حربها ضد «داعش» على الأراضي السورية، أكثر إلحاحاً».