الصحافة الغربية «تستفيق» متأخرةً على مآسي البحرينيين
خمس سنوات وأكثر مضت، والسلطة الحاكمة في البحرين تقمع شعبها بأبشع أنواع القمع. من السجن إلى الضرب والاعتقال التعسفي والقتل، وصولاً إلى إسقاط الجنسية عن عدد كبير من المواطنين التوّاقين إلى الديمقراطية في بلدٍ تحكمه أسرة واحدة بموجب الوراثة لا الانتخابات.
إلا أنّ الصحافة الغربية استفاقت متأخرةً على الويل الذي مني به البحرينيون. إذ نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أمس، تقريراً قالت فيه إن قرار الحكومة البحرينية إسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى القاسم أبرز رجل دين شيعي في المملكة والملهم الروحي لجمعية «الوفاق» البحرينية المعارضة، يُعدّ استفزازاً خطيراً. ورأت الصحيفة أن هذا القرار من شأنه إشعال التوتر الطائفي في المنطقة وأن يفضي إلى خروج تظاهرات احتجاجية داخل البحرين. وأنّ هذا القرار البحريني يبدو إشارة إلى نهاية سنوات من مبادرات عائلة آل خليفة لبناء مجتمع يكون فيه أبناؤه ممثلين بطريقة متساوية ويتمتعون بفرص اقتصادية أكبر.
وختمت الصحيفة بالقول إن سلسلة الأحداث الأخيرة تهدّد الاستقرار في البحرين، وهذ الأمر يجب أن يُقلق واشنطن ولندن، مشيرة إلى أن على واشنطن إعادة فرض الحظر على شراء الأسلحة، وعلى بريطانيا أن تحذو حذوها، كما أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات قاسية.
وفي سياق منفصل، تطرّقت صحيفة «كومرسانت» إلى قرار رئيس وزراء صربيا إلغاء زيارته إلى أوروبا والولايات المتحدة الأوروبية، مشيرة إلى تأزم العلاقات مع الغرب، في حين تؤكد بروكسل على أن علاقاتهما طبيعية. وقالت الصحيفة إنّ رئيس وزراء صربيا آلكسندر فوتشيتش ألغى زيارته إلى بروكسل وواشنطن بصورة مفاجئة، متهماً الغرب في محاولة خلق الفوضى في صربيا بهدف الإطاحة بقيادتها. كما نشرت وسائل الإعلام الصربية معلومات تشير إلى خطة لإنشاء قاعدة عسكرية روسية في صربيا قرب بلغراد. وتشير المعلومات إلى وجود أزمة جدّية في العلاقات بين صربيا والغرب وتوجّهها نحو روسيا. وبحسب مصادر «كومرسانت» في بلغراد، أن بإمكان رئيس الحكومة الصربية استخدام هذه الشائعات للحصول على دعم أفضل من الغرب.
أما في ما يخصّ الانتخابات الرئاسية الأميركية، فقد نشرت إليزابيث درو مقالاً في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية قالت فيه: هذه أوقات عصيبة على الحزب الجمهوري الأميركي فبينما تبنّت معظم قواعد الحزب دونالد ترامب كمرشّحهم الرئاسي، فإن أعضاء الكونغرس الجمهوريين يجدون صعوبة في قبوله كحامل رايتهم، علماً بأن هذا هو وضع لم يسبق له مثيل في تاريخ السياسة الأميركية.
«فايننشال تايمز»: حملة البحرين القمعية تُشعل لهيب الطائفية
نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالاً قالت فيه إن قرار الحكومة البحرينية إسقاط الجنسية عن الشيخ عيسى القاسم أبرز رجل دين شيعي في المملكة والملهم الروحي لجمعية «الوفاق» البحرينية المعارضة، يُعدّ استفزازاً خطيراً.
ورأت الصحيفة أن هذا القرار من شأنه إشعال التوتر الطائفي في المنطقة وأن يفضي إلى خروج تظاهرات احتجاجية داخل البحرين.
وتابعت الصحيفة أن هذا القرار البحريني يبدو إشارة إلى نهاية لسنوات من مبادرات عائلة آل خليفة لبناء مجتمع يكون فيه أبناؤه ممثلين بطريقة متساوية ويتمتعون بفرص اقتصادية أكبر.
وفي إطار سياسة البحرين التي تنتهجها ضدّ المعارضين السياسيين منذ الشهر الماضي، فإن السلطات البحرينية علّقت عمل أبرز حزب شيعي معارض ألا وهي «جمعية الوفاق الوطني الإسلامية»، وكذلك عمدت إلى تمديد فترة سجن الأمين العام لجمعية «الوفاق» الشيخ علي سلمان، كما أنها منعت عدداً من الناشطين من حضور اجتماع يعنى بحقوق الإنسان في جنيف، وأخيراً، دفعت زينب خواجة إلى المنفى في الخارج، بحسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن البحرين وفي إطار السياسية العنصرية التي تنتهجها، فإنها أعادت القبض على الناشط في مجال حقوق الإنسان نبيل رجب لينضمّ إلى لائحة طويلة من سجناء الضمير.
وأوضحت الصحيفة أن الشيخ عيسى القاسم يُعدّ واحداً من أصل 250 بحريني جرّدوا من جنسيتهم البحرينية.
وختمت الصحيفة بالقول إن سلسلة الأحداث الأخيرة تهدّد الاستقرار في البحرين، وهذ الأمر يجب أن يُقلق واشنطن ولندن، مشيرة إلى أن على واشنطن إعادة فرض الحظر على شراء الأسلحة، وعلى بريطانيا أن تحذو حذوها، كما أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات قاسية.
«إيزفستيا»: يوم الذكرى والتآسي
نشرت صحيفة «إيزفستيا» الروسية مقالاً عن أهمية ذكرى الحرب الوطنية العظمى للشعب الروسي، كتبه سيرغي ناريشكين، رئيس مجلس النواب الروسي الدوما.
وجاء في المقال :يصادف يوم 22 حزيران الذكرى الـ 75 لبدء الحرب الوطنية العظمى. إن هذا اليوم هو يوم نتذكر فيه آباءنا والأجداد، ونأسى على الذين لم تتحقق أحلامهم وآمالهم، ونحزن على عشرات الملايين من الناس الذين قضوا نحبهم وهم في مقتبل العمر. المجد والخلود وامتناننا لأولئك الذين بفضلهم نعيش 70 سنة في سلام.
يضيف ناريشكين: أريد هنا أن أدعو البرلمانيين في العالم كافة إلى بذل كل ما في وسعهم من أجل منع تكرار هذه المأساة. من أجل أن تنعم شعوب أوروبا، التي تكبدت خسائر لا تحصى، وعاشت مآسي عصيةً على الحسبان، بحياة آمنة من دون حروب.
ولكن، ليس الجميع، مع الأسف، يدرك في عالمنا المعاصر مدى قدسية هذه الذكرى بالنسبة إلى الشعب الروسي. ويبدو أن بين مزوري التاريخ يوجد عدد لا بأس به من ورثة الذين انتظروا بعيداً عن «طاحونة» جبهات القتال ولم يتجرعوا مرارة المعاناة.
لقد حان الوقت لنوضح للذين يسعون إلى محو ذكرى الدروس الحقيقية لتلك الحرب، لا سيما أن السياسيين والمؤرّخين يناقشون على امتداد 75 سنة حول ما إذا كانت تلك الحرب متوقعة أم لا؟ وهل كانت هناك عوامل وظروف تشير إلى حتمية اندلاعها؟ لأن السنوات التي تسبق الحرب، تكون عادة على شكل سلسلة عوامل وأحداث معقدة، بحيث لا تتحمل المزايدات.
وإضافة إلى ذلك، فإن إمكان ارتكاب القادة ذنباً، وهم الذين تحملوا المسؤولية عن أمن بلدانهم، يُستخدم ذريعة لزعزعة الاستقرار السياسي الداخلي. وهذا ليس فقط في روسيا، بل وفي بلدان أخرى. ولكن، في حالتنا، تحاول قوى خارجية معروفة الحصول على «مناطق نفوذ» إضافية من دون أن تمنعهم عن ذلك أبسط آداب اللياقة، ولا الشعور بالعدالة التاريخية، ولا حتى نتائج محكمة نورنبرغ الجنائية. ولست أنا هنا بصدد إيراد أمثلة. ولكن يكفي الاطلاع على الأحداث التي وقعت بين عامي 2004 2008 لمعرفتها.
بيد أننا نعود إلى السنوات التي سبقت اندلاع الحرب حيث أود أن أضيف أن على من يرغب في معرفة تفاصيلها كاملة والاحتفاظ بالموضوعية أن يحس بأنه يعيش تلك الأجواء تماماً، عندها سيرى الصورة كاملة متكاملة.
وهذا، لن يكون في متناول أطفالنا، بل هو حتى ليس في متناولنا نحن. وهنا لا تكفي العودة إلى وثائق الأرشيف أو ما تنشره وسائل الإعلام من معلومات. علينا أن نفهم كيف فكر وشعر وتفاعل الناس الذين عاشوا في عصر تاريخي معقد محدد مع الأحداث. وهنا تظهر عمليات تعقد دراسة العوامل النفسية. غير أن الأدلة الواردة في الأعمال الإبداعية لتلك الفترة الزمنية تبقى أفضل مصدر للمعلومات.
وصحيح أن نقاد الفن عندنا يعرفون مصدر اللوحات التي رسمت عشية أو خلال سنوات الحرب أو بعدها من مصادر حية. ولكن خصوصية معارفهم عادة تبقى مواضع لمناقشات مهنية ضيقة وليس في متناول عامة الشعب.
ويجب ألا ننسى أن التاريخ، ليس هو فقط تسلسل زمني للأحداث، بل هو شعور وذكرى مسجلة في مراسلات الناس وفي إطار الأغاني والموسيقى السيمفونية واللوحات الفنية للرسامين. هنا بالذات، يمكننا أن نجد ما يلزمنا من مواد لتحليل أسباب اندلاع الحروب، وكذلك لفهم مزاج الرأي العام في مختلف البلدان.
إن اقتراب خطر الحرب واشتدادها مدونان في ما ألفه العباقرة. وكل ما يلزم هو الرغبة في إيجاده. وأظن أن على المؤرخين أن ينقلوا نماذج الثقافة إلى الأجيال المقبلة، والتحدث عن الآثار الأدبية والفنية للماضي.
إن مشروعات التعليم والمعرفة تصبح غنية إذا ما تضمنت حقائق تاريخية ولوحات توضيحية عن ثقافة وحضارة الفترة الزمنية موضوع الدراسة، خصوصاً إذا كان الحديث يدور حول الحرب الوطنية العظمى. تلك الحرب التي أودت بحياة الملايين من البشر والتي تعدُّ مثالاً لبطولات حقيقية في الدفاع عن الوطن. أن الأعمال الفنية تساعدنا نحن الذين نعيش اليوم على الإحساس بمأساة يوم 22 حزيران، وبالتالي بقيمة يوم النصر 9 أيار وأهميته.
«كومرسانت»: رئيس وزراء صربيا يتصرّف بصورة غير غربية
تطرّقت صحيفة «كومرسانت» إلى قرار رئيس وزراء صربيا إلغاء زيارته إلى أوروبا والولايات المتحدة الأوروبية، مشيرة إلى تأزم العلاقات مع الغرب، في حين تؤكد بروكسل على أن علاقاتهما طبيعية.
وجاء في المقال: ألغى رئيس وزراء صربيا آلكسندر فوتشيتش زيارته إلى بروكسل وواشنطن بصورة مفاجئة، متهماً الغرب في محاولة خلق الفوضى في صربيا بهدف الإطاحة بقيادتها. كما نشرت وسائل الإعلام الصربية معلومات تشير إلى خطة لإنشاء قاعدة عسكرية روسية في صربيا قرب بلغراد. وتشير المعلومات إلى وجود أزمة جدّية في العلاقات بين صربيا والغرب وتوجّهها نحو روسيا.
بحسب مصادر «كومرسانت» في بلغراد، أن بإمكان رئيس الحكومة الصربية استخدام هذه الشائعات للحصول على دعم أفضل من الغرب.
كان على فوتشيش افتتاح خطّ الرحلات الجوّية بين بلغراد ونيويورك ولقاء مندوبة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانتا باوير. أما في بروكسل فكان سيجتمع بقيادة الاتحاد الأوروبي. ولكنه ألغى هذه الزيارة بصورة مفاجئة من دون توضيح الأسباب. ولكن وسائل الإعلام المقرّبة من الحكومة الصربية أوضحت أن فوتشيتش غير راض على الشروط الجديدة للاتحاد الأوروبي في شأن انضمام صربيا إلى الاتحاد، وهذا ما أكّده بصورة غير مباشرة وزير خارجية صربيا إيفيتسا داتشيتش حيث قال: «لا تُحترم بالمستوى المطلوب جهود صربيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي».
من جانبه، اتهم فوتشيتش الغرب بصورة غير مباشرة، بمحاولاته المستمرة لخلق الفوضى والاضطرابات في صربيا والاطاحة بحكومتها. هذا الموضوع بين فترة وأخرى يظهر في وسائل الإعلام الصربية، التي تشير إلى الاحتجاجات المعادية للسلطات، ولكن رئيس الحكومة كان يتجاهلها. إلا أنه علق في الأسبوع الماضي خلال الاتهامات التي وجّهها إلى الغرب بطريقة غريبة حين قال: «ما الجديد هنا؟».
في إثناء هذا، علمت صحيفة «Blic» الصربية واسعة الانتشار، بأن هناك خطة لإنشاء قاعدة عسكرية روسية في صربيا قرب بلغراد، إضافة إلى المركز الإنساني في نيس. وبحسب معلوماتها، سوف يتم استخدام مطار «ايتشكا» القديم الذي يبعد حوالى 50 كيلومتراً عن بلغراد في إنشاء مركز تدريب وميدان للتدريب على العمليات في الحالات الطارئة. وتضيف الصحيفة أن جميع هذه الأمور سيناقشها رئيس الحكومة الروسية دميتري مدفيديف في بلغراد خلال زيارته المقررة في الخريف المقبل.
بعد هذا، بدأ الحديث في صربيا عن تأزم العلاقات مع الغرب والتحوّل نحو روسيا، حيث طلب زعيم الحزب الديمقراطي بويان بايتش من رئيس الحكومة توضيح الأمور للشعب والتطرّق إلى مسألة القاعدة الروسية في صربيا وكذلك عن زيارته القصيرة إلى موسكو، لأن «وسائل الإعلام الموالية للحكومة بدأت حملة شعواء ضدّ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة».
من جانبه، قال المحلل السياسي الصربي بوسكو ياكوشيتش: «هذه الأزمة هي الأولى الجدّية في العلاقات بين صربيا والغرب منذ أن أصبح فوتشيتش رئيساً للحكومة، فبعد عودته من موسكو، حيث تم صوغ متطلبات روسيا في شأن ضمّ وزراء إلى الحكومة الصربية من المدافعين عن علاقات التعاون الصربية ـ الروسية، ما تسبب في تغير العلاقات مع الغرب».
يذكر أن زيارة فوتشيتش السرّية إلى موسكو كانت في 26 أيار الماضي. وعلى رغم أن وسائل الإعلام أعلنت أنها زيارة خاصة وأن هدف رئيس الحكومة التشاور مع الأطباء في شأن ضغط الدم المرتفع الذي يعاني منه، إلا أنه اجتمع خلالها مع الرئيس بوتين الذي عبّر عن أمله أن يكون في الحكومة الصربية الجديدة أشخاص يهتمون بتطوير العلاقات بين روسيا وصربيا.
وتشير «كومرسانت» إلى أن مصادر مطّلعة في بلغراد لا تستبعد أن تكون اللهجة السلبية لرئيس الحكومة الصربية مع الاتحاد الأوروبي لعبة فقط. فبحسب رئيس محرّري وكالة «بيتا» الصربية للأنباء، إيفان تسيفيتش: يحتمل أن فوتشيتش قرّر التحدّث مع الغرب بصفته سياسياً غاضباً ومعتدى عليه، مستعدّاً للتخلي عن سياسة التقارب مع الاتحاد الأوروبي، بهدف كسب اهتمام أكبر للشركاء الغربيين». وبحسب قوله: «لا أسباب اقتصادية أو سياسية لتأزيم العلاقات مع الغرب بصورة جدّية. لأن صربيا تعتمد بصورة كبيرة على بروكسل وواشنطن، أي أن برود هذه العلاقات يسبب تدهوراً كبيراً في الأوضاع الاجتماعية الاقتصادية في صربيا».
من جانبهم، يؤكد المسؤولون في بروكسل على عدم وجود أيّ أزمة في العلاقات مع صربيا وأنهم في انتظار زيارة رئيس الحكومة الصربية.
«نيويورك تايمز»: معاناة الجمهوريين مع ترشيح ترامب
كتبت إليزابيث درو في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية: هذه أوقات عصيبة على الحزب الجمهوري الأميركي فبينما تبنّت معظم قواعد الحزب دونالد ترامب كمرشّحهم الرئاسي، فإن أعضاء الكونغرس الجمهوريين يجدون صعوبة في قبوله كحامل لرايتهم، علماً بأن هذا هو وضع لم يسبق له مثيل في تاريخ السياسة الأميركية.
سيكون من الجيد الاعتقاد بأن أولئك الجمهوريين الذين لم يؤيدوا ترامب أو عبّروا عن تحفظات في شأنه يقومون بذلك بسبب المبادئ. ولكن الحقيقة هي أنه بينما يشعر هولاء بالقلق من سلوكه ومدى صلاحيته للمنصب، فإن معظمهم أكثر قلقاً من تأثير ترشيحه على مستقبلهم السياسي. وهم يشعرون بالحيرة بين تحفظاتهم على قلة خبرة ترامب وعدم القدرة على التنبؤ بأفعاله وأسلوبه السوقي، وبين حقيقة أن معظم قاعدتهم الانتخابية تحبه. وعلى رغم الكلام عن الوحدة بين الجمهوريين، فإن 11 فقط من بين 54 عضواً جمهورياً في مجلس الشيوخ أيدوا ترامب. وفي الكونغرس، أعرب 27 عضواً فقد عن تأييدهم لترامب من بين 247 عضو جمهوري في الكونغرس.
وحتى لو لم يفز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري، فإن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ معرّضة للخطر هذه السنة. فهناك 24 عضواً جمهورياً سيواجهون إعادة الانتخاب، وهو رقم مرتفع بشكل غير اعتيادي. وعلى أقل تقدير، هناك خطر بأن يخسر 10 مقاعدهم، ومن تلك المجموعة أيد ترامب 6 فقط.
الشكوك الرئيسة المتعلقة بترامب ـ بين الجمهوريين والديمقراطيين والمستقلين على حدّ سواء ـ هي أنه ليس لديه معرفة كافية بالقضايا ليصبح رئيساً. والأكثر مدعاة للقلق هو أنه متهور ومتسرع ومغرور بشكل غير طبيعي. كما أن حقيقة أنه ليس لديه مشكلة في استخدام العنصرية من أجل تعزيز طموحاته هي مصدر قلق آخر لمنتقديه، الذين يشعرون أنه يستعدي أقليات كبيرة. إن إلقاء اللوم في قتل 49 شخصاً في حانة للمثليين في أورلاندو ـ فلوريدا على المهاجرين المسلمين، على رغم أن مطلق النار ولد في منطقة كوينز بنيويورك مثل ترامب نفسه، هو مجرد مثال آخر على تكتيكاته فحسب.
عندما يتعلق الأمر بالجمهوريين، فإن هناك درجة معينة من النفاق والرياء في التعبير عن القلق من إهانة الأقليات. وكان لدى المرشحين الجمهوريين تعاطف مع المشاعر العنصرية منذ الحملة الرئاسية لباري غولدواتر عام 1964، لكنهم عادة ما يقومون بذلك بشكل خفيّ بحيث يتجنبون الإدانات الواسعة. وعلى سبيل المثال، أشار ريتشارد نيكسون إلى الجنوبيين والعمال الشماليين، وقال إنه لا يؤمن بمحاولات إنهاء التمييز في المدارس بالقوة. كما أطلق رونالد ريغان حملته الانتخابية عام 1980 قرب بلدة في الميسيسبي تم فيها قتل ثلاثة من نشطاء الحقوق المدنية على يد العنصريين البيض سنة 1964.
وسمحت مثل تلك التكتيكات المبطنة للمرشحين وأنصارهم بإنكار أنهم يدعمون العنصرية بشكل صريح. ولكن ترامب تجاوز الخطوط. فعندما وصف ترامب المهاجرين المكسيكيين بأنهم «مغتصبون» وأقترح منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة الأميركية، فإنه ضرب بذلك على الوتر الحساس لأعداد وفيرة من القاعدة الانتخابية للحزب الجمهوري، ولكنه لم يترك لمؤيديه أي مجال للإنكار.
يحاول كل من ميتش ماك كونيل، زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ وبول رايان، رئيس مجلس النواب، حماية جماعتهم بالنأي بأنفسهما إلى حدّ ما عن ترامب. ويبدو رايان أقل شعوراً بالقلق على خسارة غالبيته مقارنة بماك كونيل، ولكنه لا يريد المخاطرة. كما أن غالبية الأعضاء المحافظين في الكونغرس يضغطون عليه لتأييد ترامب من دون تحفظ.
على رغم عدم تلقّيه أيّ تنازلات من ترامب في ما يتعلق بالاختلافات الأساسية المتعلقه ببرنامج الحزب، خصوصاً في ما يتعلق بالاتفاقيات التجارية وبرامج الدعم الحكومي مثل الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية ، أو حتى التخفيف من حدّة لهجته، قام ريان بكتابة مقال يفتقد إلى الحماسة يوم 2 حزيران، والذي ذكر فيه أنه سيصوّت لترامب. وفي اليوم نفسه أطلق ترامب هجوماً عنصرياً ضارياً على غونزالو كوريل، القاضي الفدرالي المسؤول عن قضيتي احتيال ضد جامعة ترامب ـ وهي مؤسسة كانت تشجع الناس على إنفاق مبالغ ضخمة من أجل تعلّم ما يفترض أن يكون تكتيكات الاستثمار العقاري التي جعلت ترامب غنياً. ويشعر ترامب بالاستياء الشديد عندما يصف الناس جامعته الفاشلة بأنها احتيال.
جادل ترامب في خطبه أمام حشود كبيرة بأن كوريل لن يكون عادلاً معه، لأنه «مكسيكي» كوريل مولود في ولاية إنديانا . وهذه الدعوة الصريحة إلى التعصب من أجل خدمة مصالحه الذاتية. وكانت تلك هي القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة إلى بعض الجمهوريين الذين تحمّلوا هجماته السابقة على اللاتينيين. والآن، بعد أن أصبح مرشحهم، فإن من المرجح أن يقلل من فرص حزبه في الفوز بأصوات من أكثر المجموعات السكانية نمواً في البلاد.
لكن رايان تظاهر بأنه فوجئ، وقال إن التعليقات غريبة وغير متوقعة. ووصف الهجمات المتجددة على كوريل بأنها «حالة واضحة من العنصرية». ولكنه على رغم ذلك أعاد تأكيد دعمه لترامب، لأن المرشحة الديمقراطية المفترضة هيلاري كلينتون ليست بديلاً مقبولاً.
الهدف الأسمى لماك كونيل حماية الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ. ولكن، بينما أعلن تأييده لترامب، فإنه انتقده مراراً. وذكر مؤخراً أنه يشعر بالقلق من أن ترامب لا يعرف الكثير عن القضايا المهمة. أما مارك كيرك، عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري الذي يواجه معركة شرسة لإعادة انتخابه، فقد تراجع عن تأييده لترامب. وذكّر ماك كونيل أنه لا يستبعد أن يفعل الأمر نفسه كذلك.
لقد أحيت هجمات ترامب العنصرية على كوريل، إضافة إلى ردّ فعله على مأساة أورلاندو، الحديث عن محاولة إيقافه في مؤتمر الحزب في تموز. لكن، مرّة أخرى، هناك مشكلة إيجاد الشخص الذي يمكن أن ينقذ الحزب من ضيفه غير المرغوب فيه.