بريطانيا تحسم ارتباطها الأوروبي اليوم
صوّت البريطانيون، أمس، في استفتاء عام على بقاء بلادهم في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه، حيث نشرت مراكز الاقتراع في 382 منطقة محلية، ويتوقع إعلان معظم النتائج بين الساعة الواحدة والساعة الثالثة من صباح اليوم الجمعة.
و طرّحت بطاقة الاستفتاء السؤال التالي «هل على المملكة المتحدة البقاء عضواً في الاتحاد الأوروبي أم مغادرة الاتحاد الأوروبي؟». وعلى البريطانيين الاختيار بين الإجابتين.
و يحق التصويت لجميع المواطنين البريطانيين فوق 18 عاماً يوم الاستحقاق، والمسجلين في اللوائح الانتخابية. كما يجوز التصويت لمواطني الجمهورية الايرلندية ومجموعة الكومنولث المقيمين في المملكة المتحدة ومواطني جبل طارق.
كذلك يحق للبريطانيين المقيمين في الخارج منذ أقل من 15 عاماً الإدلاء بأصواتهم، فيما رفضت المحكمة العليا في أيار طعناً قضائياً للسماح بمشاركة المغتربين منذ أكثر من تلك الفترة في الاستفتاء، مما رفع عدد الناخبين الإجمالي 46.5 مليون شخص.
ودلّت معظم استطلاعات الرأي على استمرار المنافسة الشديدة بين معسكري «البقاء» و»الخروج» في النهاية بحملة هيمنت عليها ملفات الاقتصاد والتجارة والهجرة والأمن. ناهيك عن جريمة قتل نائب بمجلس العموم مؤيدة للاتحاد الأوروبي.
و كان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، قد دعّا مواطني بلاده إلى المشاركة في الاستفتاء، الذي قد يحسم عقوداً من النقاشات، بشأن روابط بريطانيا بأوروبا. وخاطب كاميرون أنصار معسكر «البقاء»، قائلاً «اخرجوا وادلوا بأصواتكم من أجل بريطانيا أكبر وأفضل داخل اتحاد أوروبي معدل».
وعلى الضفة الأخرى قال زعيم معسكر «الخروج» رئيس بلدية لندن السابق بوريس جونسون «هذه هي الفرصة الأخيرة لحسم الأمر».
وفي السياق، تلّقت النائب عن حزب العمال البريطاني، فيت كوبر، تهديداً بقتل أبنائها وأحفادها، بسبب موقفها من الاستفتاء على خروج بلادها من الاتحاد، بحسب صحيفة دايلي تليغراف.
كوبر قالت إنّها تلقت رسالة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» من شخص اتهمها بأنها تبعث برسائل ترويجية من أجل البقاء في الاتحاد الأوروبي، وهددها قائلاً «توقفي من فضلك، وإلا سأقتل أبناءك وأحفادك».
و كتبت النائب في تغريدة أنّها تلقت التهديد بسبب دعمها لبقاء بريطانيا في الاتحاد، وأنها أبلغت الشرطة و»تويتر» بذلك، داعية إلى إيقاف الكراهية، حيثّ يأتي ذلك بعد أسبوع من مقتل النائب عن حزب العمال جو كوكس بسبب دعمها لبقاء بلادها ضمن الاتحاد الأوروبي.
هذا و انعكس الاستفتاء على استعداد المتعاملين والمستثمرين والشركات لتقلبات في الأسواق المالية أيّا كانت نتيجته. حيث قال مسؤولون حكوميون مطلعون، إنّه من المقرر أن يصدر كبار المسؤولين الماليين في دول مجموعة السبع بياناً، يؤكد استعدادهم لاتخاذ كل الخطوات اللازمة لتهدئة الأسواق إذا صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد.
من جهتها، قالت الحكومة الصينية، إنّّها ورغم احترامها لاختيار الشعب البريطاني، فإنّها تريد للاتحاد الأوروبي القوة والاستقرار، لكنها أكدت أنّ الاستفتاء شأن داخلي بريطاني.
لكن مصادر دبلوماسية قالت إنّ الصين أبدت تأييداً ضمنياً لمعسكر «البقاء» بدعوتها إلى أوروبا قوية وموحدة خلال لقاء للرئيس الصيني شي جين بينغ مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في تشرين الأول الماضي وهو الموقف الذي كرره وزير الخارجية الصيني وانغ يي الشهر الماضي.
وقالت هوا تشون يينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية، في إفادة يومية «إننا نهتم باستفتاء بريطانيا بشأن علاقتها بالاتحاد الأوروبي. ونحترم خيار الشعب البريطاني». وأضافت «كنا دوماً مؤيدين لعملية الاندماج في أوروبا ونريد أن نرى اتحاداً أوروبياً موحداً وقوياً ومستقراً يلعب دوراً مهما في الشؤون الدولية».