ولا زال الأبطال مذاك… قطّاع طرق!
خضر سلامة
كان ذلك عام 1920، في شهر آذار… حين دوّت أولى طلقات ما سيعرف بالصراع العربي «الغسرائيلي» وذلك في خراج بلدة الخالصة جنوب جبل عامل، والتي كان يسكنها البدو ويزرعها أهل جنوب لبنان… في تل الحي كان هناك مستعمرة صهيونية ناشئة، هاجمها ما عُرف بالعصائب العاملية وكان قائدها في تلك المرحلة صائد المخبرين الفرنسيين، صادق حمزة، والذي صدق الحكومة العربية وقام بمغامرات قتالية رفع فيها العلم العربي فوق قرى الحدود وأخضع تجمعات استيطانية لقرار الحكومات المحلية التي تشكلت في القرى.
قتل في تلك المعركة بتل حي ثمانية «إسرائيليين» من حامية كفر جلعاد واستشهد خمسة من المقاومين، ثم أحرق المقاومون المستوطنة ولم تقم لها قائمة بعد ذلك إلى أن ابتلعتها المستوطنة الكبرى لاحقاً.
ولتخليد المعركة التي أصبحت من علامات قصة التأسيس «الإسرائيلي» لهوية الكيان، سُميت مستوطنة كريات شمونة – قرية الثمانية – على عدد القتلى في المعركة التي فتحت إقليمية الصراع وكان فيها أول رصاص عربي يستدل الطريق إلى فلسطين.
أما التاريخ اللبناني، فتجنب ذكر مقاتل واحد أطلق رصاصة على الاحتلال منذ حينها، ولا زال الأبطال مذاك يُسجَّلون على أنهم قطاع طرق…