جدائل أمّي
ما زالت غارقة في
كوابيس الطفولة
جدائل أمّي
لا تمشطها الثعابين
وأطفال مدينتي
يتضوّرن جوعاً
وينهش أحشاءهم الخوف
النهر يلدغهم كلّ يوم
كالصلوات المكتوبة
صراخهم يفزعني
أرتّل عليهم آيات الخنوع
بسجدة متوارية
في ظلام دامس لا أريد
رؤية المزيد… أقنعتهم مرعبة
قاماتهم لا يطول الحديث
جريدة فارغة
تتمتم بشفاه غجرية
وطلاسم مشفّرة
كأنها تراود فتى أحلامها
السعيدة
سأقتفي أثر الطباعة
لعلّي أجدها بين السطور
نائمة عند زاوية متفرّدة
بعيدة عن الفزع المقيت
أو في جنون ذاكرتي المتخمّرة
أو في سنبلة تمايلت
مع اغتصاب الريح
أو في ربوة بريئة من الفجور
نتقاسم أنا وهي
بسمة بوجه غريب
نعترف من خلالها
لم يحن بعد يوم القيامة
ونمرّ على الصراط كالبرق
ولا نهتف بِاسم الأغبياء
نحن عائدون… عائدون
وجدائل أمّي
ستبقى أنهاراً للخلود
غلغامش لم يكن يعرفها
فراح يبحث ويذبح القرابين
وصاحبة الحانة كانت
تغريه بصدرها المفتوح
كأنه عيد للموت
كيف أفديه بروحي؟
ومتى يستوطن الشريد
عد كما أنت
بوجهك الضحوك
ببوح صوتك الجوهريّ
اغتنم أيّ فرصة
فالموت قادم من بعيد
عدنان الريكاني