فخاريات في حديقة البطاركة
عثر متطوّعو «رابطة قنوبين للرسالة والتراث» على فخاريات مطمورة في نطاق حديقة البطاركة، وتحديداً عند بداية طريق المشاة إلى الحديقة قرب تمثال السيدة العذراء. وعُثر على كسرات فخارية خلال أعمال تأهيل «واحة عصام فارس للتنمية والتراث»، وتجميل مداخل الحديقة.
وقال المهندس نصري طوق الذي ينفّذ الأعمال المذكورة: «نعمل حالياً على تنفيذ مخطّط تجميل موقع حديقة البطاركة بكامله على مراحل، وأبرز ما في هذا المخطط تأهيل واحة عصام فارس للتنمية والتراث القائمة شرق تمثال السيدة العذراء المرتفع عند مدخل طريق المشاة المنحدرة إلى حديقة البطاركة، ومنها إلى عمق وادي قنوبين. ولحظنا في دراسة تأهيل الواحة الإفادة من منحدر صخري متدرج بين منخفض ومسطّح ورأس مرتفع يقارب علوّه ثلاثة أمتار بعرض مترين، وذلك لتجهيزه بتمديدات لجريان المياه وانسكابها على شكل شلال مع إنارة فنية مناسبة. وقمنا بتنظيف المنحدر الصخري المميز بجمال طبيعي أخاذ، وبظاهرة لافتة كونه أبيض اللون بكامله يتخلله خط صخري أصفر داكن اللون، ما يجعله لوحة طبيعية رائعة».
وأضاف: «خلال تنظيف هذا المنحدر وجدنا حفرة في زاويته الغربية مستطيلة الشكل بطول 50 سنتمتراً، وعرض 25 سنتمتراً وعمق 25 سنتمتراً أيضاً، تعلوها من الجهة الشمالية بقايا حجارة مبنية مطمورة أيضاً، فقمنا برفع الاتربة التي تردمها حيث عثرنا على قطع فخارية عدّة أبرزها بقايا مَسكة جرة فخار صغيرة، وبعض القطع الدائرية الشكل المتبقية من جوانبها».
وأشار إلى أنّ الفخاريات داكنة اللون ومكوّنة من طبقة واحدة لا على غرار فخاريات برج القرن المتصل بحديقة البطاركة المكوّنة من طبقتين فخاريتين داكنتين تفصل بينهما طبقة رمادية اللون على ازرقاق صناعي. موضحاً أنّ شكل الفجوة التي تحتضن بقايا الفخاريات يوحي كأن يد الانسان وضعتها فيها كمخبأ ربما.
وأوضح طوق أنّ الموقع المذكور يقع مباشرة تحت موقع مزار مار اسطفان الأثري المبني عام 1112، والذي هدمه المماليك عام 1283، يوم هجموا على جبة بشري وحاصروا عاصي حدث الجبة، وأقاموا أحد أبراج تشديد الحصار في نطاق المحلة المذكورة المحيطة بحديقة البطاركة.