الإسبان يصوتون لكسر الجمود السياسي وتوقعات بصعود أقصى اليسار
صوّت الناخبون الإسبان أمس، للمرة الثانية خلال ستة أشهر في الانتخابات البرلمانية المبكرة، التي تتنافس فيها الأحزاب الأربعة الرئيسة، يتقدمها حزب الشعب اليميني بزعامة القائم بأعمال رئيس الحكومة ماريانو راخوي وحزب العمال الاشتراكي بزعامة بيدرو سانشيز.
هذا ولم تفض الانتخابات السابقة التي جرّت في كانون الأول إلى فوز أيّ حزب بأغلبية برلمانية تمكنه من تشكيل الحكومة، لتنهي النمط الذي استمر 40 عاماً من تحقيق المحافظين أوالاشتراكيين أغلبية مستقرة.
وأشارت استطلاعات الرأي إلى أنّ البرلمان الذي ستسفر عنه هذه الانتخابات سيكون مفتتاً مثل البرلمان السابق مع حصول الأحزاب الأربعة الكبيرة وستة أحزاب إقليمية أصغر على مقاعد في البرلمان المؤلف من 350 مقعداً.
وتزامن اليوم الأخير من الحملة الانتخابية، مع نتائج الاستفتاء البريطاني بمغادرة الاتحاد الأوروبي، ما أفرز سياقاً تنافسياً جديداً بين الأحزاب، وحفز المزاج السياسي العام في البلاد نحو الفعل الانتخابي، وشكل المترددون من الناخبين الإسبان نسبة كبيرة تقارب 30 .
وبرزت على الساحة توقعات بتقدم أحزاب جديدة مثل حزب «بوديموس» أقصى اليسار المناهض للتقشف، مما قد يوجه ضربة جديدة للتيار السياسي الرئيس في أوروبا بعد الاستفتاء البريطاني.
ومن المتوقع أن يصبح حزب الشعب أكبر حزب من جديد بحصوله على 120 مقعداً ولكن قد يحصل أكثر شركائه المحتملين وهو حزب «المواطنون» على نحو 40 مقعداً ما يجعل عدد مقاعدهما أقل من العدد اللازم لتحقيق أغلبية مطلقة وهو 176 مقعداً.
وكان حزب الشعب اليميني اقترح أن يترأس حكومة ائتلافية تضم حزبي «المواطنون» الليبرالي، والعمال الاشتراكي اليساري، إلا أنّ الأخير لا يميل إلى هذا الحل إطلاقاً، فيما تقف وجهات النظر المختلفة في اقتسام السلطة عائقاً أمام تشكيل تحالف يساري بين «العمال الاشتراكي»، وحزب «بوديموس».
وفي حال فوز تحالف لـ«بوديموس» بـ 90 مقعداً، كما هو متوقع، بالإضافة إلى نحو 80 مقعداً للحزب الاشتراكي فالنتيجة قريبة من الأغلبية المطلقة.
وقد يسمح تأييد بعض من الأحزاب الإقليمية لهما بتشكيل حكومة، لكن محللين كثيرين رجحوا تفضيل الحزب الاشتراكي تشكيل «ائتلاف كبير» مع حزب الشعب الذي ينتمي إليه راخوي، أو إعطاء تأييد سلبي لحكومة أقلية بزعامة حزب الشعب بدلاً من التحالف مع مجموعة تهدد وجوده مثل «بوديموس».